أيسلو أحمدجانوفا
الصور = وزارة الثقافة والرياضة والسياحة
الفيديو = كيم سون-جو، لي جون-يونغ

مركز إدارة شؤون البلاد وتحديد مصائرها المستقبلية على مدار الـ74 عاما الماضية...مقر إقامة ومكتب 12 من رؤساء جمهورية كوريا الذين قادوا البلاد منذ الرئيس الأول لي سينغ-مان حتى الرئيس السابق مون جيه-إين...البيت الأزرق!

تنظم الحكومة الكورية معرضا خاصا باسم ’حكاوي رؤسائنا – الرؤساء كانوا هنا‘ في البيت الأزرق احتفالا بالذكرى السنوية لتنصيب الرئيس يون سوك-يول وافتتاح البيت الأزرق للمواطنين. ويقدم المعرض لزواره ليس فقط فرصة لرؤية المساحة التي عاش بها الرؤساء، بل أيضا مقتنياتهم العزيزة وقصصهم المختلفة.

وأعلنت وزارة الثقافة والرياضة والسياحة (المشار إليها بوزارة الثقافة) عن إقامتها لمعرض خاص احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لافتتاح البيت الأزرق وذلك خلال الفترة من يوم 1 يونيو حتى يوم 28 أغسطس.

وقام مراسلو كوريا نت بزيارة المعرض يوم 8 يونيو ليروا ويشاركوا مع القراء كيف عاش وحكم البلاد الرؤساء السابقين.

زوار المعرض الخاص ’حكاوي رؤسائنا - الرؤساء كانوا هنا‘ يشاهدون الأعمال الفنية المعروضة في المبنى الرئيسي بالبيت الأزرق يوم 4 يونيو، ويقام هذا المعرض احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لافتتاح البيت الأزرق وعودته إلى أحضان المواطنين.

سبق أن رأيت القصور والأماكن التي عاش بها ملوك أوروبا، ولكن البيت الأزرق هو أول مقر إقامة ومكتب رئاسي أراه في حياتي.

بدأت بالمبنى الرئيسي للبيت الأزرق والذي يعد الأكبر كمساحة وهو المكتب الرئاسي سابقا، كانت الأرضية مغطاة بسجادة حمراء ويتوسط المبنى سلالم كبيرة في نهايتها لوحة ’غيم سو كانغ سان دو‘. كان مشهدا اقشعر له بدني حيث شاهدته كثيرا في الأخبار ولكنه الآن أمام عيني.

وعلى عكس ما توقعته، كان التصميم الداخلي للمبنى الرئيسي أكثر فخامة وزخرفة مما ذكرني بالقصور الملكية القديمة الأوروبية. خاصة عندما رأيت السقف العالي والأعمدة الخشبية التي تتوسط المبنى الرئيسي. وللحظة فكرت "يا ترى كم عدد اللحظات التاريخية التي شهدها هذا المكان؟"، "كم عدد قادة العالم الذين جاؤوا من جميع أنحاء العالم ليقابلوا رئيس كوريا وخطت أقدامهم على هذه السجادة الحمراء؟" وراودني أحاسيس مختلفة تملأها الدهشة وعدم التصديق لتلك اللحظة التي أقف فيها بنفسي في هذا المكان.

وتوفر في كل قاعة مرشدين يقومون بشرح تاريخ البيت الأزرق باللغتين الكورية والإنجليزية للزوار. ووفقا للشرح الذي سمعته، المبنى الرئيسي تم ترميمه عبر مشروع ’إعادة ترميم داخلي‘ ليظهر شكل المبنى حين كان يستخدمه الرؤساء عند استقبال ضيوف الدولة. وخلال الفترة السابقة تم تغطية السجادة الحمراء بغلاف خارجي من أجل الحفاظ عليها ولكن تم نزعه خصيصا من أجل المعرض، كما عادت المعروضات الثمينة مثل لوحة ’غيم سو كانغ سان دو‘ إلى مكانها الأصلي من أجل المعرض بعدما تم استبدالها بمعروضات أخرى خلال الفترة الماضية بهدف الحفاظ عليها.

ونجد على جانبي السلالم المركزية قاعتي ’الملك سيجونغ‘ و’إين وانغ‘ حيث يوجد سجلات والعديد من المقتنيات الثمينة لحياة الرؤساء السابقين. وتحتوي غرفة الملك سيجونغ على مقتنيات كل من الرئيس لي سينغ-مان، يون بو-سيون، تشوى غيو-ها، جيون دو-هوان، نو تيه-أوه. أما غرفة إين وانغ فنرى بها مقتنيات كل من الرئيس كيم يونغ-سام، نو مو-هيون، لي ميونغ-باك، والرئيسة بارك غين-هيه بالإضافة إلى الرئيس السابق مون جيه-إين.

