مراسل فخري

2023.07.04

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
thumb0704

الصورة تعرض سارة بكر احمد اثناء فوزها بالمركز الأول في مسابقة لغتنا والتي أقيمت في المركز الثقافي الكوري.



بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية دانا عمرو محمود
الصور = سارة بكر


إلى أي مدى قد يصل بك شغف تعلم اللغة الكورية؟
سارة بكر شاركت في العديد من المسابقات و تعمل كمترجمة طبية للغة الكورية وتملك قناة على اليوتيوب تقوم بتعليم قواعد النحو الكورية...أنا شخصيا كنت اتباعها واستفدت منها كثيرا... إذا سمح لي ان اقول "فأنا اعتبرها قدوة لي" بسسب شغفها و استمرارها في السعي الى التعلم

الكثير يتساءل ما النفع الذي سيعود علي بتعلم اللغة الكورية؟
فاسمحوا لي ان اجيب بسؤال آخر، ما النفع الذي سيعود عليك من التعليم عامة اذا لم يكن لديك هدف في الحياة؟
ضع هدفك نصب اعينك وانطلق وراء حلمك أيا كانت مهيته
.فالتعلم بكل انواعه واشكاله بالتأكيد سيعود عليك بنفع وسيكسبك خبرة عامة في الحياة

شاركت سارة في مسابقة ’لغتنا‘ والتي قدمت برعاية قناة كي بي اس وأقيمت في المركز الثقافي الكوري في مصر.

وتم الاعلان عنها يوم 26/4/2023 على صفحة المركز الثقافي الكوري على الفيسبوك وكان التقديم في الفترة 26/4 الى 6/5 من نفس العام و قدم الطلاب اونلاين عبر فورم جوجل.

وتم اعلان نتائج القبول يوم 15/5 وتم قبول 80 طالب في المرحلة الأولي والتي اقيمت في متحف الحضارة في مصر، ثم تم تصفية العدد و الانتقال الى المرحلة التالية ب6 طلاب فقط وانعقدت هذة المرحلة في المركز بحضور بعض الطلاب الاخرين كجمهور لتشجيع المتسابقين وكان من ضمن الطلاب سارة بكر احمد والتي فازت بالمركز الاول في هذة المرحلة، وانتقلت هي وصديقة اخرى فازت بالمركز الثاني الى المرحلة الاخيرة والتي من المقرر انها ستقام في كوريا لكن لا املك اي معلومات عن هذة المرحلة بعد.

.لذا هيا بنا معا نتعرف على سارة و تجربتها في هذه المسابقة

5/6/2023 تمت هذة المقابلة عبر مكالمة صوتية على تطبيق الانستجرام يوم

ممكن تعرفينا بنفسك؟
.اهلا اسمي سارة بكر احمد 27 عام وتخصصت في طب الأسنان بدأت تعلم اللغة الكوري منذ 2014 و حتى الان

طب الاسنان والترجمة مجالين مختلفين تماما، فما كان الدافع وراء تحول اهتمامك الى مجال الترجمة اكثر من ممارسة الطب؟
في الحقيقة اهتمامي باللغة الكورية بدأ عندما أتممت الصف الثانوي أي إنني كنت بالفعل أدرس اللغة الكورية اثناء التحاقي بالجامعة، وبالرغم من معرفتي بمدى صعوبة تخصصي والضغوطات التي يمكن ان اواجهها بسبب تعلم شيئين في نفس الوقت إلا انني قررت ألا اهمل تعلم اللغة لأنني اقوم بشيء احبه واستمتع به. بالطبع كان هناك بعض التنازلات من كلا الجهتين فأحيانا اذهب للصف الكوري متأخرة بسبب الجامعة وأحيانا أخرى اضطر الى تغير جدول دراستي حتى تتناسب مع مواعيد المركز الثقافي الكوري، إلا انني لم استسلم لتلك الصعوبات وحققت النجاحات في كلا المجالين، بعد ان تخرجت من الجامعة عملت بمجال تخصصي بالفعل لفترة، لكن دائما كان يراودني شعور "ليس هذا ما أريده" لقد كنت اشعر بذاتي اكثر اثناء ممارستي للغة الكورية، ولذلك اتجهت الى مجال الترجمة الطبية و بذلك لم ابتعد كثيرا عن تخصصي الجامعي، وحقيقة لايمكن ابدا ان انكر فضل السنوات التي قضيتها بين جدران الجامعة لأن هذه السنوات اعطتني الخلفية الطبية التي جعلت مهمة الترجمة اسهل كثيرا واجتزت بسببها مرحلة صعبة يواجهها زملائي المترجمين إذ يسألونني كثيرا عن تعريف مصطلح طبي ما حتى يستطيعون ترجمته.

