مراسل فخري

2022.05.04

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian


الملصق الرسمي لدراما باتشينكو (الصورة من أبل تي في +)

الملصق الرسمي لدراما باتشينكو (الصورة من أبل تي في +)


 

بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية آلاء عاطف عبادة

جذب العمل الدرامي 'باتشينكو' الذي تُعرض الحلقة الثامنة والأخيرة منه اليوم 29 أبريل- الجماهير في جميع أنحاء العالم بعد بدء عرض قصته على منصة إنتاجه أبل تي في+، وقصته حول أربعة أجيال من عائلة كورية مقرها في اليابان حيث تدور الأحداث بثلاث لغات في كوريا واليابان والولايات المتحدة، تستند القصة أساسا على الرواية الأكثر مبيعا للكاتبة 'مين جين لي' التي نشرت لأول مرة عام 2017 وتحولت هنا إلى دراما بمعالجة 'سو هيو' بشكل كامل، ومن إخراج 'كوجونادا'.


تأتي معظم ردود الأفعال حول العمل ملخصة في كلمات مثل "ملحمة فخر"، "ساحر"، "آسر"، ومن وجهة نظري ترجع أسباب نجاح العمل لخمس عوامل على الأرجح، تتمثل في أولهم ألا وهي الرواية الناجحة مسبقا والمعالجة المناسبة للتليفزيون، وبالطبع فريق التمثيل، الحقبة التاريخية، فوق ذلك النقاط الساحرة الظاهرة الخفية في ذات الوقت خلف العمل والتي تعد روح العرض وجزء رئيسي من جاذبيته: الموسيقى التصويرية والصورة السينمائية.


القصة الرائعة التي طالما انتظرها الجمهور لتتحول إلى عمل مرئي: ما يجعل الرواية مميزة للجمهور أكثر بالنسبة لي أن الكاتبة 'مين جين لي' هي أمريكية من أصل كوري، اختبرت عائلتها الهجرة، وتأتي روايتها التاريخية الخيالية تور في ثلاث أقسام شكل ترتيب زمني ملحمي، يبأ بولادة 'سونجا' صغيرة ينتهي بتأملات 'سونجا' جدة في كل ما حدث لها. بينما جاء المسلسل التلفزيوني من معالجة 'سوهيو' في شكل معاصر يتماشى مع أذواق جميع المشاهدين المختلفة فيتخلى عن الترتيب الزمني ويبدأ من حيث انتهت الرواية بالتأملات واسترجاع الذكريات.


 الصورة خلف كواليس العمل | فلوريان هوفميسيتر

الصورة خلف كواليس العمل | فلوريان هوفميسيتر


معظم أعضاء فريق التمثيل الرئيسيين جدد تمامًا على مشهد الدراما الكورية، بينما يضم الفنانين المخضرمين أيضا، مما يمنح المسلسل بالتأكيد نكهة جديدة، بطولة الفنانة الأوسكارية المخضرمة 'يون يو جون'، في دور سونجا الجدة، و'لي مين هو' في دور هانسو، و'مينها كيم' في دور سونجا المراهقة و'جين ها' في دور سوليمان، وآنا ساوي..


الحقبة التاريخية والمغزى، عندما تستحضر الدراما المكونة من ثمانية حلقات، تجربة الهجرة العالمية وتتضمن تذكير تاريخي بالإرث المرير للحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية، وتمر بالتراث المشتت للتاريخ الكوري وتستعرض جمال تفاصيله التي ظهرت جلية خاصة في عرض تطور الهانبوك، لتغوص في سيكولوجية المهاجر والـ الزاينيتشي (الكلمة التي أطلقت على الجالية الكورية في اليابان في ذلك الحين)، وقدم لنا "باتشينكو" فحصًا لفرضية أن عصر العولمة قد يجعل الحياة أسهل، فأشار بضمنية إلى أن العولمة يمكن أن تدفعنا أيضًا بعيدًا عن جذورنا وأسلافنا، فالمعنى الضمني لهذه الذكريات هو فهم ما مر به الأسلاف على مدار التاريخ، الذكريات التي تعد الكنز الرابط بين الماضي والمستقبل، الذي يريد الآباء أن ينتقل إلى الأجيال القادمة، الشيء الذي يشجعنا على التفكير في هويتنا، وتاريخنا والتمسك بتراثنا. وهو الشي الذي يفهمه جيدا شعوب الشرق الأوسط الذي قاسى (ولا يزال يُقاسي) ويلات الحروب والتهجير القسري أو الهجرة الممزوجة بمرارة الاختيار، فيذكرنا بقضية فلسطين القائمة وسوريا واليمن وغيرهم.


