الثقافة

طور الشعب الكوري، الذي يتمتع بحس فني أكثر من أي شعب آخر، ثقافةً فريدةً على مدار تاريخه. فنظراً للخصائص الجغرافية لشبه الجزيرة، فقد استوعبت الثقافات القارية والبحرية وتكيفت مع الظروف الطبيعية، مما خلق ثقافة فريدة بها يمكن لجميع البشر الشعور بالمشاركة الوجدانية نحوها.



وتتميّز كل الفنون التي تعد جزءاً مهماً من الثقافة الكورية، مثل الموسيقى والفن والأدب والرقص، بمزيج متجانس من التقاليد والحداثة معاً. وينطبق الشيء نفسه على أنماط الحياة المختلفة، بما في ذلك مقومات الحياة الأساسية مثل المسكن والمأكل والملبس، وغيرها.



<B>Gyeongju Historic Areas.</b> Gyeongju was the capital of Silla for about one millennium. The city still contains a wealth of archaeological remains from the Kingdom, and hence is often dubbed as “a museum without walls or roof.” The photo shows a scene of the Silla mound tombs located in the city.

الأماكن التاريخية في «كيونغجو»

كانت مدينة «كيونغجو» عاصمةً لمملكة شيلا لمدة تقارب الألف عام، ولذلك فهي لا تزال تحتفظ بالكثير من الآثار الثقافية ذات القيمة التاريخية حتى أُطلق عليها اسم «المتحف المفتوح بلا جدار أو سقف». تُظهر الصورة المقابر القديمة في عصر مملكة شيلا.


تتمتع الفنون والثقافة الكورية بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم في الآونة الأخيرة. فقد حصل عدد كبير من الشباب الموهوبين الكوريين المتخصصين في الموسيقى الكلاسيكية على مختلف الجوائز في المسابقات العالمية، كما تمت ترجمة العديد من المؤلفات الأدبية الكورية إلى مختلف اللغات الأجنبية من أجل استقطاب القراء الأجانب. وفي الآونة الأخيرة، أصبحت «دان سيك هوا» أو (اللوحات الكورية أحادية اللون) حديث عالم الفن حول العالم.



وتلقى الأغاني الكورية «كيبوب» رواجاً منقطع النظير في أمريكا الشمالية والجنوبية والدول الأوروبية مروراً باليابان والصين ودول جنوب شرق آسيا، حيث اندهشت جميع شعوب العالم بأغنية «غانغنام ستايل» للفنان «ساي» واستمتعت بها. وفي مايو ٢٠١٨، سجل ألبوم فرقة البوب الكورية «BTS» الذي يحمل عنوان «Love Yourself: Tear»، تاريخاً جديداً بتصدره قائمة ألبومات «بيلبورد ٢٠٠» الأمريكية وحصلت الأغنية الرئيسية في الألبوم «Fake Love» على المركز العاشر في قائمة «بيلبورد هوت ١٠٠».



ويكمُن السرّ وراء هذه الظاهرة والمهارات الفنية والدقة الفائقة للثقافة الكورية التقليدية والتي أبدعها الأجداد الكوريون من خلال إظهار العواطف الوطنية من المجاملة والمثابرة في تاريخهم العريق.



أصبحت الحساسية الفنية الأصلية التي يمكن الإحساس بها في جدران المقابر القديمة والتحف الأثرية في فترة الممالك الثلاث أكثر ثراءً وعمقاً من خلال عصور ممالك شيلا الموحدة، وكوريو، وجوسون، وقد تم توريث هذه المواهب الفنية إلى الفنانين الكوريين وجميع الكوريين المعاصرين.



تم إدراج العديد من مواقع التراث الثقافية والفنية التي تم توارثها منذ العصور القديمة، واختيار بعضها منذ تسعينيات القرن الماضي لتكون ضمن قوائم الآثار الثقافية لمنظمة اليونسكو. واعتباراً من عام ٢٠١٩، تم إدراج ما مجموعه ٤٩ عنصراً من عناصر التراث الكوري إما كمواقع للتراث العالمي أو التراث الثقافي غير المادي للبشرية، أو في «سجل ذاكرة العالم» التابعة لليونسكو وغيرها.



مواقع التراث الثقافي المدرجة في قائمة اليونسكو


مواقع التراث العالمي



قصر «تشانغ دوك غونغ»



يقع قصر «تشانغ دوك غونغ» في «واريونغ-دونغ، جونغنو-غو، سيؤول». وهو يعد من أهم الآثار الثقافية التي لا تزال تحتوي على بقايا القصور القديمة من عصر مملكة جوسون (١٣٩٢ - ١٩١٠). وبالرغم من اكتمال بناؤه في عام ١٤٠٥ كاستراحة ملكية، إلا أن الملوك كانوا يستخدمونه كمقر ملكي رسمي بعد احتراق المقر الملكي السابق قصر «غيونغبوكغونغ» في عام ١٥٩٢عندما غزت القوات اليابانية مملكة جوسون، حتى تم ترميمه في عام ١٨٦٧. وقد تم إدارج قصر «تشانغ دوك غونغ» في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي عام ١٩٩٧ .



<B>Injeongjeon Hall in Changdeokgung Palace.</b> The Palace Hall was used for important state events such as the Coronation of Kings, royal audiences, and formal reception of foreign envoys.

قاعة «إين جونغ جون» في قصر «تشانغ دوك غونغ»

تم استخدام قاعة القصر في المراسم المهمة للدولة مثل مراسم تتويج الملك وتهنئة نخبة خُدَّامه، وحفلات الاستقبال الرسمية للمبعوثين الأجانب.


