مراسل فخري

2022.09.30

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
'تشا هيه- رانغ' عازفة 'كومونغو'، يشير مصطلح 'كومونغو سانچو' إلى عزف الموسيقى الشعبية منفردا بحرية على آلة كومونغو، وهو ما يُصنف كتراث ثقافي وطني غير مادي لجمهورية كوريا منذ عام 1967م. (الصورة من تشا هيه- رانغ)

'تشا هيه- رانغ' عازفة 'كومونغو'، يشير مصطلح 'كومونغو سانچو' إلى عزف الموسيقى الشعبية منفردا بحرية على آلة كومونغو، وهو ما يُصنف كتراث ثقافي وطني غير مادي لجمهورية كوريا منذ عام 1967م. (الصورة من تشا هيه- رانغ)


بقلم مراسلة كوريا نت الفخرية المصرية آلاء عاطف عبادة

في الآونة السابقة ذاع صيت آلة كورية تقليدية بشكل غير معتاد، بعد ظهورها في فيديو موسيقي لأغنية فرقة الفتيات 'بلاك بينك' الضاربة 'سم وردي'، بينما الكثيرون ظنوا خطأً أنها آلة 'جاياجم' الشهيرة، فإن الآلة هي 'كومونغو'. وعلى غير المألوف فكومونغو هي آلة وترية وإيقاعية في ذات الوقت- تعتبر في كوريا بمثابة الملك في حضرة الآلات الأخرى، وتعود تاريخيًا إلى عصر مملكة 'كوريو'. تعددت الروايات حول اسمها 'كومونغو' فيُقال أنه ربما يشير إلى مملكة كوريو، أو يشير إلى لونها الأسود، وسنتعرف على الآلة الكورية التقليدية أكثر من خلال هذا الحوار الذي جاء في الخامس من سبتمبر الجاري عبر البريد الإلكتروني، مع عازفة 'كومونغو' الفنانة 'تشا هيه-رانغ'.

تتحدث 'تشا هيه-رانغ' عن نفسها وسبب دراستها للموسيقى التقليدية الكورية، فتقول: "أود تحريك قلوب الناس من خلال العزف على كومونغو، تماما مثلما وقعت في حب عروض فرق جوجاك ( الموسيقى التقليدية الكورية) عندما كان عمري 12 عامًا وذهبت لمشاهدة عروض جوجاك المختلفة، ثم قررت التخصص في الموسيقى الكوية التقليدية... أردت أن أنقل هذا الانطباع الذي لمسني للعديد من الأشخاص الذين لم يختبروها بعد." وتتابع حول اختيارها لآلة 'كومونغو' كآلة تخصص رئيسية: "التحقت بالمدرسة المتوسطة لمركز جوجاك الوطنية ودرست لمدة 14 عامًا، رغم أن 'كومونغو' هي آلة وترية، لكنها تحتوي أيضًا على عناصر إيقاعية. يبرز جانب الإيقاع أكثر لأنه ضرب بعصا من الخيزران تسمى 'سولداي'. وتتميز بالصوت الجهوري المنخفض والعميق عند الاحتكاك بالأوتار فوق الصندوق الموسيقي، ما لا يمكن رؤيته في أي من الآلات الأخرى."

وأضافت: "أنا أحترم بشدة وأريد أن أحاكي 'يون جيونغ-هيو'، الأستاذة في جامعة سيول الوطنية، بمشاهدة حفلها المنفرد قررت التخصص في 'غومونغو' وتمكنت أيضا من توسيع رؤيتي الموسيقية، ونشأت لدي الرغبة في تحدي وتجربة الألوان المختلفة التي يمكن أن تُعبر عنها غومونغو أو تنسجم معها مثل موسيقى الجاز والبوب وحتى الموسيقى الإلكترونية."

الصورة لتشا هيه-رانغ عازفة كومونغو (أقصى اليمين) مع أعضاء فرقتها الموسيقية 'ناموو كوت' عازف آلة تشيلو، المؤدية الغنائية، عازف الطبول، عازفة جاياجم الكورية التقليدية وعازفة آلة النفه كلارينيت. (الصورة من تشا هيه- رانغ وفرقة نامووكوت)

الصورة لتشا هيه-رانغ عازفة كومونغو (أقصى اليمين) مع أعضاء فرقتها الموسيقية 'ناموو كوت' عازف آلة تشيلو، المؤدية الغنائية، عازف الطبول، عازفة جاياجم الكورية التقليدية وعازفة آلة النفه كلارينيت. (الصورة من تشا هيه- رانغ وفرقة نامووكوت)