وسعدت بمشاهدة مظاهر الحياة اليومية العادية للرؤساء من خلال مقتنياتهم الشخصية المعروضة مثل الآلة الكاتبة الإنجليزية للرئيس لي سينغ-مان، رسومات الحيوانات الأليفة الخاصة بالرئيس بارك جونغ-هي، آلة العزف ’تونغسو‘ الخاصة بالرئيس نو تيه-أوه، حذاء الجري الخاص بالرئيس كيم يونغ-سام، مقص البساتين الخاص بالرئيس كيم ديه-جونغ، وحامل قراءة الكتب الخاص بالرئيس نو مو-هيون. واستطعت من خلال تلك اللحظات القصيرة أن أشعر بكون الرؤساء أشخاص عاديين مثلنا جميعا يحبون الركض، ويستمتعون بالرسم والقراءة عندما يكون لديهم وقت فراغ. على الرغم من كونهم يحملون حمل ثقيل يتبع لقب ’رئيس دولة‘ ويظهرون يوميا في الأخبار إلا أنهم أشخاص عاديون يقضون أوقاتهم بطريقة مشابهة جدا لنا جميعا.

الصورة تظهر من اليسار باتجاه عقارب الساعة الآلة الكاتبة الإنجليزية للرئيس لي سينغ-مان، رسومات الحيوانات الأليفة للرئيس بارك جونغ-هي، حذاء الجري للرئيس كيم يونغ-سام، حامل قراءة الكتب للرئيس نو مو-هيون.

والجدير بالذكر أن في يوم 3 يونيو، فاجأ كيم هيون-تشول (رئيس مؤسسة الرئيس كيم يونغ-سام التذكارية) نجل الرئيس الأسبق كيم يونغ-سام، زوار المعرض بتوليه دور المرشد في إحدى القاعات. وبدوره، قام نو جيه-هيون (رئيس مركز ثقافة شرق آسيا) نجل الرئيس الأسبق نو تيه-أوه بزيارة مفاجئة للمعرض وتولى دور المرشد للزوار في ذلك اليوم.

وقال كيم هيون-تشول وهو يشرح حول حذاء والده الرياضي المعروض "فترة رئاسة والدي كانت سلسلة من القرارات المتتالية، وكان الجري في الصباح الباكر بالنسبة له هو وقت التأهل لاتخاذ تلك القرارات".

كما قال نو جيه-هيون عن آلة العزف ’تونغسو‘ التي تعود لوالده الرئيس الأسبق نو تيه-هو وسط ضحكات الحضور "كان والدي يجيد النفخ في آلة تونغسو جدا، وأجاد الغناء أيضا، ولا يبدو أنني ورثت هذه الجينات للأسف".

كيم هيون-تشول نجل الرئيس الأسبق كيم يونغ-سام يشرح لزوار معرض ’حكاوي رؤسائنا – الرؤساء كانوا هنا‘ المنعقد في المبنى الرئيسي بالبيت الأزرق، حول مقتنيات والده المعروضة أثناء زيارته المفاجئة للمعرض يوم 3 يونيو.

وبهذا الصدد، صرح وزير الثقافة بارك بو-غيون "كان البيت الأزرق على مدار 74 عاما، مسرحا يعرض التاريخ الذي كتبه قادة جمهورية كوريا على مر الفترات المضطربة"، "أعددنا المعرض بحيث يتمكن زواره عبر مقتنيات الرؤساء الشخصية من مشاهدة اللحظات التي عانى فيها الرؤساء واتخذوا فيها قرارات تاريخية".

وأكمل قائلا "سيكون هذا المعرض فرصة لزواره حتى يتعرفوا على الرؤساء السابقين أكثر بطريقة مختلفة عن طرق العرض السابقة حيث نستخدم في هذا المعرض أسلوب السرد الروائي لطرح إنجازات وأخطاء الرؤساء السابقين".

الصورة تظهر أدوات المائدة التي استخدمت في الترحيب بالضيوف في البيت الأزرق سابقا.

ويجب على من يرغب في زيارة البيت الأزرق، أن يقوم بالحجز مسبقا من خلال موقع ’البيت الأزرق يعود إلى أحضان المواطنين‘*.
*(https://opencheongwadae.kr/)

ويحتوى الطابق الثاني من مبنى ’تشونتشو‘ الذي كان يستخدم كمركز للمؤتمرات الصحفية في السابق، على معروضات تتكون من الأدوات المنزلية مثل الأثاث وأدوات المائدة استخدمت لمدة طويلة في البيت الأزرق.

aisylu@korea.kr