وعلى الرغم من بناء قصر «تشانغ دوك غونغ» خلال عصر مملكة جوسون، إلا أنه ورث التقاليد المعمارية لمملكة كوريو، وتم بناؤه على سفح جبل ليتناسب مع المناظر الطبيعية. وبرغم أن القصور عادةً ما يتم بناؤها بشكل مصطنع لإبراز عظمة وسلطان حاكمها، إلا أن قصر «تشانغ دوك غونغ» تم إنشاؤه لتحقيق أقصى استفادة من السمات الجغرافية المميزة في موقع مناسب، بحيث تم تنسيق مبانيه حسب وظائفها لتتناغم مع شكل المنطقة الجبلية السفلية لقمة «اونغ بونغ»، التي تعد جذعاً لجبل «بوغاكسان» . ولا يزال عدد من مباني القصر الأصلية مثل البوابة الرئيسية «دون هوا مون»، وقاعة «إن جونغ جون»، وقاعة «سون جونغ جون» وغيرها، باقية كما كانت عليه في الأصل، ويضم كذلك حديقة «بي وون» التقليدية الجميلة في الجزء الخلفي من المبنى الرئيسي والتي تعد من التراث التاريخي الرائع. ويحتفظ الطراز المعماري لمبنى «ناك سون جيه» الموجود في القصر بجمال الـ«هانوك» (البيوت الكورية التقليدية)



ضريح جونغميو



يقع ضريح «جونغميو» في «هون جونغ-دونغ، جونغنو-غو، بسيؤول». وهو ضريح الأجداد الملكي لحقبة جوسون. ويضم الضريح ٨٣ لوحاً من الألواح الروحية (المواد الرمزية التي يمكن لأرواح الموتى الاعتماد عليها) للملوك وعقيلات الملوك والأسلاف المباشرين لمؤسس المملكة الذين تم تعيينهم كملوك وملكات بعد وفاتهم في عصر مملكة جوسون. وكانت جوسون التي تأسّست اعتماداً على المبادئ الكونفوشية، تضع أولوية للأماكن التي سترقد فيها أرواح الأجداد. ولهذا فإن هذا الضريح هو خير دليل على أن التعاليم الكونفوشية كانت تُمارس فعلياً على مستوى البلاد.



<B>Jongmyo Shrine.</b> The central Confucian shrine of Joseon housing the spirit tablets of Joseon Kings and their Consorts.

ضريح «جونغميو»

الضريح الكونفوشيوسي الذي يضم الألواح الروحية لملوك جوسون وعقيلاتهم.


وبشكل عام، يُظهر المبنيين الرئيسيين في الضريح الملكي وهما قاعتيْ «جونغ جون» و«يونغ نيونغ جون» تماثُلاً رائعاً. وهناك اختلافات في ارتفاع المنصة، وارتفاع الطنف وأعلى السقف، وسُمك الأعمدة حسب رتب الملوك والملكات. تم الحفاظ على الشكل الأصلي للضريح منذ القرن السادس عشر، بأسلوب معماري فريد في جميع أنحاء العالم. وهو مكان ذو قيمة كبيرة لممارسة الطقوس. ولا تزال الطقوس التذكارية، لإحياء ذكرى حياة وإنجازات ملوك وملكات جوسون، تُقام في هذا الضريح بشكل منتظم.



قلعة «هوا سونغ»



تقع قلعة «هوا سونغ» في «جانغ أن-غو، سوون-سي، غيونغي-دو». وقد بنيت في عام ١٧٩٦ خلال فترة حكم الملك «جونغ جو» في عصر مملكة جوسون، ويبلغ إجمالي طول جدرانها ٥٫٧ كم. وقد أمر الملك «جونغ جو» ببناء القلعة أثناء نقل مقبرة أبيه ولي العهد «سادو» من منطقة «يانغ جو» في مقاطعة غيونغي-دو إلى موقعه الحالي بالقرب من القلعة.



وتتميز وظائف مرافق القلعة بالهياكل المبنية على أسس منطقية وعملية، وبالتالي فهي تحظى بتقدير عالٍ كأثر ثقافي، نظراً لأنها صُممت لأداء وظيفَتِيها الدفاعية العسكرية والتجارية معاً بخلاف القلاع العادية.



وتم اكتمال بناء القلعة باستخدام عدد من الأجهزة العلمية، بما في ذلك «غو جونغ كي» (بكرة متحركة تُستخدم من أجل مراكمة الأحجار في الأماكن المنخفضة)، و «نونغ نو» (بكرة ثابتة تُستخدم في نقل الأحجار إلى الأماكن المرتفعة مثل المرفاع)، واللذين اخترعهما «جونغ ياك يونغ» وهو عالم «سلهاك» (المدرسة الحقيقية للكونفوشية).



كهف «سوكورام» ومعبد «بولغوكسا»



يقع كهف «سوكورام» في جبل «تو هام» في «كيونغجو-سي٬ كيونغ سانغ بوك-دو». وقد بُني في عام ٧٧٤ ليكون من أبرز كهوف المعابد في عصر مملكة شيلا الموحدة. وتم تطبيق تقنيات النحت الفائقة في تصميمه بحيث يخترق ضوء أشعة الشمس التي تُشرق من بحر الشرق عمق الكهف لتضيء جبهة تمثال بوذا الموجود فيه.



ويتميز معبد «بولغوكسا» البوذي الذي تم تشييده في نفس الوقت الذي تم فيه تشييد كهف «سوكورام» بروعة تصميم وتنسيق مبانيه. ومن أبرز مبانيه: «باغودا دا بو تاب» و «باغودا سوك كا تاب» اللتان تقفان جنباً إلى جنب في الفناء الأمامي لقاعة الصلاة الرئيسية «ديه اونغ جون». وتُعد هاتان الباغودتان من أبرز نماذج الباغودات الخاصة بعصر مملكة شيلا، حيث تتميز «باغودا سوك كا تاب» بالبساطة، في حين تتميز «باغودا دا بو تاب» بالدقة والفخامة.



