بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية شيماء جمال
مرحبا، أنا أسمي دكتورة نوران فؤاد، أستاذ الإجتماع السياسي بجامعة عين شمس. وأيضا، كاتبة وناقدة، وقد قمت بترجمة الرواية الكورية "أرجوك أعتن بأمي" من اللغة الكورية إلى اللغة الإنجليزية والعربية، وقد قمت بعمل دراسة عنها و قدمتها إلى سفارة جمهورية كوريا في مصر.
قد عرفت كوريا والثقافة الكورية منذ سنوات عديدة، فكنت أعمل في وزارة الثقافة المصرية كمديرة لمكتب حقوق النشر بالوزارة لأكثر من عشر سنوات، ووقتها كانت تأتينا منح خارجية من وزرات ثقافة الدول الأخرى، فقد تلقيت منحة من دولة اليابان ثم، منحة من كوريا في برنامج يسمى " أمفيك" حيث كانت مدة البرنامج من ستة شهور إلى سنة، وكان تابع لوزارة الثقافة الكورية. فمنذ ذلك الوقت قد بدأ حبي لكوريا والثقافة الكورية، حيث هناك بدأت أتعرف على كوريا وأحب الثقافة الكورية وأشارك في الأنشطة الثقافية في الجامعة التابعة للمنحة، فقد كنت في الجامعة الكورية للفنون التي تناظر هنا في مصر أكاديمية الفنون بالقاهرة. عندما كنت في كوريا، قد شاركت في الكثير من الأنشطة الإجتماعية والأدبية والكتابية وغيرها، وقد قدمت أبحاث خاصة بي هناك وتم نشرها في الجامعة الكورية للفنون. حيث سافرت إلى كوريا مرتين، المرة الأولى: كانت المنحة التي تحدثت عنها وكانت في عام ٢٠١٠، والمرة الثانية: في عام ٢٠١٥، كانت بمناسبة الذكرى السنوية للمنحة. فقد أرتبطت ارتباطا وثيقا بالثقافة الكورية فهي ثقافة جميلة للغاية، فقد أحببتها وأصبح لدي شغف كبير تجاها، فقد أعجبني الشعب الكوري كثيرا، حيث هو شعب مبتسم محب للحياة ويجب أن يستمتع بها وفي نفس الوقت محب للعمل بجدية، فقد لاحظت إنهم يحبون التواصل مع بعض كثيرا عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي، فكوريا بلد متقدمة حضاريا وجميلة للغاية، فقد شاهدت العديد من العروض الفنية في كوريا مثل: عروض المسرح والسينما وأيضا عروض الطلبة في الجامعة وحتى الاشراف على مشروعات التخرج الخاصة بطلبة الجامعة الكورية. حيث لنا أبحاث هناك أيضا في الجامعة، فقد عملت أبحاث عن الحرف الشعبية وهي باللغة الإنجليزية، والتحقت هناك بفصول تعليم اللغة الكورية وقتها، حيث تعرفت عن الأغاني والدراما الكورية وغيرها أو الموجة الكورية "الهاليو". ومن الأشياء التي أحب أن أذكرها أن المسوؤلون عن المنحة والجامعة في كوريا يحبون أن يتواصلون مع الأشخاص الذين سافروا فهم يعززون فكرة التواصل الدائم وذلك عبر السفارة أو الملحقين الثقافيين فهم يساعدونا على ذلك وأيضا على متابعة تعلمنا للغة الكورية وأن لا ننساها. فأنا أريد أخبارك بسر إنني استخدم لوحة المفاتيح في الهاتف المحمول باللغة العربية الإنجليزية والكورية وأقوم بإستخدامها باستمرار؛ لكي لا أنسى اللغة الكورية. فأكثر شىء أحببته في اللغة الكورية هو صيغة الأحترام التي يستخدمها الشعب الكوري في الحديث على حسب المتلقي وسنه ومكانته الإجتماعية، على سبيل المثال، في اللغة العربية كلمة سيادتكم أو حضراتكم هي صيغة أحترام في الكلام واللغة الكورية أيضا تحتوي على ذلك بتغير أخر مقطع في الكلمة إضافة مقطع "يو" التي تدل على الأحترام أو إضافة مقطع "سييو، إيمنيدا أو سيمنيدا" لجعل الكلام أكثر رسمية وبطريقة أكثر أحتراما على حسب المتلقي ومكانته. والجدير بالذكر أن الشعب الكوري شعب متحضر جدا وفي نفس الوقت معتز بحضارته القديمة كثيرا ويقدر الشعوب الأخرى التي تعتز بحضارتها، فهم يحبوب الحضارة المصرية القديمة كثيرا، وأتذكر عندما كنت في كوريا، عميدة الكلية التي كنت أقدم بها أبحاثي آنذاك كانت تضع أمامها تمثال "أنوبيس" آله الخصوبة عند المصريين القدماء وكان على شكل قط باللون الأسود وقد سألتني هل تعرف ما هذا؟ فأجبت بنعم وقلت لها ماهو، فقد أنبهرت العميدة كثيرا وفرحت للغاية لأنني أعرف تاريخي وحضارتي جيدا فكما قلت لك يا شيماء هم يقدرون كثيرا الأشخاص الذين يعتزون بحضارتهم.
