فرقة بي تي إس على غلاف مجلة تايم
بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية وسام عطية
بما أنني من معجبين فرقة "بي تي إس" (منذ 2016) كنت أنوي حضور حفلهم في باريس العام الماضي، ولكن لم أستطع، فقررت حضور حفلهم هذا العام في برشلونة والذي كان من المقرر عقده في يوليو الماضي، وبدأت بالاحتفاظ بجزء من مرتبي للاستعداد لهذه الرحلة، ولكن تم إلغاءها بسبب تفشي ﭬيروس كورونا 19 في جميع أنحاء العالم.
لذلك عندما أعلنت الفرقة عن حفلها الافتراضي (بانج بانج كون: ذا لايف) للاحتفال مع معجبيها حول العالم بمرور سبع سنوات على تأسيس الفريق، ولأن سعرها لم يكون باهظًا "حوالي 26 دولار" و لأنني أملك عضوية نادي المعجبين بالفرقة منذ 2019، فقد اشتريتها من خلال تطبيق "ويفيرس شوب" ولقد سعدت كثيرًا بمشاهدة حفل لـ"بي تي إس" لايف، كذلك الحصول على تذكرة حضور باسمي.
لتمر الأشهر وتعلن الفرقة عن حفلها الافتراضي الثاني (ماب أوف ذا سول: اون)، وعندما بدأ البيع المسبق للتذاكر ترددت قليلًا: هل أقوم بشراء تذكرة اليوم الأول فقط، أم اليومين معًا، أم شراء تذكرة اليومين بالإضافة إلي المعرض الخاص بهم، وخاصة أن السعر هذه المرة كان "حوالي 91 دولار"، ولكن في النهاية قررت شراء المجموعة كاملة عن طريق تطبيق "ويفيرس شوب".
لقد أقامت الفرقة حفلتين افتراضيتين خلال هذا العام: الأول في شهر يونيو، والذي وفقًا لبيان شركة "بيج هيت"، قد قام بشراء تذاكره حوالي 756 ألف شخص من 107 دولة. والثاني، على مدار يومين، في شهر أكتوبر، والذي شهده 993 ألف شخص من 191 دولة. أن هذه الاحصائيات تجعل المرء يتسأل ما هو تأثير "بي تي إس" على اقتصاد وسياحة بلدهم؟
تم إدراج شركة "بيج هيت الترفيهية" التي تدير شؤون فرقة كيبوب بي تي إس لأول مرة في المؤشر الكوري لأسعار الأسهم المركب (كي أو إس بي آي) يوم الـ15 من أكتوبر. ( الصورة من البورصة الكورية)
بالرغم من أن فرقة "بي تي إس" قد ترسمت في عام 2013، ألا أن شهرتهم على المستوى العالمي قد بدأت في عام 2017 بحصولهم على جائزة أفضل فنان اجتماعي في حفل توزيع جوائز بيلبورد الموسيقية ليصبحوا بذلك أول فنان كوري يحصل على هذه الجائزة، وقد حصلوا عليها هذا العام ايضًا لتصبح المرة الرابعة على التوالي.
يمكننا القول أن الاهتمام بملاحظة ودراسة تأثير "بي تي إس" في اقتصاد وسياحة كوريا الجنوبية قد بدأ منذ عام 2017. فوفقًا لتقرير نشره معهد أبحاث "هيونداي" في عام 2018، فأن قيمة فرقة "بي تي إس" توازي أكثر من 3.6 مليار دولار لاقتصاد كوريا الجنوبية، وهو ما يعادل مساهمة 26 شركة متوسطة الحجم، وأن واحد من كل 13 سائح أجنبي زاروا كوريا الجنوبية خلال عام 2017 اشاروا إلي أن سبب زيارتهم لكوريا الجنوبية هم فرقة "بي تي إس". ويُعتقد أن نحو 800 ألف سائح اختاروا كوريا الجنوبية كوجهة لهم في عام 2017 بفضل "بي تي إس" وهو ما يعادل أكثر من 7% من إجمالي عدد الزوار إلي البلاد.
وأضاف المعهد أن أكثر من مليار دولار من صادرات المستهلكين، مثل مستحضرات التجميل، الملابس والمواد الغذائية ارتبطت باسم الفرقة. ووفقًا لتقرير (اس بي اس) فأن حضور "بي تي إس" لحفلة (سوبر كونسرت في جوانج ﭼو) في إبريل 2018 قد شهد حضور 10 آلاف شخص من جميع أنحاء العالم والذين زاروا الأماكن السياحية في جوانج ﭼو.