FAK_unesco_4.jpg
<B>1. Hwaseong Fortress in Suwon</b> This 18th century fortification was built on the basis of the most advanced knowledge and techniques known to both East and West at that time. <B>2. Bulguksa Temple</b> This Silla temple established in the 6th century is architecturally known for being one of the finest examples of Buddhist doctrine anywhere in the world. <B>3. Seokguram Grotto</b> The principal Buddha seated on a lofty lotus pedestal at the center of the grotto.

قلعة «هوا سونغ»

قلعة فريدة من نوعها تجمع بين نظريات المنشآت العسكرية في الشرق والغرب، ولها وظائف دفاعية ممتازة.

معبد «بولغوكسا»

يعتبر خير مثال على التعبير عن المبادئ البوذية من خلال الطراز المعماري للمعبد. تُظهر الصورة جسرَي «تشونغ اون كيو» و«جسر بيك اون كيو» لبولغوكسا.

كهف «سوكورام»

تمثال بوذا الرئيسي جالساً على قاعدة لوتس النبيلة في وسط الكهف والمظهر الجانبي له


وتمتاز «باغودا دا بو تاب» بهيكل فريد للغاية، حيث بُنيت من خلال تراكم حجر الجرانيت المصقول بدقة. وتظهر صورتها على سطح العملة المعدنية الكورية بقيمة ١٠ وون. من ناحية أخرى، تمثل «باغودا سوك غا تاب» غير المزخرفة التي تُعبر عن الجمال الكامل من خلال التناسب والتناسق الدقيقَين لهيكلها، أصل الباغودات الحجرية البوذية الكورية، حيث تم عمل عدد من الباغودات المشابهة لها في وقت لاحق.



جسر «تشونغ اون كيو» (جسر السحاب الأزرق) وجسر «بيك اون كيو» (جسر السحاب الأبيض)، اللذان يؤديان إلى قاعة «ديه اونغ جون»، وهي قاعة الصلاة الرئيسية لمعبد «بولغوكسا»، يتميزان بالإضافة إلى جمال هيكلهما، بالرمزية الدينية الدالة على ضرورة عبور الماء والمرور بالسحاب من أجل دخول الأرض النقية.



المقابر الملكية لمملكة جوسون



مقابر «دونغورونغ»، و «سو أو رونغ»، و «سوسام رونغ»، و «هونغ يو رونغ»، هي مقابر ملكية في عصر مملكة جوسون. تقع جميعها في مقاطعة «غيونغي-دو» بالقرب من سيؤول في «غوري-سي»، و«غويانغ-سي»، و«ناميانغ جو-سي» وغيرهم. وقد بلغ عدد مقابر ملوك وملكات حقبة جوسون ٤٤ مقبرة، تم تسجيل ٤٠ مقبرة منها ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي.



<B>1. Donggureung</b> A complex of Royal Tombs built for nine Joseon Kings and their seventeen Queens and Concubines. <B>2. Yeongneung</b> The tomb of King Sejong and his consort Queen Soheon. <B>3. Mongneung</b> The tomb of King Seonjo and his consort Queen Inmok.

مقابر «دونغو رونغ»

تسع مقابر ملكية بُنيت لسبعة ملوك وعشر ملكات والعقيلات في مملكة جوسون

مقبرتا «يونغ نونغ»

مقبرة خاصة بالملك سيجونغ وعقيلته «سوهون».

مقبرة «مونغ نونغ»

مقبرة خاصة بالملك «سون جو» وعقيلَتيه «اوي إين» و«إين موك».



مستودعات «جانغ كيونغ بان جون» في معبد «هيه إين سا» البوذي



يتم الاحتفاظ بألواح الطباعة الخشبية تريبيتاكا كوريانا لمملكة كوريو في مستودعات «جانغ كيونغ بان جون»، التي تُعد أقدم مبنى من بين مباني معبد «هيه إين سا» البوذي. تم الاعتماد على أسلوب علمي متميز وفريد يهدف إلى منع تآكل الألواح الخشبية في تلك المستودعات التي اكتمل بناؤها عام ١٤٨٨، وذلك عن طريق التهوية الداخلية الفعالة والمقاومة للرطوبة.



وقد تم بناء المستودعات التي تضم ألواح تريبيتاكا كوريانا على ارتفاع ٧٠٠ متر فوق سطح البحر، وهو أعلى موقع في معبد «هيه إين سا». وتم تصميم المستودعات حتى تتقابل مع بعضها البعض في الأربعة اتجاهات من أجل التهوية الفعالة. ونظراً لطبيعة تضاريس «غاياسان»، فإن التهوية الطبيعية مُمكنة عن طريق الرياح التي تهب من الوادي. وذلك من خلال تصميم النوافذ المفتوحة بمختلف الأحجام والمزودة بشبكة، في الأجزاء العليا والسفلى للجدران والجوانب الأمامية والخلفية للمستودعات، من أجل ضمان التهوية المثلى. إن هذه النوافذ المزودة بشبكة والتي تحافظ على تيار الهواء للحمل الحراري ودرجات الحرارة المناسبة، تبرز المعمار الكوري القائم على أسس علمية فائقة. أما أرضيات المستودعات فقد تم حفرها بعمق ثم وضع الفحم والطين والرمل والملح ومسحوق الجير وغيرها فيها، مما ساعد على التحكم التلقائي في الرطوبة في الداخل من خلال امتصاصها عند هطول الأمطار الغزيرة، وتصعيدها عند الجفاف.



