يعتبر برنامج ’موكبانغ‘ في حد ذاته نوعاً من أنواع ’إيسمار‘ أو ما يعرف ’باستجابة الزوال الحسية المستقلة‘ وهو شعور مهدئ وممتع يساعد مستقبلة على الاسترخاء التام وغالباً ما يكون مصحوبا بالقشعريرة نتيجة الاحساس بالوخز في فروة الرأس. (رسم من فاطمه نافع)
بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية فاطمه نافع
حينما كنت أدرس المستوى الثاني من كتاب معهد سيجونغ دراسة حرة مع معلمتي الخاصة صادفني درس يتحدث عن الطعام الكوري وأنواعها وأسمائها، تلك الأطعمة التي طالما كنت أشاهدها في الدراما الكورية وخاصة الراميون الذي يعتبر الوجبة الأكثر شهره بعد الكميتشي، ألا أن معلمتي ’سونسنيم هند‘ حدثتني حينها كثيرا عن تلك الأطعمة وكيفية أعدادها وأنواعها وأيضا عن مدى مذاقها اللذيذ الذي بدوره شجعني على تجربة تناول الأطعمة الكورية، كما أيضا ساعدني على خوض تلك التجربة برامج الموكبانغ.
فاذا كنت من متصفحي الإنترنت، فمن المرجع أن تكون قد صادفت عبر مقاطع الفيديوهات المقترحة أشخاص يطهون وجبات لذيذة ثم يتناولونها أمام الكاميرا ليس ذلك فحسب بل يسجلون صوت مضغهم، ولكن هل تساءلت ما هو برنامج الموكبانغ؟
برنامج الموكبانغ
يعتبر برنامج "موكبانغ" في حد ذاته نوعاً من أنواع "إيسمار" أو ما يعرف "باستجابة الزوال الحسية المستقلة" وهو شعور مهدئ وممتع يساعد مستقبلة على الاسترخاء التام وغالباً ما يكون مصحوبا بالقشعريرة نتيجة الاحساس بالوخز في فروة الرأس.
يعتبر برنامج "موكبانغ" أو ما يسمى "بث صوتي للأكل " إحدى اتجاهات اليوتيوب الحديثة في كوريا الجنوبية وهو يمزج بين كلمتين كوريتين "موك-دا" بمعنى "أكل" وكلمه "بانج-سونج" وتعنى "البث"، وتعتبر تلك البرامج بالنسبة لي ليس مجرد أشخاص يتناولون طعامهم فحسب بل كانت لها العديد من الفوائد التي قمت بالاستفادة منها لذا دعونا نتعرف سوياً على فوائد برامج "موكبانج".
تجربة الأكل الكوري
يمكنك طهو الطعام واعداه من خلال متابعه المضيف (رسم من فاطمه نافع)
لم يسبق لي من قبل بتجربة الأطعمة الكورية في السابق حيث كنت اعتقد أن المطبخ الكوري يختلف كثيرا عن المطبخ المصري الا ان هذا الاعتقاد كان خطاًء للغاية، فمن خلال متابعتي لكيفيه أعداد المضيف للوجبة وجدت الكثير من الأطعمة المتشابهة بيننا على سبيل المثال وليس الحصر كطريقة تحضير "الماندو" المحشوة باللحم او الخضروات أو الدجاج والتي ما تذكرني بطريقه عمل السمبوسك فهما متشبهان في مواد الحشوة والطريقة.
كما ساعدني على التعرف على الكثير من الأطعمة ليس فقط اسمائها ولكن كيفية صنعها أيضا، وذلك من خلال متابعتي للأطعمة التي يقوم المضيف بأعدادها قبل تناولها مما شجعني على تجربة طهيها بنفسي "كالماندو والكيمتشى والكيمباب والجاجاميونغ بولجوجى والدجاج المقلى على الطريقة الكورية" وغيرها من الأطعمة اللذيذة.
ولم يقتصر فوائد "الموكبانغ" على تعلمي أسماء الأطعمة او كيفية أعدادها فحسب، فمن خلال "موكبانج" استطعت تجربة الثقافة الكورية التي تحرص على تناول الطعام مع الاخرين على رغم من بعد المسافات، وذلك من خلال مشاركة الطعام الذي أقوم بأعداده وتناوله مع الشخص الذي أمامي أثناء البث فهو اشبه ما يكون بتناول وجبه مع شريك اخر كتجربة اجتماعية من الثقافة الكورية وخاصة أذا كنت تعيش بمفردك فتلك التجربة قد لا تشعرك بالوحدة أثناء تناولك الطعام.
تساعد على تحسين لغتك الكورية
تساعدك على تعلم مفردات لغويه وتحسين الاستماع لديك وتجربة مشاركه الطعام مع الاخرين وخاصة اذا كنت تعيش بمفردك. (رسم من فاطمه نافع)
تساهم برامج ’موكبانغ‘ بطريقة غير مباشره في تحسين اللغة وذلك من خلال الاستماع للمحادثات التي يقدمها المضيف عند وصفة للطعام أو من خلال استخدامه لتعابير ومفردات لغوية أثناء تفاعله مع تعليقات المشاهدين عند تناوله للطعام، كل ذلك قد ساهم في تعلمي لمفردات وكلمات وتعبيرات جديدة، كما انها ساهمت في تحسين مهاره الاستماع لدى.
التجوال في كوريا
فقد أتاحت لي تلك البرامج التجوال في كوريا عن بعد والتعرف على شوارعها ونوعية أطعمة الشوارع اللذيذة التي تقدم للمارة "كالتكبوكى" المغمور في الصوص الحارة و"كعك السمك" و"حلوى الدلونجى"، وكيفية الأعداد للتخييم مع الاستمتاع بالأجواء المحيطة بنهر الهان ومشاهدة الألعاب النارية كل هذا يشعرني وكأنني هناك بالفعل
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.