حكمت أسرة جوسون (من 1392 إلى 1910) كوريا لأكثر من 500 عام.

وتعد قصص حياة وعصور الحكام الـ27 الذين شهدتهم تلك الفترة من أكثر المكونات الأساسية في الأفلام السينمائية الكورية.

وفي عام 2014 وحده ، سيتم عرض فيلمين تدور قصتهما عن عصر جوسون الملكي.

وكانت المسارح قد شهدت في أوائل العام الحالي عرض فيلم "المواجهة المصيرية" الذي يتناول زمن الملك جيونج جو (عرشه من 1776 إلى 1800).

فيلم "المواجهة المصيرية" تدور قصته حول مؤامرة ومحاولة لإصلاح القصر في فترة حكم الملك جيونج جو الحاكم الثاني والعشرين لمملكة جوسون. (الصورة من أول ذات سينما).

وسيصدر فيما تبقى من العام الحالي فيلمان آخران ، وهما "سادو : ذاكرة الأيام الثمانية" الذي يدور حول قصة الملك يونج جو (عرشه من 1724 إلى 1776) جد جيونج جو ، و"مجموعة من اللصوص" الذي يركز على الملك تشول جونج (عرشه من 1849 إلى 1863).

وكان الملك جيونج جو (من 1752 إلى 18000) بطل فيلم "المواجهة المصيرية" حاكما قويا ، ودائما ما تتم مقارنته بلويس السادس عشر في فرنسا ، وكان يعرف باسم "ملك الشمس" ، وكان يطلق هو على نفسه اسم "مان تشون ميونج وول جو إين أونج" ، أي "أستاذ الأنهار العشرة آلاف والقمر" ، وهو اسم معناه أنه يستطيع أن يلقي الضوء على كافة المخلوقات ، وكان الملك جيونج جو يعتقد بأن الجميع متساوون تحت الملك ، وهو ما كان يعكس رغبته على التواصل مع الناس والاستماع لهم ، وكان دائما ما يجري حوارات مع الجمهور العادي.

وكانت لدى الملك جيونج جو عادة مارسها طوال حياته ، وهي القراءة والنشر.

وعلى الرغم من أنه توفي سريعا قبل أن يكمل الخمسين من عمره ، فإنه نجح في تحقيق العديد من الإنجازات الرائعة.

ومن بين إنجازاته كتابة "هونج جاي جيون سيو" ، وهي مائة نسخة من قصائده وقطع النثر اليومية ، كما بنيت قلعة سو وون هوا سيونج التي تضم خليطا من الخصائص الدفاعية العسكرية الآسيوية والأوروبية معا في عهده.

وبفضل تسجيلها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي ، فإن هذه القلعة ما زالت كما هي عليه منذ مائتي عام.

وإضافة إلى ذلك ، فإن صدور "هوا سيونج سيونج يوك أوي كوي" ، أو "التقرير الختامي لبناء قلعة هوا سيونج" ، أضيف أيضا إلى ذاكرة اليونسكو للسجلات العالمية.

وفي هذا السجل الطويل لكيفية بناء القلعة ، من البداية وحتى النهاية ، يتبين كيف أن هذا البناء كان نتاج عمل شاق يعكس فلسفة حكم الملك.

وفي عصر الملك جيونج جو (عرشه من 1776 إلى 1800) ، كان هناك صراع حاد بين الملك والإصلاحيين الموالين له من حانب ، وبين البيروقراطيين على الجانب الآخر ، والذين كانوا يرفضون الإصلاح ويريدون الحفاظ على امتيازاتهم.

ونجم عن هذا الصراع وقوع عدد من الحوادث بين هؤلاء السياسيين القدامى الذين يتمتعون بالدهاء وبخبرات السنين المتراكمة ، وبين الملك الشاب الذي تغلب على كثير من العقبات وتمكن من اعتلاء العرش.

وهذه السجلات التاريخية عن الملك جيونج جو عادت إلى الحياة من جديد هذه الأيام على شاشة السينما.

ويلقي فيلم "سادو : ذاكرة الأيام الثمانية" قليلا من الضوء على ولي العهد الأكير سادو (من 1735 إلى 1762) ، والذي يقتله والده الملك يونج جو (عرشه من 1724 إلى 1776).

وينجح خليفته المشهور بالذكاء والمكر حتى منذ سنوات طفولته في إظهار موهبة رائعة في فترة حكمه ، ولكنه رغم ذلك يتعرض للإعدام بعد دخوله في صراع.

أحداث فيلم "مجموعة من اللصوص" تدور في منتصف القرن التاسع عشر في عصر جوسون ، وتتناول قصص حياة أناس عاديين يقاومون القوى القمعية والسلطة الظالمة. (الصورة من شوبوكس ميديابليكس).

وكانت حياته المأساوية تصور بكثير من الأشكال ، سواء في الأدب أو في الأفلام السينمائية ، أو في المسلسلات التليفزيونية.

ويوجد الكثير أيضا لتقديمه عن عهد الملك تشول جونج (عرشه من 1849 إلى 1863) ، والذي سيطر عليه الجيش.

