غلاف الرواية الكورية ’مولودة عام 1982‘ الذي تملكه مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية بسمة البيلي (الصورة من بسمة البيلي)
بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية بسمة البيلي
كنت دائماً أتسائل، هل سأستمتع بقراءة رواية كورية مثل مشاهدة الدراما الكورية ؟ هل الروايات ستكون بقوة الدراما؟ ولكن للأسف لم تتح لي الفرصة لشراء وقراءة الروايات الكورية. وصادف أن وجدت أول رواية كورية متاحة يوماً ما قريباً، فقمت بشرائها على الفور لأبدأ رحلتي مع الأدب الكوري. وكانت الرواية اسمها ’مولودة عام 1982‘ للكاتبة ’جو نام-جو‘.
كما هو مكتوب على غلاف الرواية، الرواية بيعت أكثر من مليون نسخة وترجمت لأكثر من 18 لغة. وترجمتها إلى العربية ’منار الديناري‘. كما تم إنتاج فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم عام 2019.
جاءت بداية الرواية مشوقة، فهي تتحدث عن ’كيم جي-يونغ‘، وهي امرأة متزوجة وزواجها مستقر. ولكنها اضطرت لترك وظيفتها لرعاية ابنتها المولودة حديثاً. ومع بقائها في المنزل لفترة طويلة بدأت تظهر عليها أعراض غريبة، فبدأت تتقمص شخصية نساء أخريات. اعتقد زوجها أنها كانت تمزح في بداية الأمر، ولكن اتضح له أن هناك مشكلة مع زوجته وبدأ يبحث الزوج عن سبب هذه الحالة التي وصلت لها. ومع هذه البداية توقعت أن تسير الأحداث في النصف الثاني بشكل آخر بطريقة مختلفة عما حدث في النصف الأول من الرواية، واعتقدت أن الأحداث سيكون أهم ما يميزها، وهو عنصر التشويق. فتذكرت الفيلم المصري ’عفريت مراتي‘ لـ’شادية‘ و’صلاح ذو الفقار‘ حين قرأت مختصر الرواية الذي يحمله غلاف الرواية. ولكن الأحداث لم تأخذ هذا المنحنى مثل الفيلم إطلاقاً، بل كانت رواية اجتماعية من الدرجة الأولى.
أثناء قراءة مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية بسمة البيلي للرواية ’مولودة عام 1982‘ (الصورة من بسمة البيلي)
تناقش الرواية فكرة رئيسية وهي معاناة المرأة الكورية في مختلف مراحل حياتها. ولكنني شعرت أنها لا تتحدث عن المرأة الكورية فقط، فهي تتحدث عن المرأة بشكل عام في كل زمان ومكان وعن معاناتهن. فبالرغم من أنني من الشرق الأوسط ولكنني لم أشعر للحظة أن الرواية تتحدث عن بلد بعيد جداً جغرافياً كـ’كوريا الجنوبية‘، ولكنني شعرت أنها تعبر عن معاناة المرأة العربية أيضاً، وهذا من أكثر ما أعجبني في الرواية.
توضح الرواية قوة المرأة بشكل عام من خلال التغلب على الحواجز التي فرضها عليها المجتمع، وقدرتها على النجاح، ومساعدتها لغيرها من النساء أيضاً. وأكثر ما أعجبني هو أن وضع المرأة يتحسن مع مرور الوقت، ويساندها المجتمع وأيضاً يحميها القانون أكثر وأكثر.
كانت الرواية مشوقة، على الرغم من سردها لتفاصيل الحياة اليومية للمرأة الكورية. لكنني لم أجد أي ملل أثناء قراءتي لها، بالعكس فكنت متحمسة لأتعرف على نهاية الرواية.
أما عن الترجمة فكانت بالنسبة لي ممتازة، لم أشعر للحظة بأن هذا النص مترجم. كان النص منسجم واستخدمت المترجمة كلمات بسيطة دون تعقيد لتوصيل المعنى، بالإضافة إلى توضيحها لأي معلومة يحتاج القارئ إلى معرفتها أثناء قراءته للرواية في هامش أسفل الصفحات.
أخيراً، كانت رحلتي مع أول رواية كورية أقرأها ممتعة، وجعلتني هذه القراءة أتطلع لقراءة المزيد من الأدب الكوري. أنا واثقة أنه أدب مختلف وساحر.
dusrud21@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.