 الصورة خلف كواليس العمل | فلوريان هوفميسيتر

الصورة خلف كواليس العمل | فلوريان هوفميسيتر


وهكذا تتحد العديد من العناصر لجعل العرض ناجحًا لكن قائمة المكونات غير مكتملة بدون روح العرض "موسيقى تصويرية جيدة" وتصوير سينمائي ساحر، كجزء أساسي له القدرة على تحويل مشهدًا بسيطًا إلى جزء من ملحمة، لذلك تدين 'باتشينكو' بنجاحها للعديد من الأشخاص وراء الكواليس، بما في ذلك المؤلف الموسيقي 'نِكو موهلي' والمصور السينمائي 'فلوريان هوفميستر'، ولمناقشة هذا الجزء تحديدا قمت بالاتصال بهما شخصيا، وطرح الأسئلة.


الموسيقى التصويرية:


يبدأ نكو الحوار في مقابلتي الصوتية معه في الـ 13 من أبريل والتي تم اقتراحه أولاً عبر البريد الإلكتروني في الـ  من 12 أبريل، قائلا: "بينما ينتقل العرض برشاقة من اليابان إلى كوريا، من الثلاثينيات إلى الثمانينيات. كان على الموسيقى أن تربط هذه الفترات الزمنية، وتربط الشخصيات معًا، وتحافظ على تركيز الجمهور على الأداء المذهل على الشاشة."


كواليس العمل على الموسيقى التصويرية: نكو موهلي على اليسار

الصورة خلف كواليس العمل على الموسيقى التصويرية: نكو موهلي على اليسار


وأضاف نكو موهلي، وهو مؤلف موسيقي أمريكي معاصر، يكتب موسيقى مقطوعات الأوركسترا:  "أنا لا أؤلف لفيلم أو تلفزيون في كثير من الأحيان، وبدلاً من ذلك أكتب أوركسترا وأوبرا، لذلك يكون دائمًا ممتعا عندما أحصل على تسجيل فيلم أو تلفزيون. تم اختياري للعمل على الموسيقى للمسلسل بواسطة سو هيو".


يقول أيضا موهلي "لقد قرأت الرواية على الفور عندما تم نشرها، لم أكن أعرف سوى القليل جدًا عن هذه الفترة من التاريخ" مضيفًا: "أحد أكبر الاختلافات بين العرض والكتاب هو أن الكتاب يسير بترتيب زمني عكس العمل التليفزيوني" لذلك، قال إنه اكتشف أن الموسيقى تحتاج إلى ترقية مستواها للتأكيد على الإعداد التاريخي.


حول التعامل مع القفزات بين الفترات الزمنية والبلدان والشخصيات وربطها، قال: "هناك شيء واحد قلته بشكل قاطع للغاية هو أنني لم أرغب في استخدام أي آلات يابانية أو كورية لأنه سيكون غير مناسب، لذلك قررنا استخدام الموسيقى الإلكترونية والأكواستيك للتقبل المعاصر، وبدلاً من كتابة المقطوعات الخاصة لكل شخصية، حاولت إنشاء" شجرة عائلة "تنبع جميعها من جذور سونجا كمحور العرض."


