كيم جونغ أوك، أول عارض أزياء كوري جنوبي من ذوي الهمم. (الصورة من كيم جونغ أوك)
بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية آلاء عبد العاطي
لقد ضربت جائحة كورونا كوريا الجنوبية بشدة وتأثرت الحياة المهنية للكثيرين خصوصاً هؤلاء الذين يعملون بشكل مُستقل. كما تأثرت حياة هؤلاء الذين يُطلق عليهم "ذوي الاحتياجات الخاصة" بينما أحبُ أنا أن أطلق عليهم "القادرون باختلاف، ذوي الهَممْ" حيث أنني أؤمن بأن الإعاقة هي إعاقة العقل عن إدراك الأمل في تحقيق أي شيء يريده وليست إعاقة الجسد.
ومن خلال متابعتي للموقف في كوريا الجنوبية أدركت توفير الحكومة الكورية لحلولٍ تتناسب مع القادرون باختلاف من ذوي الإعاقة الحركية سواء أثناء جائحة كورونا 19 (كوفيد-19) أو في أي وقت كتوظيف آليات الذكاء الاصطناعي كالتطبيقات والروبوتات، كما أن من سؤالي لأحد القادرون باختلاف عن الحياة في كوريا كشخص ذا إعاقة حركية كان الرد كالآتي: "الحكومة توفر لنا كل شيء يعيننا على الحياة بصورة طبيعية كالآخرين رغم اختلافنا عنهم حيث يوجد لنا مسارات خاصة ومصاعد خاصة في الطرقات والأماكن العامة كما في دورات المياه أيضاً. كما تم ابتكار العديد من الأجهزة التي تساعدنا في أداء مهامنا الحياتية اليومية كالكراسي المتحركة الإلكترونية الذكية، والروبوت الذي يعمل عن طريق الصوت والذي نستخدمه في تقليب صفحات الكتاب، اشعال الأضواء وأمورٍ كهذه".
والآن دعوني أعرفكم على أحد شباب القادرون باختلاف صاحب الإلهام الأول لمن هم مثله في مجال عرض الأزياء.
ألاء:هلا قمت بتعريف نفسك للقُراء العرب؟
كيم جونغ ووك: مرحباً! أنا كيم جونغ ووك، أول عارض أزياء كوري مُستقل على كُرسٍ متحرك.
ألاء: لماذا اخترت مهنة عارض الأزياء؟ هل هناك سبب خاص؟
كيم جونغ ووك: ذهبت إلى أسبوع الموضة في سيئول لأول مرة منذ ثلاث سنوات. كنتُ مُتأنقاً ذلك اليوم، مرتدياً ملابس جميلة، أتابع عرض الأزياء جالساً على كرسِ متحرك. أبدى المصورون اعجاباً واهتماماً كبيراً بي، كما سألني أحدهم إن كنت عارضا للأزياء أم لا.منذ ذلك الحين، كنتُ أفكر في سبب عدم وجود عارضي أزياء من ذوي الاحتياجات الخاصة في كوريا، وكم سيكون من المُلهم وجود أحدهم وكانت هذه البداية التي جعلتني ما أنا عليه اليوم.
ألاء: إذن، هل حصلت على شهادة جامعية في هذا التخصص؟ أم قام أحدهم بتعليمك؟
كيم جونغ ووك: كوني مُختلف لم يكن هناك أحد يمكنني استخدامه كنموذج يحتذى به أو كمُعلم. كنت الأول في كوريا لذا لم يكن لدي من أتعلم منه، لقد كنتُ أفكر كثيرًا في الأمر بمفردي وأحاول الوصول لوضعيات أنيقة للتصوير كي أبدو كعارض حقيقي ولست مُجرد شخص يرتدي ملابس جميلة.
ألاء: كيف انتهى بك المطاف بالعمل كعارض ومتى بدأت؟
كيم جونغ ووك: من بين غرف الدردشة الجماعية المفتوحة "كاكاو توك، توجد غرفة يتجمع فيها العارضون والمصورون، وقد بدأت أنشطتي من هنا فلقد كان العارضون والمصورون يبحثون عن بعضهم البعض للعمل معاً.
ألاء: هل واجهت أي صعوبات أثناء ترسيمك؟
كيم جونغ ووك: كنت أحاول فقط كسر هذا التحيز وتحسين صورة الأشخاص ذوي الإعاقة وإظهار نفسي فقط كعارض أزياء.
كيم جونغ أوك، أول عارض أزياء كوري جنوبي من ذوي الهمم. (الصورة من كيم جونغ أوك)
ألاء: ما هي أكبر التحديات التي تواجهها والتي تعتبرها نقاط ضعف؟ ماذا تفعل لتحسينها؟
كيم جونغ ووك: أعتقد أنها حدود الحركة التي من الممكن اتخاذها في الصور حيث أنني جالسًا فيصعب على إتخاذ الكثير من الوضعيات المشهورة في مجال عرض الأزياء أثناء التصوير.لتحسين الوضع شيئاً فشيء أحاول التدرب بغض النظر عن مدى صعوبة ذلك، كما أنني قررتُ التركيز على الرسالة بدلاً من وضعية الصورة. وأعتقد أن الصورة الملتقطة جنبًا إلى جنب مع كرسي متحرك هي صورة نموذجية.
ألاء: ما الذي تحاول التقاطه في الصور الخاصة بك؟
كيم جونغ ووك: أحاول التقاط الأمل لكل شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة لتحقيق ما يتمناه، كما أحاول التقاط صورة لحياة والدتي التي كانت تدعمني حتى تجعلني ما أنا عليه. أعتقد أن كل نجاح لي هو في الأصل نجاح للمجهود الذي بذلته والدتي لتنشئتي.
ألاء: أهناك أي نصيحة خاصة للأشخاص الذين يريدون أن يكونوا عارضين مستقلين؟
كيم جونغ ووك: لا تخافوا من التحديات. إذا ركزت على إيجاد نقاط قوتك وشخصيتك، فستجد سحرك بشكل طبيعي.
ألاء:أهناك لحظة خلال عملك لا تستطيع نسيانها؟
كيم جونغ ووك: أجل ! شعرتُ بالفخر وغمرتني السعادة الشديدة عندما تلقيت مكالمة من مراهق من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي قام بتشجيعي كما أخبرني أنه بدأ يحلم بسببي لتحقيق حلماً خارج عن المألوف.
ألاء:ما هي أعظم إنجازاتك حتى الآن؟
كيم جونغ ووك: لقد تعاقدتُ للتو مع أول شركة كورية فنية لذوي الاحتياجات الخاصة "باراستار الترفيهية". لذا أنا الآن لم أعد عارض مستقل، بل أصبحتُ تابع لوكالة الآن. أرجوا أن تترقبوا انطلاقاتي معهم. ما أنني منذ مدة قمتُ بافتتاح عرض أزياء خلال برنامج لقناة إم بي سي يسمى "بيتر بان في الحي المجاور"، وكان من الرائع النداء على العارضين الطموحين الآخرين للأداء على المسرح.
ألاء:هل تنوي السفر إلى إحدى الدول العربية؟
كيم جونغ ووك: بالطبع بكل تأكيد! أود أن أفعل ذلك إذا سنحت لي الفرصة.
ألاء: لا استطيع الانتظار لرؤية ما ستأتي به في مستقبلك !! شكراَ جزيلاً لمشاركتك قصتك معنا اليوم!
sarahoqelee@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.