بقلم مراسل كوريا.نت الفخري المصري
أيام تفصلنا علي الإعلان عن الفائز بمنصب الأمين العام لمنظمة التجارة العالمية ، وهو المنصب المعني بتنظيم التجارة بين الدول الأعضاء البالغ عددهم 164 دولة، لوضع خطط تساهم في تنظيم الاتفاقيات التجارية الثنائية وتسوية النزاعات وضمان حقوق الملكية الفكرية وإقامة عالم اقتصادي يسوده السلام والرخاء.
ولعل هذا المنصب الرفيع سيضع الدول أمام اختبار حيث أنه سيتم اختيار إمرأة لأول مرة منذ 25 عاما ، وسيكون الاختيار بين إمرأتين لكل منهما مؤهلات وخبرات واسعة، وكل دولة لديها سياسة وحسابات ومعايير في الاختيار ، وإذا كان الأمر كذلك فكان من حق كوريا أن تدعم مرشحتها يو ميونغ-هي، التي تشغل منصب وزيرة التجارة والصناعة والطاقة ومديرعام المفاوضات التجارية ، ومن المؤكد أن الإتصالات التي أجراها الرئيس الكوري مون جيه- إن، مع عددا من رؤساء دول ورؤساء حكومات الكثير من الدول سيكون لها تأثير إيجابي نظرا للسمعة ، التي تتحلى بها كوريا الجنوبية بين الدول من الشمال إلي الجنوب ومن الشرق إلي الغرب، وحسنا أجرى مون اتصالا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لإجراء مشاورات وطلب دعمه ، فمصر هي بوابة إفريقيا ولها ثقل ومكانة رفيعة بين دول القارة الإفريقية والآسيوية ومنطقة الشرق الأوسط.
ولم يأت طلب مون جيه ، الدعم من الرئيس المصري ورؤساء دول العالم من فراغ، بل أكد أن مرشحة بلاده لديها القدرة على الدفاع عن نظام التجارة الحرة واستعادة الثقة في نظام التجارة العالمي وإعادة المنظمة إلي مسارها الصحيح، وإن كانت المرشحة النيجيرية أوكونجو إيويالا ، أول وزيرة للمالية والخارجية في بلاده ولديها خبرات في منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي، فإن المرشحة الكورية سيكون لديها باع طويل في تسوية النزاع التجاري الدائر بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وكلا البلدين لديهما علاقات وطيدة مع كوريا الجنوبية، التي حققت نموا اقتصاديا منذ ستينات القرن الماضي، كما أن تفوقها التكنولوجي كان ولايزال مصدر إلهام بعض الدول النامية، وهو ما تعهدت به المرشحة الكورية بنقل خبرة بلادها في مجال التنمية الاقتصادية إلى دول أفريقيا وآسيا وأمريكا ، كما أن يو ميونغ هي، استطاعت توجيه رسالة للدول الإفريقية، التي تنتمي إليها منافستها نجوزي،أنها تتعهد بتقديم يد العون والمساعدة لبناء قارة مزدهرة والعمل علي زيادة الناتج الاقتصادي الافريقي الواعد، سواء من قبل الشركاء التجاريين الدوليين أو الشركاء الكوريين ولهم باع طويل في التجارة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأعتقد أن كوريا والكثير من دول العالم سيكون سعداء أن تشغل يو ميونغ، منصب الأمين العام لمنظمة التجارة العالمية خلفا لـ روبرتو أزيفيدو ، الذي استقال من منصبة ، وأعتقد أنه بمجرد الإعلان عن الفائز في مطلع شهر نوفمبر المقبل سيكون له تأثير واسع المجال في ظل الركود الاقتصادي العالمي وخاصة بعد انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
kyd1991@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.