مشهد من دراما ’لعبة الحبار‘ حيث يلعب اللاعب رقم 456 ’كي-هون‘ لعبة حلوى ’دالجونا‘. (الصورة من نتفليكس)
بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية نورا خليل
مع النجاح الواسع للدراما الكورية على موقع نتفليكس ’لعبة الحبار‘ وانتشار الألعاب التي ظهرت في الدراما ورغبة الكثير في تجربتها ففي هذا المقال سوف نستعرض بعض من أشهر الألعاب الشعبية التقليدية في كوريا الجنوبية، والتي ظهرت داخل دراما لعبة الحبار. فقبل أن يكون الدخول إلى الإنترنت متاحا للكثيرين من خلال هواتفهم المحمولة، وفي عصر ما قبل ظهور ألعاب «الفيديو جيم والبلاي ستيشن والأتاري»، كانت هناك ألعابا شهيرة داخل كل شارع من شوارع كوريا الجنوبية، انشغل بها الأطفال والمراهقين والشباب كل حسب ما يناسب عمره، ومن هذه الألعاب :
لعبة داكجي :
داكجي تشيجي هي لعبة مصنوعة من الورق في الغالب من أنواع عديدة من الورق بما في ذلك أغلفة الكتب القديمة، أو الملاحظات أو التقويمات أو الأكياس. كانت الأشكال مربعة أو مستطيلة، وتختلف الأحجام حسب كل صانع. كان هناك عدد من الطرق الفريدة للعب الداكجي في كل منطقة فهناك على سبيل المثال (التقليب): يقرر اللاعبون ترتيب اللعب بجولة جاوي باوي بو، ويقوم الخاسرون بوضع داكجي على الأرض، بينما يحاول الفائز حملهم على الانقلاب بضربهم. والداكجي الذي ينقلب يأخذه ليفوز؛ الطريقة الأخري هي (الرمي): وفي هذه الطريقة يمسك اللاعبون داكجي ويرمونها بيد واحدة، والشخص الذي يرميها إلى أبعد مكان يأخذ داكجي اللاعبين الآخرين؛ وهناك أيضا طريقة (الاصطدام بالحائط) : يضرب اللاعبون داكجي على الحائط والشخص الذي يرتد الداكجي إلى الوراء أبعد يأخذ داكجي اللاعبين الآخرين ؛ وطريقة أيضا (الدفع للخارج) : يرسم اللاعبون دائرة على الأرض ويضعون داكجي داخله. يمكنهم وضع داكجي واحد لكل لاعب، يفوز اللاعبون بـ داكجي اللاعبين الآخرين عند ضرب داكجي اللاعبين الآخرين ودفعهم خارج الدائرة. كانت لعبة الداكجي محبوبة على الصعيد الوطني من السبعينيات إلى التسعينيات، قبل أن تنخفض شعبيتها بسبب ارتفاع قيمة الورق.
لعبة سوليجابجي (ضوء أخضر، ضوء أحمر):
لعبة إيجاد الأطفال المختبئين على الرغم من أن وقت ظهور سولاجابجي لا يمكن التحقق منه، إلا أنها لعبة عالمية يتم لعبها بغض النظر عن الأدوات والمكان والزمان والنصر أو الهزيمة. وتشتهر هذه اللعبة كثيرا في مصر ومازال الأطفال والكبار يلعبونها حتي يومنا هذا لما تمتاز به من متعة ونشاط وجماعية ويطلق عليها اسم ’الاستغماية‘.وقوانين هذه اللعبة في غاية السهولة فيمكن الاستمتاع بسولاجابجي في أي مكان يحدده اللاعبون، وقد يشارك فيها بداية من لاعبين إلى عشرات اللاعبين في وقت واحد، بما في ذلك ناس من كل الأعمار. بعد تحديد عدد اللاعبين والموقع يقرر اللاعبون من سيكون "الباحث" من خلال جولة جاوي باوي بو، أو فصل اللاعبين إلى فريقين. يتم اختيار الشخص التالي لتولي المهمة بنفس الطريقة بين اللاعبون الذين يتم القبض عليهم أثناء استمرار اللعبة. بمجرد تحديد الموقع واللاعب الذي تم تعيينه كـ "الباحث"، تبدأ اللعبة. يستخدم اللاعب "الباحث" كلتا يديه لتغطية عينيه ويتم العد إلى الرقم المحدد مسبقا أو ترديد جملة (إن ورود الخطمي قد تفتحت) بصوت عال بما يكفي ليستمع إليه الآخرون. في في غضون ذلك، ينشغل اللاعبون الآخرون بإخفاء أنفسهم في الأماكن التي يبحثون عنها مقدما. بمجرد انتهاء عد الأرقام، البحث عن اللاعبين المختبئين يبدأ. لحظة العثور على لاعب مخفي يقوم اللاعب "الباحث" بالصراخ باسم اللاعب، ويحاولون العودة إلى القاعدة. إذا وصل اللاعب إلى القاعدة الرئيسية أولا يمكن لهذا اللاعب البقاء في اللعب. ومع ذلك، إذا حدث العكس، يتم أسر ذلك اللاعب، وعندما يكون هناك فريقان يلعبان، يحتاج واحد فقط من اللاعبين المختبئين البقاء على قيد الحياة حتى يتم إحياء جميع اللاعبين الذين تم أسرهم والفوز.