وأضافت دكتور نوران: أنا عضو إدارة مؤسس في جمعية الصداقة الكورية المصرية، فالجمعية بها أعضاء مسوؤلون وبعض من رؤساء تحرير المجلات والصحف المصرية. فأنا عضو مجلس إدارة، ومن الأعضاء المؤسسين للجمعية يتم انتخاب أعضاء مجلس الإدارة كل ثلاث سنوات. ويتم دعوة الأعضاء في كل الفعاليات والأنشطة الثقافية التي تخص كوريا في مصر والتي تدعم التبادل الثقافي بين مصر وكوريا. حيث يتم التواصل بينا وبين سعادة السفير الكوري في مصر والسفارة الكورية وأيضا المركز الثقافي الكوري بمصر.
وبسؤال دكتورة نوران عن الفعاليات الثقافية الكورية التي قامت بحضورها أجابت: فقد حضرت الكثير من الفعاليات والمسابقات والأنشطة المتعلقة بالثقافة الكورية، على سبيل المثال: فقد تمت دعوتي مرات عديدة في احتفالية اليوم الوطني لكوريا التي يقيمها سفير جمهورية كوريا في مصر في بيته. وفعاليات اليوم الثقافي الكوري في العديد من الأماكن.
وفي عام ٢٠١٢، قد شاركت في لقاءا ثقافيا تحت عنوان "إطلالة على الأدب الكوري" في مكتبة مصر العامة تحت إشراف المركز الثقافي الكوري بمصر، حيث تحدثت عن الرواية الكورية "أرجوك أعتن بأمي" وتحدثت عن البعد الإنساني في الأدب الكوري. وفي عام ٢٠١٤، قد قمت بإلقاء محاضرة تحت عنوان"الفنون الشعبية الكورية والحداثة" في مقر المركز الثقافي الكوري بمصر لمحبين الثقافة والفنون الكورية.
وبالنسبة للطعام الكوري ، قد شاركت في مسابقة الطعام الكوري التي أقامتها سفارة جمهورية كوريا في مصر في عام ٢٠١٣ في مركز تدريب فنون الطهي التابع للاتحاد العام للغرف السياحية بأكاديمية أخبار اليوم حيث قمت بعمل الأكلات الكورية "البولجوجي" و"البيبيمباب". وأيضا، في العديد من مهرجات الطعام الكوري التي يقيمها المركز الثقافي الكوري بمصر. في عام ٢٠١٩، تم دعوتي وعدد من الإعلاميين من قبل مدير المركز الثقافي الكوري بمصر حيث قد تعلمنا كيفية إعداد بعض الأكلات الكورية مثل: الكيمباب وغيرها من الأكلات الكورية تحت إشراف شيف كورية متخصصة، وقد استمتعت كثيرا أنا وزملائي من الإعلامين.
وشاركت أيضا في العديد من الفعاليات المؤتمرات والندوات بقسم اللغة الكورية في كلية الألسن جامعة عين شمس. وتمت دعوتي في الإفطار الرمضاني الذي يقيمه المركز الثقافي الكوري بمصر في شهر رمضان الكريم.
وقد شاركت أيضا في حضور فعالية محتوي الابتكار الكوري الذي كان يتحدث عن تقنيات الواقع الافتراضي وذلك في عام ٢٠١٨. و قد حضرت فعالية تصفيات مسابقة الكي-بوب العالمية في مصر في أكاديمية الفنون، وأيضا مسابقة سفارة جمهورية كوريا بمصر عن تقديم دراسة بحثية تحت عنوان "سبل الارتقاء بالعلاقات المصرية الكورية" بالتعاون مع جريدة الأهرام.
ومؤخرا، قد تم دعوتي لحضور أسبوع الثقافة الكورية بدار الأوبرا المصرية "كي-ساوند"، وقد أستمتعت كثيرا بحفل الافتتاح والختام والعروض التي أقيمت بهما.
وقمت بسؤال دكتورة نوران عن خططها المستقبلية فيما يتعلق بالثقافة الكورية أجابت: أنا أخطط لكتابة مجموعة قصصية عن تجربتي وحياتي في كوريا من خلال الأشخاص الذين أرتبطت بهم في رحلتي هناك من البرامج الأخرى، حيث كان يوجد البعض من أمريكا الاتينية وأمريكا وإنجلترا والعديد من البلدان الأخرى.
وفي النهاية، أتمنى لك التوفيق يا شيماء ولقراء كوريا نت ايضا، وكذلك أتمنى للشباب أن يسافروا لكوريا وأن يتعرفوا على ثقافات أخرى ويتعرف على مزايا مجتمعهم وعيوبه وكذلك محاكاة الشعب الذي يعيش في تلك الدول.
شكرا جزيلا لك دكتورة نوران وأتمنى لحضرتك كل التوفيق. شكرا لكم جزيلا قراء كوريا نت، وأتمنى أن ينال المقال إعجابكم. حيث قد تم عمل هذا الحوار عن طريق خاصية رسائل التسجيل الصوتي الموجودة في تطبيق الواتساب وذلك في يوم ٣٠ سبتمبر لعام ٢٠٢٤.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.