FAK_unesco_77.jpg

الحارس الحجري، حامي المقابر الملكية



تم حماية كل المقابر الملكية لمملكة جوسون بألواح حجرية، وتطويقها بسور حولها. كما وُضعت تماثيل حجرية أمامها تأخذ شكل الخروف الذي يرمز إلى الوداعة، والنمر الذي يرمز إلى الشراسة. وفي المنطقة الأمامية من المقابر الملكية، توجد موائد حجرية مستطيلة حتى يتسنى للأرواح الخروج وتناول الطعام واللعب. كما نُصبت أعمدة حجرية مرتفعة مثمنة الزوايا لتكون مرئية من مسافة بعيدة من اليمين واليسار.
وأمام تماثيل الحيوانات، وُضع فانوس حجري للإضاءة، وبُنيت أسوار في الجوانب الشرقية والغربية والشمالية. وعلى يمين ويسار الفانوس الحجري، تم وضع زوج أو زوجين من التماثيل التي ترمز إلى الموظفين المدنيين تواجه بعضها البعض، وبعدها تماثيل لخيولهم. كما وُضعت تماثيل الموظفين العسكريين بنفس الطريقة، أسفل تماثيل الموظفين المدنيين.



قلعة «نام هان سان سونغ»



خضعت قلعة «نام هان سان سونغ» لعملية إعادة هيكلة واسعة النطاق في عصر الملك «ان جو» ملك جوسون في عام ١٦٢٦ باستغلال آثار قلعة «جو جانغ سونغ» التي بُنيت في عصر الملك «مون مو» وقت مملكة شيلا المتحدة في عام ٦٧٢ .



 <B>Namhansanseong Fortress.</b> A mountain fortress that served as a temporary capital during the Joseon Dynasty, showing how the techniques for building a fortress developed during the 7th-19th centuries.

قلعة «نام هان سان سونغ»

توضح جيداً التغيرات التي حدثت في فن بناء القلاع حسب العصور من القرن الـ ٧ وحتى القرن الـ ١٩.


تبعد القلعة ٢٥ كيلومتراً عن جنوب شرق وسط سيؤول. وقد تم الوصول إلى الحد الأقصى من التعزيز الدفاعي باستخدام التضاريس الجبلية الوعرة والشاهقة التي يبلغ متوسط ارتفاعها أكثر من ٤٨٠ متراً فوق سطح البحر، كما يبلغ محيطها حوالي ١٢٫٣ كيلومتراً. وقد ضمت القلعة مدينة فوق الجبل، حيث كان حوالي ٤ آلاف شخصاً يقيمون فيها وفقاً لسجلات عصر مملكة جوسون. وفي حالة الطوارئ، كانت بمثابة عاصمة مؤقتة تلجأ إليها الأسرة الملكية والقيادة العسكرية. وبالتالي، تم عمل ضريح «جونغميو» ومذبح آلهة الدولة «ساجيكدان» إلى جانب قصور مؤقتة في القلعة، حتى تأخذ طبيعة العاصمة في عصر حكم الملك «سوك جونغ» في عام ١٧١١.



كما تعد قلعة «نام هان سان سونغ» هي نتاج للتبادلات واسعة النطاق بين كوريا (جوسون) واليابان (عصر أزوتشي-موموياما) والصين (دولتي (مينغ وتشينغ) في شرق آسيا من خلال الحروب الدولية التي كانت مستمرة منذ القرن الـ ١٦ وحتى القرن الـ ١٨.



وفي هذه الفترة، تغير نظام الأسلحة من خلال إدخال المدفعية الغربية، مما أثر تأثيراً كبيراً على بناء القلعة. ولهذا توضح هذه القلعة حتى الآن بشكل جيد التغيرات التي حدثت في فن بناء القلاع حسب العصور من القرن الـ ٧ وحتى القرن الـ ١٩.



المناطق التاريخية في مملكة بايكجي



تعد مملكة بايكجي واحدة من الدول القديمة في شبه الجزيرة الكورية التي كانت قائمة منذ حوالي ٧٠٠ عاماً (١٨ ق.م -٦٦٠ م ). تتألف مناطق بايكجي التاريخية من مواقع التراث الثقافي الثمانية الموجودة في ٣ مدن(سي) ومحافظات(غون)، وهم: مدينة «غونغ جو-سي»، ومدينة «إكسان-سي»، ومحافظة «بيو-غون».



والمواقع الأثرية المسجلة بالتفصيل هي: منطقتان في مدينة «كونغ جو-سي» بمقاطعة «تشونغ تشيونغ نام-دو»، وهما: «قلعة غونغسان سونغ Gongsanseong Fortress»، «المقابر القديمة الملكية في سونغسان-ري Ancient Tombs in Songsan-ri»، و٤ مناطق في «بيو-غون» بمقاطعة «تشونغ تشيونغ نام-دو» وهم: «موقع أثري في غوانبوك-ري Archaeological Site in Gwanbuk-ri» وقلعة «بوسوسان-سيونغ Busosanseong Fortress»، «المقابر القديمة الملكية في نيونغسان-ري Ancient Tombs in Neungsan-ri»، و«موقع معبد جونغنيمسا Jeongnimsa Temple Site»، و«قلعة بويو ناسيونغ Buyeo Naseong Fortress»، ومنطقتان في مدينة «إكسان-سي» بمقاطعة «جولا بوك-دو» وهما: «موقع أثري في وانغونغ-ري Archaeological Site in Wanggung-ri »، موقع معبد «ميروكسا Mireuksa Temple Site»



المواقع التاريخية والأثرية لمملكة بايكجي هي بقايا أثرية تُظهر حركة التبادل بين ممالك شرق آسيا القديمة في كوريا والصين واليابان في الفترة بين القرنين الخامس والسابع الميلادي، وما نتج عن ذلك من تطور في الفن المعماري وانتشار البوذية. كما يدل موقع العاصمة والمعابد والمقابر البوذية والعمارة والباغودا على جمال الفن والثقافة والدين في مملكة بايكجي القديمة. فضلاً عن أنها تبرهن على تاريخ وثقافة مملكة بايكجي من خلال حركة التبادل بين الممالك القديمة الثلاث لشرق آسيا: كوريا والصين واليابان.

