محمد جلال ترجم الرواية الكورية للكاتبة كانغ كيونغ آي. (الصور من محمد جلال)
بقلم مراسلة كوريا.نت الشرفية المصرية
مُنذ اهتمامي بالثقافة الكورية وأنا حريصة على قراءة كُتب الأدب والشعر بجانب كُتب دراسة اللغة، وذلك لأنني أظن أن باستطاعتها أن تجعلني أتذوق الثقافة الكورية وطبائع الشعب كما لو كنتُ قد عاصرتُ تلك الأحداث التي أقرأ عنها. لسوء الحظ كان من الصعب الحصول على النُسخ الأصلية من النصوص الأدبية الكورية لذلك دائما ما أشعر بالامتنان لمن يستثمر مهارته اللغوية في ترجمة بعض من تلك النصوص.
البعض عندما يُذكر أمامه لفظ "مُترجِم" دائما ما يتردد إلى ذهنه أستاذ جامعي مُخضرم كبير نسبيا في العُمر أليس كذلك؟ لكن دعوني أخبركُم أصدقائي بأنه يوجد العديد من المُترجمين الشباب.
في الحقية أعتبرُ نفسي سعيدة الحظ لأنني حظيتُ ببعض الوقت لمحادثة أحد أشهر مُدرسي اللغة العربية في كوريا، وأحد خريجي كلية الألسن، قسم اللغة الكورية بجامعة عين شمس، والذي يمكنُنا الآن إطلاق لفظُ مُترجم عليه بعد أن أُصَدرَت ترجمته الأولى وهي لرواية "مِلح" للكاتبة الشهيرة كانغ كيونغ أي هذا العام. آلاء : مرحبًا! في البداية هل من الممكن أن تقوم بتعريف نفسك؟ محمد: اسمي محمد جلال، أخترتُ اسم كيم كيهون ليكون اسما كوريا لي، وكنتُ طالبا في الدفعة الثالثة بقسم اللغة الكورية بجامعة عين شمس.
محمد جلال.
آلاء : مرحبًا! في البداية هل من الممكن أن تقوم بتعريف نفسك؟
محمد : اسمي محمد جلال، أخترتُ اسم كيم كيهون ليكون اسما كوريا لي، وكنتُ طالبا في الدفعة الثالثة بقسم اللغة الكورية بجامعة عين شمس.
آلاء : لماذا قمتَ باختيار اللغة الكورية كتخصُص في الجامعة؟
محمد : في الحقيقة لم أكن أُخطط لدراسة اللغة الكورية ولكن الموضوع جاء بمحض الصدفة. في البداية لقد كنتُ طالبا في كلية الصيدلة في جامعة الزقازيق، ثم قمتُ بالتحويل لكلية الألسن جامعة عين شمس وقمتُ باختيار قسم اللغة الكورية حيثُ كان من أكثر أقسام الكلية حداثة كما كان المُحاضرون جميعهم أساتذة كوريين، وعدد الطلاب قليل لذلك شعرتُ بأنها ستكون تجربة مختلفة عن أي قسم اخر.
آلاء : هل يوجد أي سبب وراء قيامك بترجمة رواية "مِلح" للكاتبة كانغ كيونغ أي؟
محمد : بدأتُ تدريس محاضرات الترجمة للطلبة الكوريين، ومن هنُا أحببتُ فكرة الترجمة وقررتُ البدء في ترجمة أحد الأعمال الأدبية الكورية وبالفعل تواصلت مع مركز ترجمة الأدب الكوري وقاموا بترشيح بعض الكتب، ومنها قمتُ باختيار ذلك الكتاب حيث أنني رأيتُ أنه سيكون قريب لواقع القارئ العربي ومشاكله.
رواية "مِلح" هي رواية صدرت عام 1934لإحدى أعظم كاتبات هذه الحقبة "كانغ كيونغ أي". تنتمي هذه الرواية إلى الأدب الكلاسيكي الكوري في فترة الاستعمار الياباني، مَليئة بالمعاني الإنسانية، بطلتها امرأة فقيرة، تُكافح ضد الظلم الاجتماعي وتُعاني الاضطهاد في مُجتمعٍ ذكوري مُتعصب، واحتلال غير مشروع وظروف قمعية قاسية.
آلاء : لماذا توصي بقراءة الرواية الكورية "ملح"؟
محمد : تعيش بطلة هذه القصة معاناة واقعية تكاد تصل لدرجة الخيال في ظل استعمار ظالم لذلك سيمر قارئها بتجربة فريدة ويختبر شعوره تجاه كل ظالم معتدٍ محتل للأرض والفكر.
آلاء : ما الفرق بين الروايات الكورية والمصرية؟
محمد : ربما تختلف الروايات المصرية والكورية في كثير من النقاط تبعا للاختلافات التاريخية والخلفيات الدينية والعقائدية في كلا المنطقتين، ولكن الثابت أنها تتفقان معا في نقل المشاعر والأحاسيس بعمق وصدق يجذبان القارئ لينغمس بين أسطر تلك الروايات ويتعاطف مع أبطالها كأنه عاصر تلك الحقب التاريخية التي كتبت فيها تلك الروايات.
آلاء : ما هي أهم الصعوبات التي واجهتها عند الترجمة؟
محمد : كونها رواية كورية قديمة فقط امتلأت بالتعبيرات الكورية القديمة التي كان من المستحيل إدراك معانيها وحدي دون مساعدة زميلتي الكورية التي تعاونت معني لإنتاج ذلك المشروع، كمان واجهتني صعوبة أخرى بعد فهم تلك التعابير، وهي محاولة نقلها بدرجة لغوية مناسبة لتلك التعابير الكورية الأصلية لذلك استغرق الأمر مني وقتا طويلا في التفكير عن تعابير مناسبة باللغة العربية.
كتاب الرواية المترجم باللغة العربية.
kyd1991@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.