بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية الجزائرية كنزة سليماني

الصور من صفحة الفيسبوك الرسمية لمكتب كويكا بالجزائر مع جمع وتعديل المراسلة الشرفية كنزة سليماني

على مر 31 سنة عملت كل من كوريا الجنوبية والجزائر على توطيد العلاقات الدبلوماسية وأيضًا على تشجيع الروابط والتعاون في شتى المجالات على غرار المجال الاقتصادي. وقد تجلت ملامح التعاون عبر عديدة المنافذ من أهمها السفارة الكورية الجنوبية بالجزائر وأيضًا عبر مكتب الوكالة الكورية للتعاون الدولي ’كويكا‘، حيث بدأت كوريا الجنوبية بنقل تجربتها للجزائر بفضل خبرتها في مجال البحث العلمي والتنمية والعمل الإنساني.

الدعم والتضامن متواصلان

وعلى غرار بلدان العالم، تأثرت الجزائر أيضًا بجائحة فيروس كورونا 19 المستجد (كوفيد-19)، خاصة مع نقص التجربة في مواجهة الأزمات الصحية، فقد كانت كوريا الجنوبية من خلال مكتب كويكا أول المبادرين بمنح الجزائر مساعدات مالية وأيضًا معدات الوقاية من كوفيد-19 كالأقنعة الواقية وأيضًا الخاصة بالأوكسجين.

وبالحديث عن الأزمات، كان 2021 عامًا مليئًا بالمآسي حين شهدت الجزائر خلال أغسطس الماضي حرائق غابات غير مسبوقة ضربت عدة مناطق وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة. وقد كان حينها مكتب كويكا يتابع ما يحدث عن كثب ويظهر دعمه المعنوي والمادي للجزائر ولضحايا الحرائق، وقد ساهم المكتب بمبلغ مالي قدر بـ10 آلاف دولار موجهة للمتضررين من الحرائق بمنطقة ’تيزي وزو‘ بالجزائر أغسطس الماضي. بالإضافة إلى معدات طبية لعلاج الحرائق وللوقاية من كوفيد-19 موجهة أيضًا كمساعدات للأطقم الطبية بذات المنطقة.

وفي إطار الاستدامة ومتابعة مخلفات الحرائق الأخيرة فقد تعاونت السفارة الكورية باسم السفير الكوري بالجزائر ’كيم تشانغ-مو‘ ومكتب كويكا بمنح الهلال الأحمر الجزائري مساعدات مالية قدرت بـ180 ألف دولار مع معدات طبية خاصة لعلاج الحروق ومضعفاتها إلى جانب عدد من الكراسي المتحركة وأيضًا مولدات للطاقة موجهة للمناطق النائية والمتضررة جراء الحرائق نوفمبر الماضي. فيما عبرت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة ’سعيدة بن حبيلس‘ عن سعادتها وامتنانها لهذه المساعدات والدعم المستمر من قبل كوريا الجنوبية.

تظهر الصورة كويكا وهي تقدم الدعم المادي والمعنوي للجزائر من جائحة كوفيد-19 إلى الحرائق التي طالت الغابات الجزائرية الصيف الماضي. كما ساهمت كوريا كنموذج في مجال التكنولوجيا في تدعيم النظام الجمركي بالجزائر.

مكتب كويكا.. مشجع مستمر للبحث العلمي، والتكوين، والمشاريع التنموية

وقد واصل مكتب كويكا متابعة الوضع الصحي بالجزائر وكان دائم الاستعداد لمد يد المساعدة دون التخلي من جهة أخرى على دوره الريادي في التنمية وتكوين الباحثين والإطارات وأيضًا تقديم منح دراسية للدراسة بالجامعات الكورية. فخلال هذا العام قام مكتب كويكا بإطلاق ’ برنامج الزمالة عبر الإنترنت 2021‘  بعدما استمرت من شهر يونيو إلى أكتوبر والتي مست مجالات مهمة؛ وكانت بالتعاون مع عديد الجهات والهيئات، نذكر منها مؤسسة المجتمع الريفي الكوري ’كي أر سي‘ وذلك تحت شعار ’تدريب الخبراء الجزائريين حول أنظمة إنتاج الطاقة الشمسية‘ إلى جانب معهد دراسات معلومات البناء ’سي أي إس أي‘ تحت شعار ’التنمية المستدامة من خلال تكنولوجيا الفضاء وبرنامج التطبيقات‘. وقد لاقت هذه الدورات اهتمامًا واستحسانًا واسعين من قبل المشاركين.

فيما قام مكتب كويكا بمنح مساعدات داعمة مقدمة لوزارة الصيد البحري والمنتجات الصيدية وللمركز الوطني للبحث والتنمية في الصيد البحري وتربية المائيات وأيضًا لمزرعة تربية الجمبري بولاية ’ورقلة‘ جنوب الجزائر، وقد تمثلت المساعدات بمبلغ مالي يقدر بـ120 ألف دولار وشملت المنحة أيضًا معدات طبية للوقاية من كوفيد-19 كالأقنعة الطبية، معقمات وأيضًا أجهزة كاشفة للحرارة. وقد عبر مكتب كويكا عن مدى سعادته مؤكدًا أن هذه الخطوة، ستجعل الصداقة الكورية الجزائرية تتوطد وتكبر يوميًا بعد يوم. وتقديرًا لهذه الجهود والمساعدات المهمة التي قدمها المكتب على مدار العام، فقد قام وزير الصيد البحري بتكريم المكتب وتتويجه بمجسم الصداقة الكورية الجزائرية.

الصداقة الجزائرية الكورية آفاق وأمال واعدة

وفي خطوة مهمة قامت السفارة الكورية بالجنوبية برئاسة سعادة السفير ’كيم تشانغ-مو‘ بإمضاء اتفاقية تعاون تجمع المديرية العامة للجمارك الجزائرية ومكتب كويكا، وتقتضي الاتفاقية على تجسيد مفهوم الشباك الوحيد والذي سيعمل على تحديث أسلوب العمل الجمركي بالجزائر باستخدام الأنظمة المعلوماتية، حيث ستقوم كوريا بنقل خبرتها التكنولوجية والرقمية بهذا المجال. وقد أكد كلاً الجانبين أن هذا الاتفاق سيقدم إضافة كبيرة للعمل الجمركي بالجزائر والذي من شأنه أن يسرع من الإجراءات الجمركية ويقوي أكثر أنظمة المراقبة عبر كل مراكز الجمركة. كما أكد السفير الكوري أن هذا التعاون سيعزز من التطور الاقتصادي في الجزائر كما سيكثف من التبادلات التجارية مع الدول الأجنبية.

sarahoqelee@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.