<B>Gongsanseong Fortress.</b> The fortress, which was built along the mountain ridge and valley near Geumgang River, was initially called Ungjinseong but later renamed Gongsanseong after the Goryeo period.

قلعة «غونغسان سونغ» في «كونغ جو»

قلعة يحيطها الوديان والتلال الجبلية بالقرب من نهر «غوم غانغ»، كان يُطلق عليها في البداية «أونغجين سونغ»، ولكنها سُميت لاحقاً «غونغسان سونغ» بعد حقبة كوريو.



<B>1. Royal Tombs in Songsan-ri.</b> The Songsan-ri tombs contain the graves of kings and royal families during the Ungjin period (475–538), seven of which have been restored including the Tomb of King Muryeong.

المقابر القديمة الملكية في «سونغسان-ري»

تحتوي مقابر «سونغسان-ري» على قبور الملوك والعائلات الملكية لمملكة بايكجي خلال فترة أونغجين (٤٧٥-٥٣٨ م)، وقد تم ترميم سبعة منها (من المقبرة الأولى إلى السادسة) بما في ذلك قبر الملك «موريونغ».



<B> 2. Jeongnimsa Temple Site. </b> The temple site during the Baekje period is located in Dongnam-ri, Buyeo-eup, in which a five-story stone pagoda and a stone seated Buddha remain.

موقع معبد «جونغنيمسا»

كان المعبد يقع خلال فترة مملكة بايكجي في «دونغنام-ري، بيو-أوب». هناك معبد حجري مكون من خمسة طوابق وتمثال بوذا الجالس والمصنوع من الحجر أيضاً.



FAK_unesco_9.jpg

«يونغ جا راي» (أمثلة على استخدام حروف الـ«هانغول») في «هنمنجونغوم هاي ري بون» (كتاب تفسير نظام كتابة الـ«هانغول»)

في هذا الجزء يتم عرض ٩٤ كلمة من كلمات اللغة الكورية القديمة حسب بداية ومنتصف وأخر مقاطع الكلمات.

سجل ذاكرة العالم



«هنمنجونغوم» (مخطوطة تصف نظام الكتابة باللغة الكورية)



تعد حروف الـ«هانغول» (الأبجدية الكورية) حروفاً مبدعة ومتميزة ومن السهل استخدامها. كما تعد من الحروف التي ابتكرت على أساس علمي اعتماداً على شكل الجهاز الصوتي بخلاف حروف اللغات الأخرى. وعندما أعلن الملك «سيجونغ العظيم» عن اختراع الهانغول في عام ١٤٤٦، كان اسمها الرسمي «هنمنجونغوم».



في نفس العام، أمر الملك «سيجونغ العظيم» علماءه بإعداد تفسير لنظام الكتابة الجديد «هنمنجونغوم» ولكن عنوان التفسير كان أيضاً «هنمنجونغوم»، لذلك يُطلق على التفسير اسم «هنمنجونغوم هاي ري بون» للتمييز بين الاثنين. ويضم الكتاب شرحاً تفصيلياً حول الغرض من اختراع الـ«هانغول» والمباديء التوجيهية لها، وهو محفوظ في قاعة «غان سونغ» لفن الرسم، وقد تم تسجيله ليكون ضمن سجل ذاكرة العالم لمنظمة اليونسكو في عام ١٩٩٧.



بعد الإعلان عن الـ«هانغول» التي تتميز بسهولة الكتابة والتعلم، استطاع جميع الكوريين وحتى الطبقة الدنيا والنساء، تعلمها واستخدامها. وفي البداية كانت الـ«هانغول» مكونة من ٢٨ حرفاً، لكنها تتضمن حاليًا ٢٤ حرفاً فقط. من ناحية أخرى، أطلقت منظمة اليونسكو جائزة «الملك سيجونغ لمحو الأمية» في عام ١٩٨٩، ويتم منحها سنوياً للأفراد أو المنظمات التي تعمل على محو الأمية في العالم.



«جوسون وانغ جو شيلوك» (سجلات تاريخ مملكة جوسون)



هي سجلات تاريخية تضم الحقائق المتعلقة بأعمال وسياسات الملوك وأتباعهم في عصر مملكة جوسون لمدة ٤٧٢ عاماً منذ عام ١٣٩٢ وحتى عام ١٨٦٣ حسب الترتيب الزمني.



تتكون من ٢٠٧٧ كتاباً، ويتم الاحتفاظ بها في مكتبة «كيو جانغ كاك» التابعة لجامعة سيؤول الوطنية. وكان يتم في العادة كتابة السجلات بعد وفاة الملك وفي بداية حكم الملك التالي، ومن ثم تم تأليف السجلات اعتماداً على سجلات سابقة ألفها المؤرخون في كثير من الأحيان أثناء فترة حكم الملك المتوفي.



وتعد هذه السجلات من الوثائق القيّمة للغاية، لأنها تضم حقائق تاريخية متنوعة في جميع المجالات في ذلك الوقت، بما فيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب توجهات الأسرة الملكية. وكان بمجرد اكتمال السجلات ووضعها في "المستودعات التاريخية" «ساغو»، لم يكن يُسمح لأي شخص بالاطلاع عليها، إلا عندما إقامة مناسبة مهمة مثل الطقوس الملكية أو استقبال البعثات الأجنبية وغيرها، كان من الممكن التأكد من بعض محتوياتها من أجل مراجعة الأمثلة السابقة فقط.