.في النهاية أرى ان المجالين معا كانا سببا لوصولي الى هذة المرحلة

هل هذة كانت مشاركتك الأولي في مسابقات خاصة باللغة و الثقافة الكورية؟
لا، لقد شاركت في الكثير من المسابقات مثل ’مسابقة التحدث باللغة الكورية‘ شاركت فيها عندما كنت في المستوى المبتدئ مرة، ومرة اخرى وانا في المستوى المتوسط وفزت فيها عام 2017 وسافرت الى كوريا الجنوبية لمدة اسبوعين ثم شاركت في مسابقة اخرى خاصة بكلية الألسن والتي تقام على مستوى أفريقيا كلها، وايضا ’كويز ان كوريا‘ مرتين و اخيرا مسابقة ’لغتنا‘ برعاية قناة كي بي اس

كيف جهزتي نفسك لهذة المسابقة؟
أشرت من قبل اني شاركت في كويز ان كوريا مرتين فكنت بالفعل مستعدة لشكل الاسئلة التي ستطرح فدائما تكون خاصة بالثقافة الكورية وليست اللغة نفسها وبالفعل يوجد الكثير من الحلقات المنتشرة على صفحتهم على اليوتيوب يمكن لأي شخص الرجوع اليها بإعتبارها المصدر الأفضل لكن على عكس هذا النوع من الاسئلة كانت مسابقة ’لغتنا‘ مختلفة لأنها خاصة باللغة الكورية نفسها وليست الثقافة، الأمر اشبه الى اختبارات اللغة العربية لدينا عندما يطلب منك تعريف كلمة ما من المعجم.

وعندما حاولت ان ابحث على اليوتيوب لإيجاد اي مصادر وجدت الاسئلة صعبة جدا، وما تيقنته هو ان الاسئلة ستتمحور حول اللغة الكورية نفسها، وبما انها المرة الولى التي ستقام فيها المسابقة لمشتركين اجانب كنت متوترة قليلا خصوصا انني لا اعرف من اين يجب ان ادرس، لكن ركزت على الأمثلة الشعبية الخاصة بكوريا الجنوبية.

والشيء الطريف هو عند بدء المسابقة أكتشفت ان اكثر الأسئلة خاصة بالحضارة المصرية، والحقيقة ان معظم الدراسين للغة الكورية يهتمون أكثر بثقافة و تاريخ كوريا فقط حتي وإن كان يعرف معلومات كثيرة عن بلده بالتأكيد لن يعرفها باللغة الكورية، على سبيل المثال لم يشعر أحد يالفضول من قبل لمعرفة ما معنى زهرة اللوتس باللغة الكورية.

اعتقد على حسب ما اتذكر ان سؤال زهرة اللوتس كان في المرحلة الثانية من المسابقة صحيح؟
نعم صحيح. وكان هذا السؤال الثاني الذي وجه لي، و الحقيقة انا من اخترته وكان عليه الكثير من النقاط 200نقطة، لكن لحسن الحظ أن المقدمين اعطونا بعض التلميحات عندما وجدوا ان السؤال صعب قليلا.