فقد كان عصره مليئا بالصراعات ، نظرا لأن الدول الغربية بدأت في ذلك الوقت في دق أبواب جوسون ، الدولة المحافظة التي كانت تأمل في أن تبقى "مملكة منعزلة" ، وفي تلك الفترة أيضا ، سقطت فيها البلاد في هاوية الفقر بسبب زيادة عدد السكان وعدم تقدم الأوضاع الاقتصادية بما يكفي لذلك.

ومن الناحية الطبيعية ، فقد كان الإحساس العام بالاستياء ضد الأغنياء والحكومة في تلك الفترة في ذروته مقارنة بباقي فترات التاريخ الكوري.

وتدور أحداث فيلم "مجموعة من اللصوص" في العام الثلث عشر من عرض الملك تشول جونج ، وهو عام 1862 ، عندما كان فساد الطبقات العليا من المجتمع والمسئولين الحكوميين في ذروته.

وهذه القصة التي تشبه قصة روبن هود تتناول مجموعة من اللصوص الذين يعيشون في أطراف جبل جيري سان ويسعون إلى تحقيق الحياة الصحيحة وتنفيذ العدالة من أجل الفقراء والضعفاء.

وكما رأينا من خلال هذين الفيلمين أدناه ، فإن الأفلام السينمائية التي تدور أحداثها حول عصر جوسون تعود من جديد ، وبشكل مستمر ، ولكن ما هو السبب في ذلك؟

بشكل خاص ، تعد حفريات مملكة جوسون ، وهي السجل اليومي للشئون الوطنية ، مصدر الكثير من هذه القصص ، وقد تم تناقلها عبر الأجيال ، وهي تصور التفاصيل الملكية اليومية لأكثر من 500 عام من التاريخ ، بما في ذلك كل تحركات الملك ، والحوادث التافهة التي حدثت على مدار البلاد ، وحتى الظواهر الطبيعية.

وبالتأكيد ، فإن هذه الكمية الهائلة من السجلات التاريخية يجب أن تكون مادة جاذبة لعدد من المخرجين السينمائيين.

وثانيا ، كان مجتمع جوسون توريثيا بصورة كبيرة ، فالناس كانوا مصنفين إما إلى يانج بان ، وهم الأرستقراطيون ، والبيونج مين ، أو أبناء الطبقة الوسطى ، والنوبي ، أي العبيد.

وكان هناك تصنيف متشدد للغاية ، إذا كان هناك تمييز واضح بين طبقات المجتمع المختلفة ، وبالتالي كانت الصراعات بين هذه الطبقات من الصعب تجنبها ، فظهرت مقاومة الطبقات الوسطى والعبيد للطبقة الأرستقراطية بوضوح ، ونجحت هذه الحركات الاجتماعية في أن يصبح لها نفوذ هائل ، مما وضع حجر الأساس لتحديث الأمة.

ولا شك في أن مملكة جوسون التي عاشت لنحو نصف قرن قبل ميلاد جمهورية كوريا كانت مختلفة عن كوريا في القرن الحادي والعشرين.

إلا أن المشكلات التي واجهها الناس تكاد تكون متشابهة ، فقد كانت فترة جوسون فترة من التأمل والنقاش ، حيث كانت الأمة وقتها تسعى لتحقيق الرخاء والاستقرار ، فضلا عن ازدهار أحوال الشعب.

ومن خلال الأفلام السينمائية ، يعاد تقديم الخبرات الثمينة للأجيال السابقة بشكل حي ، فتمس هذه القصص قلوب المشاهدين المعاصرين الذين سيتمكنون من تلقي دروس تناسب الأجيال الحالية.

الأفلام التي تم تصويرها عن عصر جوسون والملوك الذين حكموا خلال تلك الفترة :

قاريء الوجه : (الملك مون جونج ، عرشه من 1450 إلى 1452).

الملك والمهرج : (الملك يون سان كون ، عرشه من 1494 إلى 1506)

جون وو تشي : (تاويست ويزارد ، الملك جونج جونج ، عرشه من 1506 إلى 1544).

هوانج جيني : (الملك جونج جونج ، عرشه من 1506 إلى 1544).

بليدز أوف بلود (الملك سيون جو ، عرشه من 1567 إلى 1608)

الحفلة التنكرية (الملك كوانج هاي كون ، من 1608 إلى 1623).

حرب الأسهم (الملك إينجو ، عرشه من 1623 إلى 1649)

الخادم (الملك سوك جونج ، عرشه من 1674 إلى 1720).

مجرم بالصدفة (الملك كيونج جونج ، عرشه من 1720 إلى 1724).

سادو : ذاكرة الأيام الثمانية (الملك يونج جو ، عرشه من 1724 إلى 1776).

الإمبراطورية الخالدة (الملك جيونج جو ، عرشه من 1776 إلى 1800).

فضيحة غير مروية (الملك جيونج جو ، عرشه من 1776 إلى 1800).

صورة الجميلة (الملك جيونج جو ، عرشه من 1776 إلى 1800).

المواجهة المصيرية (الملك جيونج جو ، عرشه من 1776 إلى 1800)

مجموعة اللصوص (الملك تشول جونج ، عرشه من 1949 إلى 1863).

سيف بغير اسم (الملك كوجونج ، من 1863 إلى 1907).

كابي (الملك كو جونج ، عرشه من 1863 إلى 1907).

بقلم :

واي تاك وهان ولي سيونج آه

كوريا دوت نت

whan23@korea.kr