وكانت المستودعات التاريخية «ساغو» موجودة في ٤ أمكان وهي: مكتبة «تشون تشو كوان» داخل القصر الملكي، ومدن «تشونغ جو»، و«جون جو»، و«سونغ جو»، إلا أن معظمها احترقت أثناء الغزو الياباني لشبه الجزيرة الكورية في عام ١٥٩٢. ثم تم إنشاء مستودعات تاريخية جديدة للاحتفاظ بالسجلات في جبال «ميو هيانغ» و«تيببكسان» و«أودايسان» و«مانيسان».



<B>Ilseongnok</b> Private journals concerning personal daily activities and state affairs kept by the rulers of late Joseon from 1760 to 1910.

«إيل سونغ نوك» (السجلات اليومية حول القصر الملكي والحقائق الرسمية المهمة)

هي مجموعة كبيرة من السجلات اليومية حول الأنشطة وجميع جوانب الإدارة للملوك في الفترة ما بين عام ١٧٦٠ حتى عام ١٩١٠.

«سونغ جونغ وان إيل كي» (يوميات الأمانة الملكية)



هي سجلات في هيئة يوميات حول الوثائق والأحداث التي يتم التعامل معها يومياً في الأمانة الملكية «سونغ جونغ وان»، منذ مارس عام ١٦٢٣ حتى أغسطس عام ١٩١٠. وتضم تفاصيل التقارير والعرائض لمختلف المكاتب الحكومية إلى جانب أوامر الملوك. ويبلغ عددها الإجمالي ٣٫٢٤٣ مجلداً، ويتم الاحتفاظ بها في مكتبة «كيو جانغ كاك» بجامعة سيؤول الوطنية.



«إيل سونغ نوك»



سجلات خاصة متعلقة بالأنشطة اليومية الشخصية وشؤون الدولة التي احتفظ بها حكام جوسون المتأخرة. وبالرغم من أنها يوميات تم كتابتها من وجهة نظر الملوك، إلا أنه يمكن القول بأنها في الواقع كانت سجلات حكومية رسمية.



وهي تتكون من ٢٣٢٩ مجلداً من السجلات على مدار ١٥١ عاماً منذ عام ١٧٦٠ (أي السنة السادسة والثلاثين من فترة حكم الملك «يونغ جو»)، حتى عام ١٩١٠ (وهي السنة الرابعة من حكم «يونغ هي»). وتتضمن الأنشطة السياسية داخل مملكة جوسون، وصوراً مفصلة حول التبادلات السياسية والثقافية في الشرق والغرب، وحتى التيارات العامة للتاريخ العالمي في الفترة ما بين القرنين الـ ١٨ والـ ٢٠.



<b>Protocol on the Marriage of King Yeongjo and Queen Jeongsun</b> (Joseon, 18th century). This is a manual of the state ceremony held for the marriage between King Yeongjo, the 21st ruler of Joseon, and Queen Jeongsun in 1759.

يونغ جو جونغ سون وانغ هو غاراي دوغاما أويغوي» (البرتوكول الملكي الخاص بالزواج بين الملك «يونغ جو» والملكة «جونغ سون») (جوسون، القرن الـ ١٨)

تعني كلمة «غاراي» الحدث الكبير والسعيد للعائلة المالكة. وتُشير «غاراي دوغام أويغوي» إلى سجلات حفل زفاف الملك أو الأمير. بالصورة جزء من الأويغوي الذي يسجل زفاف الملك «يونغ جو» (الملك الحادي والعشرين لمملكة جوسون) والملكة «جونغ سون».

أويغوي (البروتوكولات الملكية لمملكة جوسون)



هي سجلات حول محتويات مختلف أنواع الطقوس التي كانت تقوم بها الأسر الملكية في عصر مملكة جوسون، ومحتوياتها تفصيلية وواقعية أكثر من «جوسون وانغ جو شيلوك»، لأنها تُصور الحياة في ذلك الوقت مثل مشاهد مواكب الملوك، وغيرها من خلال الرسوم.



ومن المحتويات الرئيسية التي ضمتها: زفاف وتنصيب الملكات أو أولياء العهد٬ ومراسم الجنائز الملكية، وإنشاء ونقل المقابر الملكية وغيرها. ومع ذلك، تم إصدار بروتوكولات أيضاً تعرض قيام الملوك بالأعمال الزراعية بأنفسهم أو عمليات بناء أو ترميم مباني القصور الملكية من أجل إظهار المثل العليا. ومن أمثلتها البروتوكول المفصل حول عملية بناء أسوار قلعة «هوا سونغ»، والموكب الملكي إلى منطقة «سو وون» في عصر حكم الملك «جونغ جو».



<B>Tripitaka Koreana Woodblocks</b> A total of over 80,000 woodblocks carved with the entire canon of Buddhist scriptures available to Goryeo in the 13th century.

الألواح الخشبية لتريبيتاكا كوريانا والكتب البوذية المقدسة

هي سجلات تاريخية تم صنعها عبر فترات طويلة لتشرح الجوانب السياسية والثقافية والفكرية ومجراها في عصر مملكة كوريو.

الألواح الخشبية لتريبيتاكا كوريانا والكتب البوذية المقدسة



هي عبارة عن ألواح خشبية منحوت عليها كتابات بوذية مقدسة، وتم صنعها على مدار ١٥ عاماً منذ عام ١٢٣٦ في عصر مملكة كوريو ( ٩١٨- ١٣٩٢م). ويبلغ إجمالي عدد الألواح الخشبية ٨١ ألفاً و ٢٥٨ لوحاً، لذلك يطلق عليها اسم «بال مان ديه جانغ كيونغ» أي التريبيتاكا المكونة من ٨٠ ألف لوح خشبي، حيث تعني «بال مان» بالكورية ٨٠ ألفاً. وتم نحت الكتب على جانبي كل لوح. ويتم الاحتفاظ بها حالياً في معبد «هيه إين سا» البوذي في منطقة «هابتشون-غون، غيونغ سانغ نام-دو». وقد بُني ذلك المعبد البوذي في عام ٨٠٢.



