كيم هيه-رين
الفيديو = منظمة جيجو للسياحة
نظمت الحكومة الكورية خلال يومي 2 و3 يونيو احتفالا بقدوم يوم البيئة الموافق 5 يونيو، فعالية بعنوان ’رحلة إي-ران‘ حيث يستمتع المشاركون فيها بجولات سياحية بجزيرة جيجو أثناء تنظيف البحر بساحل أوه-دو في جزيرة جيجو.
وبدأت إدارة جزيرة جيجو ومنظمة جيجو للسياحة في تنظيم هذه الفعالية منذ عام 2021 بهدف الترويج للسياحة صديقة البيئة. واختير اسم الفعالية ليجمع بين حرف ’إي‘ بالإنجليزية الحرف الأول من كلمة ’إيكو (صديقة للبيئة)‘ و’ران‘ التي تعني الجري بالإنجليزية، ليصبح معنى اسم الفعالية ’لنجري نحو رحلة سياحية صديقة للبيئة‘. وحصلت تلك الفعالية للمرة الأولى في البلاد على شهادة ’فعالية بلا مخلفات‘ التي طورها في عام 2022 كلا من المركز الدولي لشهادات الاستدامة والشركة الإيطالية التي تصدر شهادة إثبات ’خالي من البلاستيك‘. وزار مراسلي كوريا نت بأنفسهم فعالية هذا العام.
كانت سماء وسط مدينة جيجو ملبدة بالغيوم في اليوم الأول للفعالية الموافق يوم 2 يونيو، ولكن مع انتقالنا لشرق الجزيرة أصبحت الشمس ساطعة والجو جميلا. واجتمع المشاركون منذ الصباح الباكر في ميناء سيونغسان عند نقطة التجمع للتأكد من الأسماء وتسجيل الحضور وقمنا جميعا بالتوقيع على تعهد رقمي بالحفاظ على نظافة ساحل أوه-دو.
وتعد أوه-دو هي الجزيرة الأكبر من بين 63 جزيرة تابعة لجيجو وتبلغ مساحتها 5900 مترا مربعا. وتتنقل القوارب ذهابا وإيابا من ميناء سيونغسان وميناء جونغدال بجزيرة جيجو إلى ميناء أوه-دو. والتقى المشاركون ببحر أوه-دو الزمردي الجميل بعد ركوب قارب من ميناء سيونغسان لمدة 20 دقيقة. وفي ذلك اليوم كان لون البحر رائعا لكن كانت الجو عاصفا والأمواج عالية.
وكان من المقرر تنفيذ أنشطة تنظيف المياه بجنوب شرق أوه-دو في شاطئ ’تولكاني‘ إلا أن الموقع تغير إلى ميناء تشيونجين بسبب الظروف الجوية. ولحسن الحظ، كان الغوص ممكنا في ذلك اليوم بميناء تشونجين بفضل حظر تشغيل القوارب حيث يتمتع ذلك الميناء بعمق أقل من ميناء تولكاني.
وتحرك المشاركون إلى ميناء تشيونجين بعد تقسيمهم إلى فرق والمشاركة في ندوة الشرح التعريفي بمكان الإقامة. والتقط الجميع صورة تذكارية معا ثم بدأوا في القيام ببعض الحركات الرياضية للإحماء. وبعد ذلك ارتدى الجميع قفازات العمل المطاطية الصفراء. ولفت نظر السياح العابرين مظهر الغواصون وهم يقفزون واحدا تلو الآخر في البحر.
احتوى الفريق الواحد على أربعة أعضاء وبدأوا في تنظيف المياه من خلال الغوص والعودة لنقطة التجمع الثابتة وهي عوامة (عوامة مثبتة في مكان معين يجمع فيها الفريق الخردة والمخلفات). وتحتوي تلك العوامة على أنبوب طويل له وزن ثقيل يجعلها ثابتة في موقعها بالبحر ولا تنجرف عن موقعها تبعا لحركة الأمواج. وكانت تلك العوامة مركز لجمع المخلفات وأيضا نقطة ثابتة يلتقط فيها الغواصين أنفاسهم ويرتاحون قبل الغوص مرة أخرى.
على الرغم من وصول درجة حرارة الماء إلى 21 درجة وبلوغ الرؤية 50 سم، وداخل أعماق البحر باردا وموحلا إلا أن المشاركين لم يهتموا بذلك وبذلوا قصارى جهدهم في التقاط أكبر قدر ممكن من المخلفات المتراكمة في قاع الميناء. استمرت عملية التنظيف لحوالي ساعة تقريبا وسادت الأجواء الديناميكية المبهجة بين المشاركين. وعثروا على العديد من المخلفات المنزلية مثل الإطارات، الأبواب، الكراسي والأنابيب المعدنية بالإضافة إلى مخلفات الصيد مثل شباك الصيد، صنارات وعوامات. وبلغ إجمالي المخلفات التي التقطها المشاركين في ذلك اليوم حوالي 600 كغم.
وقال السيد جيونغ أونغ الذي يشارك في الفعالية للعام الثالث على التوالي "أنا أستمتع بجمال جزيرة جيجو وأحب هدف هذه الفعالية الذي يجمع بين السياحة والاستدامة لذلك أشارك فيها كل عام"، و"أتمنى أن تستمر هذه الفعالية في المستقبل أيضا".
أما السيدة جيون هيه-يونغ فكانت الفعالية بالنسبة لها أول مرة تنظف فيها المياه بعد حصولها على رخصة الغوص الحر وأخبرتنا حول ذلك قائلة "لم أستطع جمع الكثير من المخلفات بسبب الظروف الجوية السيئة وحالة البحر إلا أنني استمتعت كثيرا بهذه التجربة"، كما قالت إنها تود المشاركة في هذه الفعالية كل عام.
ومن جانبها، تخطط مقاطعة جيجو لتوسيع نطاق فعالية ’إي-ران‘ ليشمل جميع أنحاء الجزيرة والمناطق الأخرى في المستقبل.
لو أنت من المهتمين والمتفقين مع أهمية الاستدامة والحفاظ على البيئة، ما رأيك في تجربة رحلة إي-ران صديقة البيئة عندما تزور كوريا الجنوبية؟