تشا هيه-رانغ هي عازفة 'كومونغو' الأساسية في فرقة 'نامووكوت' أو شجرة الورد وهو مشروع فني يجمع الآلات الغربية وعازفي الجاز مع الآلات الكورية التقليدية، فتتكون من الطبول، وآلة النفخ كلارينيت، وغيتار باس، وكومونغو وجياجوم مع الغناء أيضا، وعن هذا الاجتماع الفريد تقول تشا هيه-رانغ: "لدي العديد من الأداءات المسرحية، لكن من بينها لا يمكنني أن أنسى أول حفل موسيقي منفرد لفرقة مشروعنا الفني 'نامووكوت' أقيم في يوليو 2022، كان ذلك تحديًا جديدًا بالنسبة لي؛ نظرًا لكون الجميع جيدين مع توليفة متنوعة من الآلات الموسيقية، فقد أنشأنا المزيد من الموسيقى الخاصة مع ألوان موسيقية مثيرة للاهتمام، رغم كون الأمر صعبًا في البداية بسبب اختلاف المفاهيم الموسيقية وكذلك الإيقاع، لكننا نتطور من خلال التفاهم والتحدث مع بعضنا البعض." وتابعت: "لا نعرف المتغيرات التي يمكن أن تطرأ على المسرح، ورغم أن الأغنية قد تكون واحدة لكن يمكنها التعبير بشعور مختلف كل يوم مختلف مع اختلاف الجمهور والتفاعل، لذلك فإن الوقوف على خشبة المسرح مع الجمهور يكون دائمًا أمرًا مشوقًا ومثيرًا، هناك العديد من الأشياء الجديدة التي تعلمتها أثناء الفهم والاستعداد مع اختلاف توجهات فرقتنا الموسيقية في فترات التدريب المكثفة، علمتني لماذا أحب الجمهور والصعود على خشبة المسرح والقيام بالموسيقى."

تظهر الصور تركيب آلة 'كومونغو' عن قرب، وتتكون آلة كومونغو من ستة أوتار فقط، وتختلف درجة الصوت الصادر منها حسب الجزء الذي تضربه يد العازف من الوتر الحريري الواحد بسبب الجسور المتحركة والفواصل الرأسية المحدبة، مع وجود الجزء الإيقاعي 'سولداي' وهو ما يميزها عن غيرها من الآلات، مع تحريك العازف وتحكمه في الأوتار صعودا وهبوطا تتميز الألحان الإيقاعية الصادرة من كومونغو بمداها الصوتي الرخيم والناعم وكذلك الجهوري الذي يمكنه التعبير عن مشاعر الحزن والبهجة معا حسب قدرة العازف. (الصورة من تشا هيه رانغ)
تظهر الصور تركيب آلة 'كومونغو' عن قرب، وتتكون آلة كومونغو من ستة أوتار فقط، وتختلف درجة الصوت الصادر منها حسب الجزء الذي تضربه يد العازف من الوتر الحريري الواحد بسبب الجسور المتحركة والفواصل الرأسية المحدبة، مع وجود الجزء الإيقاعي 'سولداي' وهو ما يميزها عن غيرها من الآلات، مع تحريك العازف وتحكمه في الأوتار صعودا وهبوطا تتميز الألحان الإيقاعية الصادرة من كومونغو بمداها الصوتي الرخيم والناعم وكذلك الجهوري الذي يمكنه التعبير عن مشاعر الحزن والبهجة معا حسب قدرة العازف. (الصورة من تشا هيه رانغ)

تظهر الصور تركيب آلة 'كومونغو' عن قرب، وتتكون آلة كومونغو من ستة أوتار فقط، وتختلف درجة الصوت الصادر منها حسب الجزء الذي تضربه يد العازف من الوتر الحريري الواحد بسبب الجسور المتحركة والفواصل الرأسية المحدبة، مع وجود الجزء الإيقاعي 'سولداي' وهو ما يميزها عن غيرها من الآلات، مع تحريك العازف وتحكمه في الأوتار صعودا وهبوطا تتميز الألحان الإيقاعية الصادرة من كومونغو بمداها الصوتي الرخيم والناعم وكذلك الجهوري الذي يمكنه التعبير عن مشاعر الحزن والبهجة معا حسب قدرة العازف. (الصورة من تشا هيه رانغ)


