مراسل فخري

2021.11.03

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian

صورة للتجمع السنوي للمهتمين بالثقافة الكورية ’أي سيئول يو‘ في محافظة دمياط (الصورة من تصوير احمد ياسر)

صورة للتجمع السنوي للمهتمين بالثقافة الكورية ’أي سيئول يو‘ في محافظة دمياط (الصورة من أحمد ياسر)


بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية هدير عهدي


في الفترة الأخيرة ومع انتشار موجة ’الهاليو‘ (موجة الثقافة الكورية) التي انطلقت في أواخر التسعينات، وكان أول من تأثر بها الصين بحكم قربها من كوريا الجنوبية من حيث المسافة والثقافة كذلك، فتأثروا بالدراما الكورية والموسيقى الكورية ’كي-بوب‘. وقد ظهر ذلك بشكل أكثر وضوحا هذه الأيام، مع الاهتمام الكبير بالدراما الكورية ’لعبة الحبار‘ على نتفلكس. ولكن ماذا عن بلد يبعد آلاف الكيلومترات عن كوريا الجنوبية مثل مصر؟ وتختلف عنها في اللغة والثقافة أيضًا!

في الفترة الأخيرة احتلت مصر الصدارة في الدول العربية المهتمة بالثقافة الكورية، حيث أصبحت كوريا في كل بيت مصري بشكل أو بآخر من أشكال الثقافة الكورية، مثل الدراما الكورية التي اخترقت قلوب العديد من الشباب المصري بعرضها لمواضيع شيقة وذات معنى وعرضها لمشاكل العديد من شباب هذا العصر، أو عن طريق الكي-يبوب.

دخلت كوريا الجنوبية إلى كل بيت مصري واستطاعت بالرغم من اختلاف الثقافة واللغة وبعد المسافات احتلال قلوب العديد من المصريين وخصوصًا جيل الشباب الناشئ، فأصبحت تحاكي حياتهم ومشاكلهم وتعرض لهم الحلول من خلال الدراما أو الأغاني التي تقدمها الفرق الكورية، ومع الوقت تحولت تلك المتابعة للثقافة الكورية إلى حب وتعلق شديد بتلك الثقافة.

فأنا أتذكر ذلك اليوم الصعب وأتذكر كلمات أغنية ’لا بأس‘ من فرقة ’إكسو‘، التي كانت بمثابة مكان دافئ لي ذلك اليوم، وأتذكر كيف قررت أن أتبع أحلامي وأن أضع لها الأهداف التي تحققها عندما شاهدت مسلسل ’أقاتل من أجل طريقي‘. فكوريا بالنسبة لي ليست مجرد ثقافة أتابعها أو أهتم بها بل هي تلك الثقافة التي جعلتني أرى العالم من منظور آخر، كذلك هو الحال بالنسبة لكل محبي ومتابعي الثقافة الكورية.

 

صورة لتجمع المهتمين بالثقافة الكورية ’أي سيئول يو‘ مع صنع القلب الكوري الشهير (الصورة من تصوير مريم انسبرت)

صورة لتجمع المهتمين بالثقافة الكورية ’أي سيئول يو‘ مع صنع القلب الكوري الشهير (الصورة من مريم انسبرت)


وتمكن محبو الثقافة الكورية من توصيل حبهم لها إلى وسائل الإعلام المصرية، حيث ذكرت قناة ’القاهرة والناس‘ في يوم 14 من شهر يونيو عام 2021، في برنامج ’حديث القاهرة‘ أسباب حب العديد من الشباب المصري لفرقة ’بي تي إس‘ الشهيرة عالميًا، ووضح الحوار مدى تعلق وحب الشباب لتلك الفرقة وكيف أثرت بالإيجاب في حياة هؤلاء الشباب.

وعلى سبيل المثال، سأحدثكم عن مجموعة من الشباب المصري وبالأخص أبناء محافظة دمياط اجتمعوا تحت شعار ثقافة ’أي سيئول يو‘، من أوساط مختلفة واهتمامات مختلفة وأعمار مختلفة كذلك، ولكن جمعهم اهتمام وحيد وهو حب الثقافة الكورية، فحولهم هذا الحب من أشخاص لديهم صديق أو اثنان، إلى أشخاص لديهم العديد من الأصدقاء، حيث يجتمعون في الأعياد الكورية كعيد اليوم الأسود في يوم 14 من شهر أبريل الماضي، ويأكلون ’جاجانغميون‘ كوري في المطاعم الكورية المحيطة بهم اقتداءً بالثقافة الكورية، ويجتمعون في أعياد ميلاد أعضاء فرقتهم المفضلة ويحتفلون بطريقتهم الخاصة من سماع أغاني تلك الفرق والتبرع للجمعيات الخيرية وغيرها من مظاهر الاحتفال، ويجتمعون جميعًا بصفة دورية كل عام تحت اسم التجمع السنوي لمحبي الثقافة الكورية أو ’أي سيئول يو‘. وفي هذا التجمع يقوم الشباب بعرض مواهبهم المختلفة من غناء لرسم ورقص وكتابة وتمثيل وغيرها من المواهب المختلفة، ويقومون أيضًا بمشاركة حبهم للقافة الكورية.

قد يظن البعض أن تلك التجمعات هي مجرد تجمعات عابرة أو لحظية ستنتهي مع الوقت. ولكنها ليست كذلك ففي تلك التجمعات وجد العديد منا أصدقاء حقيقيين، وفي تلك التجمعات زادت ثقة كل شخص بنفسه بشكل أكبر عندما استطاع أن يقوم بعرض موهبته أمام عدد كبير من الحضور، وقاموا بصنع لحظات لا تنسى.

فتمكنت الثقافة الكورية من أن تكون ذات آثر وفضل كبير في تغيير حياة وشخصية ذلك الشباب الناشئ، فحولت العديد منهم من أشخاص لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم إلى أشخاص مفعمين بالحياة وقادرين على إيصال أفكارهم ومواهبهم لغيرهم من الشباب.

ومن ذلك نستطيع أن نقول إن لكوريا الجنوبية أثر واضح وملموس في المجتمع المصري، حيث إنها قدمت الدعم المباشر والغير مباشر إلى العديد من شباب ذلك المجتمع، وكانت صاحبة أثر إيجابي في نفوس هؤلاء الشباب.


sarahoqelee@korea.kr


هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.