رسم لفتاة مرتدية الملابس التقليدية لكوريا الجنوبية (الهانبوك) وهي تنظر عبر النافذة التي تمكنها من اكتشاف ثقافة وتاربخ كوريا الجنوبية (الرسم من المراسلة الفخرية منية العزاوي)
بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المغربية منية العزاوي
لطالما انجذبت إلى ثقافات و تقاليد الشعوب في العالم، لكن ثقافة كوريا الجنوبية ألهمتني من كل النواحي. كوريا الجنوبية، الاسم وحده كفيل أن يملأ حياتي اليومية فرحا ونشاطا. بإلإضافة أن هناك العديد من الطرق المتنوعة التي يلهمني بها هذا البلد المذهل.
أحد أكبر مصادر إلهامي هو أن كوريا الجنوبية حولت نفسها إلى دولة متقدمة جدا خلال فترة قصيرة ومنتوجاتها أصبحت منتشرة في العالم كله، سواء كانت الهواتف المحمولة أو منتجات التجميل أو المنتجات الإلكترونية، المنزلية أو السيارات، فإن المنتجات الكورية الجنوبية أصبحت رقم واحد في العالم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن قياس البراعة التكنولوجية لكوريا الجنوبية من خلال حقيقة أنها ظلت الدولة الأكثر ابتكاراً في العالم في مؤشر بلومبرجل لابتكار للعام السادس على التوالي في عام 2019 ولا ننسى شركة سامسونغ التي أصبحت رقم أول في العالم و لا يوجد منزل لا توجد فيه هواتف أو حواسيب سامسونغ.
لطالما كنت مفتونة بكوريا الجنوبية بسبب ثقافتها و تطورها ومجتمعها الذي لا يزال يحافظ على تقاليدها وعاداتها، والأهم من ذلك كلها، طعامها المتنوع وشعبيتها المتزايدة بين الشباب وحتى جميع الأجيال من أنحاء العالم. ومن الأمثلة الملهمة دراما أغاني الشتاء الذي اشتهر في العالم كله وما زال ذكرى قيمة لدى العديد من محبي كوريا. لا أزال أرى أن الكوريين هما الأفضل من حيث تقديم وتصدير منتجاتهم الثقافية مثل الدرامات الكورية و أغاني الكيبوب. حيث أصبح النجوم الكوريون من هذين المجالين محبوبين الآن في جميع أنحاء العالم. عدد المعجبين بهذه النجوم بمئات الآلاف. مثل فرقة بي تي إس التي أصبحت فرقة عالمية وفازت بجوائز عدة. كما أنهم ظهروا في قائمة أكثر 100 شخص مؤثر في مجلة تايم في العالم وكلمات أغانيهم تمنح الأمل والإيجابية لمستمعيها، كأغنية ’احب نفسي‘ التي تقول إحدى مقاطعها ’ثق بنفسك حينما تكون داخل متاهة، عندما يمر الشتاء سيحل الربيع مجددا‘.
رسم لفتاة محبة لموسيقى الكيبوب الكورية (الرسم من المراسلة الفخرية منية العزاوي)
شيء آخر أحبه في ثقافتهم هو اهتمامهم بالنظافة والنظام سواء في المدارس، الطرقات، الشركات وحتى داخل منازلهم. لديهم شعور كبير بالمسؤولية في القيام بالأشياء بشكل صحيح، سواء كان ذلك إعادة تدوير نفاياتهم، واحترام كبار السن، وسلامتهم. حيث يتم توعية الأجيال الشابة بمثل هذه القضايا حتى في سن مبكرة، و عاداتهم الغذائية، مع تركيز أغذيتهم في الغالب على الأطعمة الصحية.
كذلك اعتمادهم على الذات في سن مبكر، وشعورهم بالاستقلال. وهذه القيم تُدرس لأجيالهم الشابة حتى في سن مبكرة جداً، والتي بدأت أيضاً أعلمها لنفسي. مثل هذه الأخلاق مطلوبة لجميع الأفراد، بغض النظر عنا لأمة التي قد ننتمي إليها. ومثل هذه العادات والتقاليد للشعب الكوري هي التي تلهمني لأبني شخصيتي، شخصية مستقلة، تعتمد على نفسها، منتظمة. كما ألهمني تاريخ كوريا واختراع الملك سيجونغ للهانغول. حيث أن كوريا الجنوبية تتمتع بتاريخ غني ومميز. وتم الحفاظ عليه جيداً من خلال العديد من المعالم الرائعة مثل القصور(قصر جيونج بوك وقصر تشانغدوك و قصر كيونغ هيه).
بالإضافة إلى مدينة كيونج جو التي استمر حكمها قرابة ألف عام لتصبح متحفا يحمل تاريخ عظيم وقرية الهانوك التي تعود لألاف السنين والتي اشتهرت بهندستها وطريقة بنائها. كوريا الجنوبية ألهمتني من جوانب عدة، حتى أنها غيرت شخصيتي إلى الأفضل، لقد علمتني الثقافة الكورية أن أعطي المزيد من الاهتمام بمستقبلي الشخصي والسعي لتحقيق أهدافي من خلال العمل بجد وعدم الاستسلام. لقد غيرت الثقافة الكورية وجهة نظري في الحياة أيضاً وأتمنى زيارتها يوما ما.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.