بدأ عرض الفيلم التركي "آيلا" في يوم 21 يونيو والذي يتطرق إلى قصة الحرب الكورية. وتجاوز عدد المشاهدين 5 ملايين شخص في تركيا.(الصور من شركة السينما "بيك")
بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية
سبعون عاماً مرت على الحرب المريرة التى اِنفصل فيها الكوريتان الشقيقتان ، الحرب كلمة تحمل بين طياتها الكثير من معانى القسوة و الألم إلى أذهان كل من عايشها لكن فى الحقيقة يوجد داخل كل محنة منحة مثلما حدث مع الطفلة الكورية آيلا.
فى الفترة الماضية و أثناء الحجر المنزلى ضجت مواقع التواصل الإجتماعى بالحديث عن العديد من الأفلام و المسلسلات من بينهم الفيلم التركى المأخوذ عن قصة حقيقية "أيلا بنت الحرب"، الفيلم الذى أثار إعجاب الكثير من المتابعين تبدأ أحداثه عام 1950 بالمنطقة منزوعة السلاح عند خط التوازي 38 الفاصل بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية حيث تم إرسال قوات دولية إلى الحدود بين الكوريتين بموجب قرار مجلس الأمن ومن بين الدول التي شاركت طواعيتاً جمهورية تركيا حيث أرسلت العديد من الجنود من بينهم الرقيب سليمان ديلبيرلي والذي عثر خلال المناوشات بإحدى المناطق على الحدود الكورية على الطفلة الكورية التى فقدت أسرتها بالكامل "كيم إيونجا" أو كما أطلق عليها الرقيب سليمان "آيلا" والتى تعنى القمر باللغة التركية لأن وجهها كان يلمع كوجه القمر وقرر الرقيب سليمان عدم ترك الفتاة الصغيرة والتى لا يجاوز عمرها الخمس سنوات ثم اصطحبها إلى المعسكر التركى والذى أثبت أن على الجندى أن يتحلى بالإنسانية قبل كل شىء، وبعد مرور خمسة عشر شهراً افترق الرقيب سليمان عن آيلا والتى كان يعتبرها إبنته ولكن القوانين الكورية والتركية لم تسمح له اصطحابها معه إلى تركيا.
حاول سليمان كثيراً البحث عن آيلا ومراسلة السفارة الكورية للحصول عن معلومات عنها ولكن جميع المحاولات باتت بالفشل إلى أن تم جمعه بها بعد ما يقرب من 60 عاماً فى لقاء مليء بالحب فكلاً منهم لم ينسى تلك الذكريات الجميلة وإن دامت لخمسة عشر شهراً فقط.
شارك فى الفيلم العديد من نجوم كلاً من تركيا وكوريا الجنوبية وحصل الفيلم على عديد من الجوائز كما رُشح لجائزة الأوسكار وحصل على نسب مشاهدة عالية جداً فى كلاً من كوريا الجنوبية و تركيا وأيضا في العديد من الدول.
ما أعجبنى خلال مشاهدتى للفيلم أنه سلط الضوء على الجزء الإنسانى من شخصية الجندى فالجندى إنسان قبل كل الشىء والرحمة التى عامل بها تلك الصغيرة والتى وجدها وسط الحطام والدمار ولكن لم يتركها وحيدة و أعاد إليها الحياة من جديد وكيف أن كوريا الجنوبية وتركيا تربطهم العديد من روابط الدم رغم إختلاف ثقافتهما و بعد المسافات بينهما. كم أتمنى أن يشاهد الجميع هذا الفيلم لما فيه من قيم إنسانية رائعة نحتاج إليها اليوم وخصوصاً فى تلك الفترة العصيبة التى يمر بها العالم وسط تفشى فيروس كورونا فالجميع يحتاج إلى التكاتف والتعاون والترابط من أجل الخروج من تلك الأزمة سوياً. فى اعتقدى أيضا أن من أقوى السمات التى تتميز بها كوريا الجنوبية عن غيرها من الدول هى سعيها الدائم للسلام ولإقامة العلاقات الدولية مع كثير من الدول وهذا ما يحتاجه العالم أن تكون جميع الدول فى سعى دائم لتحقيق السلام وتجنب ويلات الحروب.
الصورة اليمنى تظهر أن آيلا الحيقيقة التقى بمنقذها "سليمان" في عام 2010. والصورة اليسرى تظهر آيلا وسليمان عند الحرب الكورية.
kyd1991@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.