أضاف موهلي: "أكثر مقطوعة مفضلة لذي هي في الواقع الأولى في الألبوم، " عندما يرى هانسو سونجا ". كان العمل على المقطوعة مهمًا حقًا لأن هانسو شخصية معقدة، يجب ألا تتخلى كثيرًا عما تحمله شخصيته بادئ ذي بدء، كنت بحاجة لجعلها في شكل الباليه السماعي تماما كـ "التانغو""


قال العديد من الجمهور، أنهم بكوا خلال الحلقة الرابعة، حين كانت الأم تصنع صحنًا من الأرز، بسبب الموسيقى (المقطوعة التي تم تشغيلها كانت 'الأرز الأبيض') التي جعلت صناعة الأرز تبدو مقدسة بطريقة تركز على عواطف الأم، عن ذلك يقول موهلي: "كانت الفلسفة هي الاقتراب من الشخصيات والسماح للموسيقى نوعًا ما بمساعدة التمثيل الرائع، وتجعله أكثر تواصلاً. أعتقد أن أفضل شيء يمكن أن تفعله الموسيقى هو عدم لفت الانتباه إلى نفسها كثيرًا ولكن لفت الانتباه إلى العروض بالطريقة التي تمنح الجمهور شيئًا أكبر للتفكير فيه والذي ليس بالضرورة أن يكون واضحًا."


الصورة السينيمائية:


'فلوريان هوفميستر' هو مصور سينمائي ألماني الجنسية وعضو في الجمعية البريطانية للتصوير السينمائي، وكان قظ عمل مع معالجة الدراما 'سو هيو' قبل "باتشينكو"، عمل على تصوير الحلقات 1و 2 و 3 و 7 حيث أمضى 4 أشهر في كوريا للعمل على العرض مع المخرج.


الصورة خلف كواليس التصوير والإخراج المصور السينيمائي فلوريان على اليسار | من فلوريان هوفميسيتر

الصورة خلف كواليس التصوير والإخراج المصور السينيمائي فلوريان على اليسار | من فلوريان هوفميسيتر


"هنالك عنصران كبيران: هوية المكان واستمرارية الزمن. عندما ناقشت مع المخرج كوجونادا وسو هيو من البداية، اتفقنا على عدم التمييز بين الجداول الزمنية. أردنا أن تبدو الدراما وكأن المشاهد وقعت في نفس الوقت".


هكذا قال هوفميستر في مقابلتي الصوتية معه، في الـ 22 من أبريل، وأضاف حول رد فعله عندما تلقى اقتراح العمل: "عندما أرسلت لي سو هيو السيناريوهات، شعرت بالخوف بعض الشيء لأن الدراما تدور حول كوريا وهويتها. نظرًا لأنني لست كوريًا، لم أكن متأكدًا مما إذا كنت كان الشخص المناسب للقيام بذلك. ولكن عندما قدمتني للمخرج كوجونادا، الذي أقدره كثيرا وصادف أنه تعرف على أعمالي السابقة، تواصلنا جيدا،  واعتقدت أن هذه ميزة كبيرة، بصفتي مصورا سينمائيا فأنا أعمل على تغذية عدستي بالفضول، لذا في الجوهر وأكثر شمولية، اعتقدت أن عيني وحدسي يمكن أن يساعدا في فتح منظور أكبر لشخص أجنبي يمكنه نقل بعض العناصر أو الاستعارات والأفكار إلى جمهور غير كوري."


بصفته مصورًا سينمائيًا، قال هوفميستر أنه فضل عدم قراءة الرواية قبل التصوير لاختلاف التطور الزمني، وقال "أعتقد أن المعالجة التليفزيونية هي خطوة فنية كبيرة توضع بالكامل في يد سو هيو وفريقها من الكتاب". "أردت أن أربط الخطوات التي اتخذوها بعدستي، ولكن ليس بالمادة الأصلية. أردت تصوير الرؤية مثلما هو مكتوب في النص وعدم تضمين شيء ما قد يخلق رؤية مختلفة كونتها بنفسي من خلال الرواية."