لعبة جولداريجي (شد الحبل):
لعبة شد الحبل في اختبار للقوة لتحديد الفائز. في المجتمع التقليدي (لعبة شد الحبل)، على وجه الخصوص، كانت حدثا يمكن أن تحقق أعلى مستوى من الوحدة بين أفراد المجتمع، حيث يتم الترحيب بأي شخص يشارك في اللعبة. ساهمت عدة عوامل لتوليد تنوع في اللعب، بناء على عوامل تشمل أحجام المجموعة المشاركة، أين ومتى تقام اللعبة، شكل الحبل، تكوين الفريق، استخدام الحبل أثناء اللعب، ومواد صنع الحبل، وأكثر من ذلك. وتمتاز هذه اللعبة بخلق روح جماعية بين أعضاء الفريق الواحد على كلا جانبي الحبل لتحقيق الفوز وهذه اللعبة هي لعبة عالمية وتشتهر في كثير من الدول العربية وخصوصا مصر فهي تعتبر أحدي أشهر الألعاب التقليدية في الشوارع المصرية منذ قديم الأزل حتي الآن يتهافت الأطفال في المناطق الشعبية على لعبها.
لعبة دالغونا (قرص العسل):
كانت مشهورة في السبعينيات والثمانينيات كوجبة خفيفة في الشارع. بشكل عام، وللطلبة بشكل خاص حيث أعتاد الطلاب الكوريون بعد انتهاء اليوم الدراسي ارتياد المحال التي تبيع الحلوى بمبالغ زهيدة، وكان الأطفال يتجمعون حول صانع الحلوى لمشاهدته وهو يقوم بمزج الصودا مع السكر لتكوين الكراميل اللذيذ وتسخينه ويسكب السائل البيج الكريمي على سطح مستوي ثم يتم ضغطه بشكل مسطح وختمه بقالب منقوش مثل النجمة والشمسية والدائرة والمثلث وكان الأطفال يحاولون استخراج هذه الأشكال بدون كسرها ليحصلوا على دالغونا أخري مجانا.
لعبة كوسول تشيجي (الكرات الزجاجية):
لعبة الكرات الزجاجية أو الخزفية تم تشكيل الرخام أولا من التربة الناعمة (الطين) وتجفيفها في الظل قبل استخدامها، أو عن طريق التقاط الحجارة المستديرة من الجدول واللعب بها. أو اللعب عن طريق قطع الأشجار الصلبة والثقيلة، أو اللعب بالفواكه مثل الجوز والميرمية. كما كانت تمارس أثناء الحرب الكورية بالكرات الفولاذية، ورغم ندرتها المستخرجة من محامل السيارات أو الدبابات المدمرة، جنبا إلى جنب مع الكرات الزجاجية ثم ظهرت الكرات الخزفية أثناء خبز الرخام الترابي معا عند خبز السيراميك، ثم مع زيادة استخدام الزجاج خلال فترة الاستعمار الياباني، ظهرت الكرات الزجاجية كمنتج ثانوي، والكرات الزجاجية التي نراها اليوم تستخدم كلعب، ولكنها لم تلعب كثيرا هذه الأيام. اختلفت أشكال اللعب حسب المنطقة والعادات، من هذه الأشكال (بومديولجي): حيث يتم إدخالها بالترتيب في الثقوب المحفورة في الأرض. إذا دخلت قطعة من الرخام إلى الفتحة في محاولة واحدة، يتم هتاف "دخلت" ويستمر في الثقوب التالية. ولكن إذا فشلت، عليك الانتظار حتى يعود دورك وإعادة المحاولة من نفس الفتحة؛ وهناك أيضا شكل آخر وهو(هولجاك): يحدث بين شخصين يحاول أحدهما تخمين ما إذا كان عدد الكرات المخبأة في قبضة خصمه عددا فرديا أم زوجيا. إذا كانت إجابتك صحيحة، فيمكنك أخذها جميعا. ولكن إذا كان الأمر غير صحيح، فيجب أن تعطي الخصم نفس عدد الكرات التي حصلت علىها من نفسك. كانت لعبة الكرات رائجة حتى سبعينيات القرن الماضي، خاصة بين الأطفال خلال فصل الشتاء، لكنها توقفت عن كونها كذلك لأن قيمة الكرات اليوم أصبحت متدهورة للغاية - أي أن الكرات في الماضي كانت ألعابا ثمينة، لكن الأمر ليس كذلك في الوقت الحاضر. ولا أحد يحاول جمعها - لذلك أصبح من المستحيل اللعب بها. وسبب آخر لانخفاض شعبيتها اليوم هو أن هناك عددا أقل من المساحات المجانية للعب؛ ويقال أن نشأت الكرات الزجاجية ترجع إلى حضارة هارابان في باكستان بجوار نهر السند، وتم العثور على مجموعة متنوعة من كرات الزجاجية أثناء التنقيب بجوار موهينجو دارو. وكثيرا ما ذكرت كرات البلي أيضا في الأدب الروماني كما تعتبر أيضا لعبة جوسولجي لعبة عالمية فهي تشتهر في كثير من الدول وخصوصا الدول العربية ومنهم دولة الإمارات العربية المتحدة ويطلق عليها "لعبة التيلة" وفي مصر يطلق عليها ’لعبة البلي‘.
وهناك الكثير والكثير من الألعاب الكورية التقليدية مثل توهو (لعبة رمي الأسهم)، جيجيشاجي (لعبة ركل الجيجي)، لعبة قتال الدجاج وغيرهم من الألعاب الشعبية. عند استعراضنا لهذه الألعاب سوف نجد التشابه الكبير بينها وبين الألعاب التقليدية في مجتمعاتنا العربية مع اختلاف فقط المسميات وهذا يدل على مدي التشابه الكبير بين الثقافة الكورية الجنوبية وحضارتها وبين الحضارات العربية وثقافتها على الرغم من اختلاف اللغات وبعد المسافات.
sarahoqelee@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.