صُنعت تريبيتاكا كوريانا بهدف الاستعانة بقوة البوذية للتغلب على الصعوبات التي واجهتها مملكة كوريو أثناء تعرضها للغزو المنغولي. ولذلك فهي تتميز بوفرة المحتويات البوذية بالمقارنة مع الألواح الأخرى من التريبيتاكا والتي تم صنعها في عصور ممالك سونغ ويوان ومينغ الصينية، وتعد من التراث الثقافي العالمي القيّم الذي يتم الحفاظ عليه حتى الآن. وقد ساهم إنتاج تريبيتاكا كوريانا بشكل كبير في تطوير تقنيات الطباعة والنشر في كوريا.



سجلات حركة ١٨ مايو الديمقراطية



تُشير حركة ١٨ مايو الديمقراطية إلى الحركة المطالبة بتحقيق الديمقراطية، وقد تمركزت في مدينة «كوانغجو» في الفترة من ١٨ إلى ٢٧ مايو في عام ١٩٨٠. وتُظهر التقييمات أن حركة ١٨ مايو الديمقراطية كان لها تأثيراً كبيراً على انتشار حركة التحول الديمقراطي في شرق آسيا منذ الثمانينيات. وتُشير السجلات الخاصة بالحركة إلى الوثائق والصور الفوتوغرافية والفيديوهات وغيرها من المعطيات التي تم تسجيلها وإنتاجها فيما يتعلق بسلسلة من أنشطة المواطنين في ذلك الوقت، وتعويض ضحايا الحركة في ذلك الوقت. وهي مكونة من السجلات التي يُحتفظ بها حالياً في المؤسسة التذكارية لحركة ١٨ مايو، والأرشيف الوطني الكوري، ومقر القوات المسلحة، ومكتبة البرلمان، والولايات المتحدة الأمريكية.



التراث الثقافي غير المادي



FAK_unesco_13.jpg

«مومو» (الرقصة العسكرية) إحدى رقصات «إيلمو» في طقوس «جونغميو جيه راي أك» (الطقوس الملكية للأجداد وموسيقاها في ضريح جونغميو)

يُطلق على الرقص الذي يعد من بين تلك الطقوس «جونغميو جيه راي أك» اسم «إيلمو»، وهو ينقسم إلى نوعين وهما: «مون مو» (الرقصة المدنية) و «مومو» (الرقصة العسكرية). وتتميز الرقصة المدنية «مون مو» بالهدوء والرقة، بينما تتميز الرقصة العسكرية «مومو» بالقوة والحماسة.


«جونغميو جيه راي» و«جونغ ميو جيه راي أك»



هي طقوس تذكارية دقيقة خاصة بالأسرة الملكية لمملكة جوسون، تُقام سنوياً في ضريح «جونغميو» في يوم الأحد الأول من شهر مايو. وكانت طقوس «جونغ ميو جيه راي» هي أكثر المراسم الرسمية الخاصة بالأسرة الملكية، حيث كانت تلعب دوراً في ممارسة الواجبات الإنسانية وتكوين النظام والروابط الاجتماعية من خلال إقامة الطقوس التكريمية للأسلاف في عصر مملكة جوسون التي اتخذت الكونفوشية كأيديولوجية وطنية لها.



وهي تتميز بالعظمة والروعة في نفس الوقت من خلال الموسيقى التي تستخدم الآت الإيقاع والآلات الوترية وغيرها من الآلات الموسيقية، إلى جانب الرقصة المدنية «مون مو» والعسكرية «مومو». ويمكن القول بأن «جونغميو جيه راي» و«جونغ ميو جيه راي أك» هي فن شامل يمزج بين الطقوس والموسيقى معاً، والتي تم الحفاظ عليها كما هي لأكثر من ٥٠٠ عام.



«بانسوري»



هو نوع من الأغاني القصصية الطويلة التي يؤديها مطرب واحد عبر الجمع بين كل من: الغناء(سوري) والسرد (أنيري) والحركات الجسدية (بال ليم)، وذلك بصحبة ومساعدة عازف على الطبل. وقد لاقى شعبيةً كبيرةً منذ بدايته في القرن الـ ١٨ حتى الآن٬ وتطور إلى موسيقى فنية.



مهرجان «غانغننغ دانوجيه»



يعد أقدم المهرجانات في كوريا، وهو يحتفظ بأصل المهرجانات الفلكلورية التقليدية الكورية كما هي. ويستمر المهرجان على مدار ٣٠ يوماً تقريباً في منطقة «غاننغ»، بمقاطعة «كانغ وون-دو»، وذلك قبل «يوم دانو» (الخامس من شهر مايو حسب التقويم القمري الكوري) سنوياً.



يمكن أن ترى خلاله روح التعاون والوحدة والوفاق بين السكان المحليين من خلال الصلاة من أجل سلام القرية، وازدهار الزراعة ووفرة المحاصيل، وسلام الأسرة من خلال تقديم القرابين لإله جبل ديه غوان ريونغ» الذي يحمي القرية.



<B>Gangneung Danoje Festival</b> A masked couple dancing at the Gwanno Mask Dance during the Dano festival, which is held to celebrate the change of the seasons from spring to summer.

مهرجان «غانغننغ دانوجيه»

مهرجان تقليدي يُقام في منطقة «يونغ دونغ» من شهر أبريل وحتى شهر مايو حسب التقويم القمري. الصورة تضم مشهداً لـ«غانغننغ غوان نو غاميون غوك» وهو عرض مسرحي بالقناع عن العبيد في المكاتب الحكومية أثناء مهرجان «غانغننغ دانوجيه».