بالعودة بالحديث إلى 'كومونغو'، آلة القانون الكورية الطويلة وهي واحدة من أقدم الآلات الموسيقية الكورية، يبلغ طولها حوالي 150 سم وعرضها 25 سم، لها ستة أوتار وثلاثة جسور متحركة على اليسار تسمى 'آنچوك' حرفيا تعني أقدام الإوزة البرية، و16 فاصلًا رأسيًا بأطوال مختلفة مرتبة تصاعديًا من اليمين إلى المنتصف تسمى 'غويه' يستند عليها ثلاثة أوتار حريرية بينما الثلاث الأخرى في وضع حر فوق الجسور المتحركة وهو ما يساعد في صدور النغمات المختلفة على امتداد نفس الوتر، مع عصا إيقاعية في حجم القلم الرصاص تُسمي 'سولداي' تضرب الأوتار باليد اليمنى ويُتحكم في الأوتار باليد اليسرى، مع صندوق خشبي تصنع اللوحة الأمامية الدائرية منه من خشب بولونيا وتمثل السماء، بينما اللوحة الخلفية مسطحة مصنوعة من خشب الكستناء وتمثل الأرض. وتصدر كومونغو نغمات جهورية، مختلفة التردد مثل غيتار الباس فهي آلة تجمع بين اللحن والإيقاع والباس (الجهير والصدى) وتصدر نغمات خماسية مختلفة يمكن استخدامها في ألوان مختلفة من الموسيقى ما يجعلها تختلف عن غيرها من الآلات الوترية الأفقية، وعن الاختلافات المحورية بين آلة 'كومونغو' و'جاياجم' عبرت تشا هيه- رانغ قائلة: "بادئ ذي بدء، تحتوي كومونغو على ستة أوتار، مع عصا من الخيزران تسمى 'سولداي' يمسك بها العازف في يده اليمنى، بينما جاياجم يتم العزف عليها باستخدام الأصابع فقط في 12 وتراً، إذن يمكنك تشبيه كومونغو بالغيتار حيث يمكن استخدام كومونغو بشكل عمودي أيضا، وتختلف درجة الصوت في غومونغو بناءً على الجزء الذي تلمسه في الوتر الواحد، من ناحية أخرى لدى جاياجم شدة صوت ثابتة لكل وتر مثل القيثارة. فإذا كان صوت كومونغو يصدر صوتًا منخفض النبرة من التينور (درجة صوت ذكورية)، فإن الجاياجم يصدر صوتًا مرتفع النبرة من السوبرانو (درجة صوت نسائية) لذلك فالمزج بينهما في فرقتنا مع الآلات الغربية مثير للاهتمام."

'تشا هيه- رانغ' درست الموسيقى التقليدية الكورية مدة 14 عاما، التحقت بالمدرسة المتوسطة للمركز الوطني للموسيقى التقليدية وتخصصت في آلة 'كومونغو'، ولها مساهمات عديدة على المسارح والمشاريع الفنية التي تمزج الموسيقى التقليدية بالموسيقى العالمية. (الصورة من تشا هيه-رانغ)

'تشا هيه- رانغ' درست الموسيقى التقليدية الكورية مدة 14 عاما، التحقت بالمدرسة المتوسطة للمركز الوطني للموسيقى التقليدية وتخصصت في آلة 'كومونغو'، ولها مساهمات عديدة على المسارح والمشاريع الفنية التي تمزج الموسيقى التقليدية بالموسيقى العالمية. (الصورة من تشا هيه-رانغ)


تحلم تشا هيه- رانغ أن تنتج ألبومًا منفردا لـ كومونغو من النغمات التي قامت بتأليفها، وأن تقدم النغمات الكورية التقليدية في الرداء العالمي مع الموسيقى الحديثة، "أنا مهتمة بالموسيقى العالمية خاصة الهندية، أريد إظهار كيف يمكن لآلة تقليدية قديمة مثل كومونغو الانسجام مع كافة الألوان الموسيقية المختلفة، خاصة مع حملها عموديًا على الكتف واستخدام تقنية بيزيكاتو (تقنية نقر الأوتار المستعملة عادة في الجاز) فيمكن لكومونغو إصدار أصوات مختلفة مع مداها الصوتي المتنوع، الذي أريد أن يُسمع في أماكن مختلفة حول العالم ويُعرف سحر كومونغو متعدد الأشكال."

لكل نوع موسيقي سمة فريدة تميزه، كذلك بالنسبة للآلات الموسيقية وخاصة التقليدية منها التي قد تُعتبر بدائية وبسيطة، فاختيار التخصص في الآلات التقليدية يتطلب الحب والإخلاص الشديدين، مع الجرأة في دمجها بالحداثة وتوظيفها مع الموسيقى العالمية، وربما ذلك يفسر كيف أمكن للآلات التقليدية أن تصمد بتوهج فريد لا يتلاشى ولا يخبو. وفي ختام حديثها توصي تشا هيه-رانغ: "دعونا نعزف الموسيقى بسعادة! الموسيقى تحتوي على قصص، وعاطفة المؤدي تصل للجمهور كما هي. هناك أوقات قد نشعر فيها باليأس والحزن أو العكس أثناء عزف الموسيقى وكل ذلك يصل للجمهور، بينما ما يجعل المؤدي أكثر نضجًا هو أن يستمتع بعاطفة الموسيقى نفسها ويمزجها بمشاعره."

أترككم مع ألحان 'كومونغو' بمصاحبة بيانو الچاز، في عرض لتشا هيه- رانغ على كومونغو، وسونغ جي- هون على البيانو، من إنتاج جامعة سول الوطنية للموسيقى الكورية وقناتها الرسمية على يوتيوب



© الصور من تشا هيه- رانغ وفرقة نامووكوت، يؤذن باستخدام الڤيديو وجميع الصور.



dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.