.و قمت بالإجابة عليه بشكل صحيح، و سيظل معنى كلمة زهرة اللوتس محفور في ذاكرتي الى الأبد

ما إنطباعك عن المسابقة أو ما هي اللحظة التي لن تمحى من ذاكرتك؟
.بإسترجاع احداث اليوم اعتقد ان اللحظة التي لن انساها هي لحظة خروجي من المسابقة في المرحلة الأولى

فلقد أستبعدت في سؤال سهل للغاية لكن بسبب سهولته توقعت أن الإجابة التي اعرفها بالتأكيد لن تكون هي الصحيحة لأن الاسئلة حينها كانت صعبة قليلا ومخادعة، وبالفعل بسبب هذا التفكير اجبت بشكل خاطئ مما ادى الى خروجي، وفي تلك اللحظة كان يتملكني شعور الحزن ممتزج بالغضب على نفسي، لأنني اعلم اني تجهزت جيدا لتلك المسابقة وبالفعل قمت بإجابة العديد من الاسئلة لماذا اخرج بسبب هذا السؤال البسيط, لكنني كنت متشبثة بأمل الفرصة الثانية، فأثناء اجتماعنا مع المنظمين أخبرونا انه من الممكن ان يكون هناك فرصة ثانية لكل المتسابقين، وقد كان ففي السؤال التالي خرج الكثير من المتسابقين وبسبب هذا اعطو للجميع فرصة ثانية.

.والآن بعد انتهاء المسابقة اشعر انها كانت معجزة فلقد تحولت من متسابق مستبعد في المرحلة الأولى الى المتسابق الفائز بالمركز الأول

pic1

صورة لسارة اثناء تواجدها في كوريا الجنوبية عندما فازت في مسابقة التحدث باللغة الكورية.


أثناء تحضيرك للمسابقات الثقافية هل وجدتي تشابه فعلا بين الثقافة المصرية و الكورية؟
في الحقيقة شعرت بهذا الشيء منذ أول وهلة تعلمت فيها اللغة الكورية، بالأخص في المسلسلات كنت اشعر بالتحفظ الذي يشبه ثقافتنا أي انني عندما اشاهد المسلسل اعلم انه خالي من المشاهد الخادشة، كما احب انهم يعتزون ثيرا بتقاليدهم فهناك الكثير من الدراما تتناول الحياة التقليدية فقط.

أيضا طريقة التعامل مع العائلة و تجمعهم على طاولة طعام واحدة، وأن الأطفال يظلون في منزل الأبوين حتى الزواج ليس مثل بعض دول الغرب أن الاطفال يجب في مرحلة ما ان ينفصلو عن اهلهم و بدأ حياتهم المستقلة.

و طرق التعامل مع كبار السن والاحترام، كل هذة الاشياء وجدتها متشابهة تماما مع الثقافة المصرية لذا ارى من وجهة نظري اذا قرر اي شخص عربي ان يعيش في كوريا لن يرى صعوبة في التكيف مع الأداب العامة، بالطبع سيرى أشياء مختلفة خاصة بثقافة الشعب الكوري او التقاليد أو.. أو.. لكن الاداب العامة لن يواجه اي مشاكل.

خلال تجربتك للسفر الى كوريا عام 2017 أعلم ان المدة كانت قصيرة لكن هل حدث اي موقف غريب او طريف بالنسبة لك هناك؟
ما قلتي ان المدة كانت قصيرة فقط اسبوعين فلم تكن كافية لكي اعيش تجربة كاملة لكن خلال هذة المدة لم اتعرض لأي شيء مسيء، لا عنصرية او تعامل سيء بالعكس كان المشرفين الكوريين يسألوننا دائما عن اوقات الصلاة واذا كان يجب عليهم ان يوفروا مكان لكي نصلي فيه أم لا. كانوا في منتهى اللطف.

أما الموقف الطريف، في مرة شعرت بالعطش فكان امامي ’ديسبينسر‘ ولكن لم اجد اي اكواب للشرب فبحثت كثيرا بلا جدوى لكن فجأة رأيت بجانبه علبة مليئة بالورق لاحقا علمت ان هذة الاوراق هي الاكواب بالنسبة لهم بهدف المحافظة على البيئة من البلاستيك، شعرت بالغرابة قليلا لكن شربت و ظل هذا الكيس معي حتى الان و كلما نظرت اليه ضحكت... واحيانا كثيرة أريه للآخرين وأسألهم "اتعلم ما هذا؟ انه كيس من الورق يقوم الكوريين بالشرب في".