أن تأثير "بي تي إس" في الاقتصاد والسياحة الكورية يمكن رؤيته واضحًا خلال جولتهم العالمية في 2019 (لاف يورسيلف، سبيك يورسيلف) والذي بلغ ذروته مع اختتام الجولة بثلاث حفلات في سيئول أيام 26/27/29 من شهر أكتوبر، فوفقًا لتقرير أصدرته جامعة كوريا، فإن التأثيرات الاقتصادية للحفلات الثلاث بلغ حوالي 794.9 مليون دولار، فقد حضر الحفل حوالي 130 ألف شخص، وكان سببًا في توافد أكثر من 187 ألف زائر أجنبي للبلاد، وهو ما يعادل 67% من عدد زوار كوريا أثناء أولمبياد بيونج تشانج الشتوية، وفقًا لمؤسسة السياحة الكورية.
صورة لفرقة بي تي إس مع الرئيس الكوري الجنوبي ’مون جيه-إن‘
ووفقًا للتقرير الذي نشرته وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية، بالإضافة إلي مركز أبحاث الصناعة الثقافية التابع لمعهد الثقافة و السياحة الكوري، اعتمادًا على احصائيات بنك كوريا، خدمات الجمارك والاستيراد والتصدير، أرباح شركة "بيج هيت" و معدلات البحث في جوجل تريندس، فأن احتلال فرقة "بي تي إس" لقائمة أفضل 100 أغنية على بيلبورد بأول أغنية إنجليزية للفرقة "دينامت" سيؤدي إلي تأثير اقتصادي يقدر بحوالي 1.4 مليار دولار من دخل الاقتصاد الكوري لعام 2020، فقد اشاروا أن البيع المباشر للأغنية بلغ حوالي 206.9 مليون، وتقدر الزيادة في صادرات البضائع ذات الصلة، مثل مستحضرات التجميل، الأغذية و الملابس، بحوالي 312.8 مليون دولار، ولقد استبعدت الوزارة من تقريرها تأثير أداء الفرقة على السياحة المحلية لتوقف حركة الطيران حول العالم، وإلغاء حفلاتهم الغنائية هذا العام.
بعد سرد هذه الأرقام سيتبادر إلي ذهن البعض هذا التسأول: ما هي الأفكار التي تزرعتها فرقة "بي تي إس" في الشباب، ولماذا لديهم هذا العدد الكبير من الاَرمي (محبي فرقة بي تي إس)؟
قد يستغرب البعض من أن معجبين الفرقة ليس كلهم من الشباب، فهناك اَرمي في الاربعينات، والخمسينات وحتى الستينات من عمرهم، وهو ما يقودنا إلي الإشارة إلي أفكارهم التي يزرعونها بين معجبيهم حول العالم. أن فرقة "بي تي إس" قد بدأت منذ حوالي ثلاث سنوات بالتعاون مع اليونيسيف حملة "حب نفسك" وكان الهدف منها هو حث جميع البشر على حب أنفسهم كما هم، كذلك حث الجميع على السعى لتحقيق حلمهم، التواضع وعدم نسيان أصولهم، فبالرغم من أنهم ذووي شهرة عالمية واسعة، فأنهم مازالوا متواضعين وفي كل مناسبة يتحدثوا دائمًا عن بدايتهم، عن الصعوبات التي واجهوها، ولم يصيبهم الغرور. وهو ما ظهر واضحًا خلال الأزمة الصحية التي يمر بها العالم حاليًا، فلا تأتي مناسبة إلا ويذكر فيها "بي تي إس" حبهم للاَرمي ومدى اشتياقهم لهم وهو ما جعل "بي تي إس" يقومون بالعديد من الاداءات لأغنية "دينامت" في العديد من البرامج الموسيقية في محاولة منهم للتخفيف عن الاَرمي معاناتهم خلال جائحة كورونا 19، وهم ما شجع الاَرمي حول العالم للقيام بالعديد من التبراعات بأسامي أعضاء الفرقة لمساعدة المتضررين من هذا الوباء، وعليه يمكن القول أنهم الفرقة المناسبة للمعجبين المناسبين، فكل منهم يكمل الآخر.
لم أكن أتخيل يومًا أنني من الممكن أن أدفع نقود وأجهز نفسي للسفر إلي دولة أخرى لحضور حفل موسيقي لفرقة غنائية، بل والدفع من أجل مشاهدة ثلاث حفلات افتراضية لهم، ولكن الحب الذي أملكه لفرقة "بي تي إس" وموسيقاهم لا يمكنني تفسيره، ولمعرفتكم فأنا في الثلاثينات من عمري وأكبر من أكبر عضو في فرقة "بي تي إس" بحوالي 5 سنوات، وهذا ما يدل على أن موسيقاهم ليست موجهة فقط للمراهقيين، وإنما لأي انسان في أي دولة حول العالم قادر على الاستمتاع بالفرقة وبموسيقاهم الفريدة من نوعها.
sarahoqelee@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.