بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية آلاء عاطف عبادة
احتفالاً بالذكرى الـ60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كانت قد وقّعت جامعة 'الأمير سلطان' بالسعودية مع مؤسسة معهد الملك سيجونغ في يوم 9 أغسطس من هذا العام؛ مذكرة تفاهم بشأن احتضان أول فرع رسمي لتعليم اللغة الكورية بالمملكة العربية السعودية 'معهد سيجونغ الرياض' بداخل أسوار الجامعة وجدير بالذكر أن جامعة الأمير سلطان هي أول جامعة أهلية غير ربحية بالمملكة السعودية، ومن ثم بدأ معهد الملك سيجونغ الرياض أنشطته في جامعة الأمير سلطان في 11 سبتمبر، مُتبنية في ذلك وزارة التعليم السعودية الإشراف اللازم على الإنشاء بالتعاون مع السفارة الكورية ومؤسسة معهد الملك سيجونغ، إيماناً من المملكة بأهمية الانفتاح على الثقافات وامتداداً لمبادراتها في فتح المزيد من الآفاق المعرفية.
وفي يوم 4 من أكتوبر الجاري، دعى معهد سيجونغ الرياض العامة أخيراً للمشاركة في الاحتفال بالحدث الافتتاحي الرسمي لمعهد الملك سيجونغ بالرياض بمشاركة الدكتور أحمد بن صالح اليماني رئيس الجامعة، والسيد 'بارك جون-يونغ' سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى المملكة العربية السعودية في تمام العاشرة صباحاً، بداخل المبنى الرئيسي 104 لجامعة الأمير سلطان.
شاركتنا 'صلفة السكران' المقيمة بالسعودية أجواء احتفالية تدشين المعهد بالرياض، حيث حصلت على دعوة لحضور الافتتاح كونها طالبة في المعهد، وعضوة في فريق تعدد اللغات في جامعة 'الأميرة نورة' مع بقية أعضاء قسم اللغة الكورية، تقول: "تلقيت دعوة رسمية لحضور الحدث لكن الدعوة كانت مفتوحة للجمهور ويُسمح لمن يُريد الزيارة بالحضور حتى ولو لم يكن من طلبة الجامعة، فكان الحضور كثيفًا وامتلأت كافة المقاعد بالزوار، وقد استمتع الحضور بتجربة المشروبات الكورية التي كانت تُقدم بشكل مجاني لجميع الحاضرين".
وأضافت "خلال الحفل ألقى كل من السفير الكوري 'بارك جون- يونغ' ورئيس الجامعة 'أحمد اليماني' خطابًا بمناسبة التدشين، كما كان هناك أداءً يمثل الثقافة الكورية، قدم فيه مجموعة من الأطفال الكوريين عرضاً غنائياً راقصاً لطيفاً أمام الجميع من الحضور، وسعدنا بتجربة ثقافية لطيفة تعرفنا فيها على المشروبات الكورية التقليدية مثل الـ 'شيكهي' عبارة عن أرز مسلوق مع ماء الشعير يُقدم بارداً والـ'يوچاتشا' شاي فاكهة الترنج (المربى) نضيف منه ملعقة مع الماء الساخن وهو لذيذ جدا".
وعبرت 'صلفة' عن امتنانها للاهتمام الكبير والمتزايد بالثقافة الكورية ولغتها بالمملكة والذي أدى إلى افتتاح هذا المعهد لجميع الراغبين بتعلم اللغة بشكل رسمي، "بفضل ذلك الاهتمام تم إنشاء المعهد، وأتطلّع كوني حاليًا طالبة في المستوى السابع في المعهد لتطوير لُغتي وإتمام كافة المستويات المُتاحة لتأهيلنا مُستقبلًا للعمل في مجالات مُتعلقة بترجمة وتعليم اللغة الكورية".
كذلك أبدت 'أروى محمد العنزي' وهي معلمة تطوعية للغة الكورية بجامعة الأميرة نورة إعجابها بتنظيم الحفل وفقراته، وعبرت عن سعادتها لرؤية كم الحضور، فتقول "تلقيت دعوة رسمية للحضور، وقبل أسبوع من الحفل طلب منا المسئولون الكوريون الحضور للمشاركة في كتابة بعض العبارات الكورية، تعرفوا علينا وعرّفونا في أثناء ذلك على المعهد، المكان حقًا رائع وطاقم التدريس متعاون وقد حرصوا على تقديم الشاي والمقبلات وسؤالنا عما أعجبنا ليوفروه في التجربة القادمة".