شيء آخر اعجبني في كوريا وهو الأمان، أوقات كثيرة كنت اذهب الى المتجر في منتصف الليل بلا اي مضايقات او خوف، لذا انا ممتنة كثيرا لشعور الأمان الذي توفره كوريا الجنوبية للأفراد التي تعيش هناك.

pic2

صورة للكيس الورقي التي شربت منه سارة اثناء تواجدها في كوريا.


 من ضمن الأنشطة التي تقدميها على صفحات التواصل الخاصة بكي، يوجد نشاط ’كلمني كوري‘ هل يمكن ان تخبرينا عنه؟
بالتأكيد ’كلمني كوري‘ حيث يتجمع 6 افراد معا ويتحدثون لمدة زمنية معينة باللغة الكورية فقط. بدأت هذا النشاط منذ 10 شهور تقريبا، وهدفه ان يحث دارسي اللغة على التكلم على أن يجتازوا ويتغلبوا على شعور الخوف، خاصة وأنني عانيت من هذا الأمر في البداية فكنت ادرس جيدا واستطيع القراءة والكتابة لكن عندما احاول ان اتحدث ينعقد لساني فجأة واشعر بالخوف من ان اخطئ، مهمة كلمني كوري ان يقضي على هذا الخوف.

هل هناك شروط أو فئة معينة تقومين بإختيارها للإنضمام الى كلمني كوري؟
يوجد شرط واحد وهو ان يكون الدارس أو الطالب على دراية بالحروف الكورية و القواعد الأساسية لتكوين الجمل الكورية، فأحيانا يتقدم أشخاص لا يعلمون سوى التعبيرات التي يسمعونهها في الدراما الكورية، بالطبع أسعد لإتخاذهم خطوة التعلم لكن كلمني كوري مخصص للتحدث عن الحياة اليومية، لذا اركز على فئة أحب ان أطلق عليهم جملة ’أنا أفعل ما بوسعى لتعلم اللغة‘ أي انهم يدرسون جيدا ومن أكثر من مصدر لكن فقط يريدون مساعدة لممارسة تلك اللغة، وقد يبدو “كلمني كوري” في شكل بدائي الأن لأنه عبارة عن إجتماع على تطبيق زووم عن طريق الإنترنت لكن لدي الكثير من الأفكار لتطويره ومن الممكن أن أقوم بعمل تجمع يوم ما في الخارج و نتحدث وجها لوجه على أرض الواقع.

هل هناك أي نصيحة تريدي ان توجيهها لمتعلمي اللغة الكورية؟
لمن يتعلم اللغة الكورية لا تيأس ولا تتكاسل واعلم دائما ان اي مجهود تبذله في تعلم اللغة سيعود عليك بنفع كبير لاحقا، فتعلم اللغات ليس من الأشياء التي تجنى ثمارها في نفس اللحظة عليك ان تعمل وتصبر حتى تجني ثمار اجتهادك، كما ان اللغة الكورية بالأخص ممتعة لأن كوريا تساعد من يريد تعلم لغتها وتقدر اقل مجهود يبذلة الشخص في تعلم ثقافتها، ويمكنك رؤية ذلك من خلال المسابقات و الفعاليات التي تقام على مدار العام والهدايا التي تصل الى حد السفر والتجول هناك بلا اي تكلفة مادية منك.

وإذا شعرت في مرة باليأس أو فقدان الشغف تذكر هدفك والطريق الذي قطعته لتحقيق هذا الهدف، بالتوفيق لكل الدارسين.

شكرا لسارة لهذة الكلمات الجميلة والمقابلة الممتعة، لقد سعدت كثيرا بهذا اللقاء.

وتذكر دائما ان لحظات النجاح تستحق أن تتعب من اجلها.. فعندما تتذوق جمال شعور النجاح ستنسى كل الضغوطات التي واجهتها.



ess8@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.