صور راميون. (الصورة من سارة خليل)
بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية
الراميون صانع التاريخ! قد يبدو الأمر غريبا إذا قلنا بأن وجبة ما صانعة لتاريخ ،لكن فى حقيقة الأمر هي صانعة لتاريخ طويل وشاق، فالراميون أو الشعرية السريعة لم تؤثر فقط في التاريخ بل في أدب وثقافة الشعوب.
استوقفتني قصيدة بعنوان "أثناء غليان الراميون "، بقلم جو تشان جيونج ، الشاعر الرائد في كوريا ، يصف الشاعر وحدته وحالة غياب زوجته باستخدام الراميون حيث أن الراميون فى شكله الحالى سريع التحضير لا يحتاج لزوجة أو أم لتحضره ولايحتاج لمشاركة العائلة فى تحضيره. لذلك تلك الوجبة التي تدهشنا بسهولتها و طعمها الذى لا نمل منه ابدا، تستحق أن نهتم لتاريخها العريض و الطويل للنظر فيه ونرى كيف تطورت هكذا ،كيف أنقذت شعوبا أيضاً ؟
لا يزال هناك جدل فى أصل الراميون ،لكن يعتقد معظم العلماء أنه بدأ من الصين ،حيث أن الشعرية و الصين ترتبط ارتباطا واثيقا وتم العثور على حفرية عمرها 4000 عام من وعاء الشعرية فى الصين،و يُعرف بأنه أقدم دليل على وجود الشعرية. في عام 1910 فى يوكوهاما، بدأ الطهاة الصينيون في المطعم باستخدام المكونات التي لم يتم استخدامها سابقًا فى الطعام الصينى مثل "لحم الخنزير المشوي وصلصة الصويا وبراعم الخيزران المخللة" وسمي الطبق بالاميان ،فبدأ العمال والطلاب والجنود اليابانيون في أكله باستمرار ، وأصبح حساء اللاميان الذي يتم تقديمه في المطاعم الصينية فى ذلك الوقت شائعًا بين اليابانيين.
صورة طبق للاميان صيني ،تصوير سارة خليل
علاوة على ذلك ،فى الحرب العالمية الثانية عام 1945، اكتسبت تلك الشعرية الصينية المزيد من الشعبية. فعند هزيمة اليابان فى الحرب ، كان الطعام نادرًا ،حيث كانت اليابان تحت الاحتلال الأميركي فسجلت اليابان أسوأ محصول أرز منذ عقودها. ولحل تلك المشكلة، أغرقت الولايات المتحدة السوق بدقيق القمح الرخيص. وبالرغم من الحظر الذي فرض على أكشاك الطعام في الشوارع وقتها، إلا أنه تم تحويل بعض الدقيق بشكل سرّي من المطاحن التجارية إلى السوق السوداء وتم استعماله لإعداد الرامن. فى حقيقة الأمر هناك نوعان من الشعرية فى كوريا و هما الرامن على الطريقة اليابانية و الراميون
يُعرف الرامن باسم الطبق الياباني في كوريا على ، و يكشف مطعم "أورى رامن" شعبية الرامن في كوريا. حيث يعد الرامن على الطريقة اليابانية. و يبيعون فقط قائمة واحدة تسمى أورى رامن مع إضافات مخصصة حسب الطلب. تم افتتاح مطعم "أورى رامن " لأول مرة في عام 2016 في سيئول. وفي غضون عامين فقط أصبح لديهم أكثر من 35 متجرا فى جميع أنحاء كوريا، و تزيد مبيعاتهم السنوية عن ما يقرب من 25 مليار دولار.
ويعد أول راميون في كوريا هو "ساميونغ راميون" حيث تم تطوير الرامن لشعرية فورية في عام 1963، وقدم جونغ يون جيون، مؤسس شركة "ساميونغ فود"، تكنولوجيا صناعة الرامن من اليابان إلى كوريا ونظرا لتعرض البلاد لفقر بعد الحرب ، قرر جيون بيع الراميون كحل للمشكلة .و تم بيعها مقابل 10 وون. على الرغم من أن الغرض الأساسي للراميون حل الفقر، سرعان ما أصبح الراميون أحد الأطباق الكورية المفضلة. ومع هجرة الكوريين خارج البلاد و اشتياقهم لطعام الكورى أصبح الطلب على الراميون فى الخارج أكبر و بدأ الانتشار فى جميع أنحاء العالم.
واستكمالا لشعار عمل طعاما كوريا بالمنزل بمكونات متواجدة فى وطننا العربى نقدم لكم طبق الراميون ،فمع الظروف العصيبة التى يمر بها العالم فى هذه المرحلة نتيجة للطعام المنزلي الخالص لضمان صحة وسلامة الطعام.
وتقدم لنا الشيف غدير الراميون المنزلى فى هذه المقالة بطريقة سهلة و بسيطة مع طبق الكيمتشي اللذيذ ، وهو المعتاد حيث يكون الراميون هو الطبق الرئيسي ،ويقدم معه الأطباق الجانبية و أيضا تشرح كيفية تخزين ذلك العجين ليصبح شكله مثل الشعرية الجاهزة تماما.
.يمكنك رؤية الفيديو من هنا
kyd1991@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.