وأضافت "في أثناء الحفل ألقى السفير 'بارك جون-يونغ' كلمته وسط حضور كبير، لم أكن أعلم أن الثقافة الكورية تتسع بهذا الحجم لدى الكبار سنًا أيضا، وأهدانا المنظمين مجموعة من أقنعة الوجه، وقُدم لنا مشروب الأرز ومشروب القرفة الكورية اللذيذة والمحلاة، ومن ضمن أصناف المشروبات الكورية المعروضة كان يوجد شاي بالأرز البني والشاي الأخضر، طعمه لذيذ ومهدئ للأعصاب حقاً، وأكثر ما يلفت الانتباه طريقة تحضير الشاي بكوريا المميزة والمختلفة عنا حيث يضيفون مربى فوق الشاي مع الماء الساخن وهو لذيد حقًا".
وتابعت 'أروى' معربة عن سعادتها بتنظيم الحفل وفقراته وتطلعاتها؛ "عند انتهاء الحفل وجّه المنظمون الكوريون الحضورَ في جولة عرفوهم خلالها على الأساتذة وطرق التدريس، لاحظت كم كانوا منظمين جدا من ناحية الوقت وأعجبني الاهتمام بجعل اللقاء ممتعاً حيث تم تدريب الأطفال الصغار على الرقص التقليدي الكوري، فكان الأطفال الكوريون لطيفين وكان الحفل ككل تجربة ممتعه جداً وغنيه بالمعلومات، أتطلع بالمستقبل أن أصبح معلمة لغة كورية في معهد سيجونغ كوني حالياً معلمة تطوعية للغه الكورية بجامعة الأميرة نورة".
وفي حواري القصير مع مدير معهد سيجونغ الرياض والأستاذ في كلية الهندسة بجامعة الأمير سلطان السيد 'لي تاي-يول' بتاريخ 6 أكتوبر؛ أعرب عن سعادته بالاهتمام الموجة لدراسة اللغة الكورية والتعرف على الثقافة الكورية في المملكة من خلال معهد سيجونغ حديث العهد، "أود أن أشكر الجميع على ترحيبهم بمعهد الملك سيجونغ الرياض بجامعة الأمير سلطان. كونه الأول من نوعه في المملكة العربية السعودية فهو يعد مركزاً مهماً للثقافة الكورية في الشرق الأوسط، نحن نرحب بكل الأجيال ومختلف الأعمار في المملكة العربية السعودية نود أن نشاركهم أحلامهم وصداقتهم مع العالم من خلال اللغة الكورية التي نفخر بها وبهدف ابتكارها بواسطة الملك سيجونغ عام 1443 لإثراء الثقافة مع الجميع وللجميع كوحدة واحدة".
يستضيف 'معهد سيجونغ الرياض' كلاً من الفصول الحية على أرض المعهد، والفصول عبر الإنترنت في كافة المستويات الدراسية، كذلك يسعى أن يكون نافذة للتواصل الحضاري بتوفير المواد العلمية والتعلمية لدعم الطلاب بجانب استضافة الأحداث الثقافية التى تعزز نشر الثقافة، حتى تتسنى الفرصة لأكبر عدد من الزوار والدارسين للتعرف على جوانب الثقافة الكورية المختلفة.
على الرغم من العلاقات بين البلدين التي تمتد لستين عاماً وتطورها مؤخرا في العديد من المجالات، فلم تكن هناك أي مؤسسات رسمية لتعليم اللغة الكورية في السعودية، ومع تزايد الطلب مؤخراً على تعلم اللغة خاصة مع انتشار محبي موجة الهاليو في السعودية وبدء استضافتها للأحداث الفنية والثقافية، فمن المرجح أن يكون لمعهد سيجونغ الرياض كونه جزءًا صغيرًا من كوريا على أرض السعودية- دوراً رائداً في إقبال الشباب السعودي على تعلم اللغة الكورية بشكل منهجي مما يقربهم من الفرص المختلفة ذات الصلة، وأن يكون نواة لتعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وكوريا، لذلك فأنا متحمسة جدًا من أجل الأصدقاء في المملكة السعودية.
ess8@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون
شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.