يلتقي المشاهدون في باتشينكو مع سونجا، كقائدة المركزية تجمع أربعة أجيال مختلفة من عائلتها معًا ، وتتخذ الخيارات التي تعتمد مستقبل عائلتها خلال فترات زمنية ضخمة من العشرينات وحتى الثمانينيات عبر بلدان مختلفة، بالنسبة إلى هوفميستر، كانت سونجا محور العمل الذي يحمل بطاقة ذاكرة الأحداث:  "السؤال الأول للتصوير السينمائي هو كيف نميز بين هذين الفترات الزمنية؟  اتفقنا على أننا لن نفرق بينها، بدلاً من ذلك أردنا أن نشعر كما لو أن تلك الجداول الزمنية المختلفة حدثت تقريبًا في نفس الوقت بما يؤكد أنها تجتمع جميعا في رأس الشخصية الرئيسية سونجا، حيث تمتلك ذاكرة الأحداث. والثاني هو أنني شعرت أنا وكوجونادا أن مسؤوليتنا بصريًا هي إنشاء مساحة المكان والهوية الجغرافية والعاطفية."


عندما سألت عما تضيفه الألوان والأضواء إلى العمل، أجاب:  "هذا سؤال جيد جدًا. عند إنشاء إطار، يكون أحد الأسئلة هو المكان الذي تريد أن ينظر إليه الجمهور، إنها أداة جيدة لتوجيه عين الجمهور، ولمس القلب لأننا جميعًا لدينا إحساس بالجمال داخل أنفسنا ويمكن للألوان أن تنشط ذلك حقًا، وتغير الطريقة التي ترى بها القصة."


الصورة خلف كواليس العمل | من فلوريان هوفميسيتر

الصورة خلف كواليس العمل | من فلوريان هوفميسيتر


وقال في مشاهده المفضلة: "أحب كل مشهد تقريبًا، كان التصوير رائعًا في المواقع وخاصة الخليج الصغير في بوسان."


أحد المشاهد المفضلة لديه هو من الحلقة 3 عندما اقترح 'إيساك' أن تنضم إليه سونجا الحامل في هجرة إلى اليابان، ويوضح: "عنما قرأت ذلك، علمت أنني أردت تصوير المسلسل لأنني تأثرت كثيرًا بالطريقة التي كان يتعين على هؤلاء الشباب التعامل بها مع قضاياهم وكيف تمكنوا من التحدث عنها بشكل ناضج". "بالنسبة لي، ما زلت أشعر تقريبًا بكل لحظة في هذا المشهد كانت رائعة."


"مشهد آخر كان له صدىً حقا تم تصويره على خشبة مسرح، عنما أخذ سوليمان سونجا الجدة وتناولا الطعام مع العجوز المهاجرة أيضا والتي تحضر المدرسة مع الأطفال، وحين تذوقت سونجا الأرز عرفت فيه طعم الوطن لكن لم يفهم الشاب، صنع مصمم التصوير المطبخ في موقع التصوير مطابقا لما كنا نتخيله في كوريا أو في اليابان، وقمت بتصوير هذه المشاهد مرارًا وتكرارًا بصريًا، يمكنك أن تشعر بتجارب حياة امرأتين كبيرتين تجلسان وفجأة تلاشى كل شيء وأصبح كل شيء يتعلق بأدائهما ومشاعر الحنين للوطن، بالإضافة إلى الفضول والحيرة والعاطفة التي جلبها سليمان الشاب إلى المائدة وكان ذلك بمثابة تسليط الضوء الحقيقي على مضمون ومغزى قصة باتشينكو."


في نهاية الحوار أضاف هوفميستر؛ ملخصا أتفق معه كليا: "أعتقد أن باتشينكو ليست مجرد قصة عائلية، أو قصة حب مظلم أو قصة عن أناس يواجهون الشتات؛ إنها محادثة ملحمية بين أجيال مختلفة من الكوريين حول ما يعنيه أن تكون كوريًا أو مل يعنيه الوطن عموما. تتواصل مع جيل الأبناء الذين نشأوا في بلد آخر ليدركوا مشقة أجدادهم فيما يعنيه مغادرة البلاد والحاجة للعمل بجد للعيش بكرامة".




dusrud21@korea.kr


هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.