يبدأ المهرجان من خلال صُنع الخمر لتقديمه للإله في الخامس من شهر أبريل حسب التقويم القمري. ويُسمى ذلك بصنع المشروب الإلهي «شين جو غون يانغ» اعتقاداً منهم بأن الخمر كمشروب يربط أرواح الأرض والسماء، وهو يرمز إلى الإله بحد ذاته.



علاوةً على ذلك، تُقام مختلف أنواع الفعاليات بما فيها مسرحية «غوان نو»، وهي الأداء غير اللفظي الوحيد في مجال الأعمال المسرحية الكورية للأقنعة. وكذلك ركوب الأرجوحة، والمصارعة التقليدية الكورية «شيروم»، ومسابقة المزارعون «نونغاك»، وغسل الشعر بماء نبات عود الوج «تشانغبو»، وأكل كعكة «سوري تشوي». وخاصةً، يُعد غسل الشعر بماء نبات الوج من العادات التقليدية، بحيث تغسل النساء شعورهن بماء سلق نبات الوج في يوم الـ«دانو» (٥ مايو)، لإضفاء اللمعان على الشعر متمنيين الصحة وطول العمر، وصد الأرواح الشريرة.



«غانغ غانغ سوليه»



هي نوع من الألعاب الفلكلورية التي يمتزج فيها الغناء مع الرقص واللعب، والتي كانت تُمارسها النساء عادةً في المناطق الساحلية في مقاطعة «جولانام-دو» خلال الأعياد التقليدية، مثل «تشوسوك» (عيد الحصاد الكبير)، و«ديه بو روم» (البدر الأول من العام الجديد حسب التقويم القمري). وقد تطورت فنياً إلى عروض فلكلورية أو شعبية تُقام حالياً في مختلف أنحاء البلاد. وهي رقصة جماعية تجتمع فيها الفتيات في ساحة واسعة في الهواء الطلق وتشكل دائرة كبيرة حيث تمسك كل واحدة منهن يد الأخرى. ويتم فيها إدراج مختلف الألعاب بما في ذلك «نام سينغي نوري»، و «دوك سوك موري»، و «غوساري كوكغي». أما أغنية «غانغ غانغ سوليه» فتبدأها مطربة رئيسية ثم تتبعها البقية بشكل جماعي، بحيث تبدأ بإيقاعات بطيئة «جين يانغ جو»، ثم تتسارع تدريجياً إلى «جونغ جونغ موري» و «جا جين موري»، وتتغير حركات الرقص تماشياً مع تلك الألحان.




«نامسادانغ نوري»



هي نوع من العروض الفنية التي كانت الفرق المتجولة من الفنانين الذكور تقدمها في الساحات المفتوحة من الأسواق أو القرى حيث تضم «بونغ مول نوري» (الموسيقى والرقص) و «جول تاغي» (المشي على الحبل)، و «ديه جوب دوللي غي» (لعبة تدوير الأطباق علي العصى)، ومسرحية الأقنعة، ومسرحية العرائس، وغيرها. وكانت تُمارس عادةً بين المزارعين ضمن الألعاب الفلكلورية الكورية الأصيلة.



ويتم فيها الرقص والغناء والعزف على مختلف الآلات الموسيقة الكورية التقليدية مثل: الـ«بوك» (طبلة)، والـ«جانغ غو» (طبلة على شكل الساعة الرملية)، والـ«كوينغ غاري» (جرس معدني صغير)، والـ«جينغ» (جرس معدني كبير) واثنين من آلات النفخ، هما: «نابال» و«تيه بيونغ سو». وقد نشأت من أجل زيادة الكفاءة وتخفيف الإرهاق وتعزيز التعاون عند القيام بالأعمال الزراعية الصعبة والشاقة مثل زراعة الأرز وإزالة الأعشاب الضارة في حقول الأرز.



طقوس «يونغ سان جيه» البوذية التذكارية



نوع من الطقوس البوذية تهدف إلى الترحم على الموتى وإرشاد أرواحهم إلى أرض النعيم النقية (الجنة في البوذية). تُقام في اليوم الـ ٤٩ من الوفاة. ومن المعروف أنها كانت تُقام منذ عصر مملكة كوريو من أجل نشر السلام في الدولة ورفاهية المواطنين. تعد من الثقافة التقليدية ذات القيمة والأهمية كطقس بوذي مقدس وليس عرضاً، يتشارك من خلاله الأحياء والأموات معًا من أجل إدراك المبادئ الحقيقية للبوذية التي تؤدي إلى خلاصهم وتحرير أنفسهم من الآلام والكروب.



<B>1. Falconry</b> It was once a serious activity conducted to gain food but now an outdoor sport seeking a unity with nature. <B>2. Namsadang Nori</b> Performance presented by a traveling troupe of about 40 performers led by a percussionist called Kkokdusoe. <B>3. Yeongsanjae</b> A Buddhist memorial ritual performed on the 49th day after one’s death to guide the spirit to the pure land of bliss. <B>4. Pansori</b> Performance of a solo artist assisted by a drummer where singing is combined with dramatic narratives and gestures to present a long, epic story (National Center for Korean Traditional Performing Arts).

الصقارة (الصيد بالصقور)

صيد الفرائس البرية بواسطة الصقور المدربة على ذلك

نامسادانغ نوري

نوع من العروض الفنية لعامة الشعب كانت تقدمها فرقه متجولة مكونة من ٤٠ رجلاً على الأقل، بما فيهم قائد الفرقة لامتاع العامة في عصر مملكة جوسون المتأخرة.

طقوس «يونغ سان جيه» البوذية التذكارية

نوع من الطقوس البوذية تُقام في اليوم الـ ٤٩ من الوفاة، وهي تهدف إلى عودة الروح إلى الأرض النقية (الجنة في البوذية) عن طريق الإيمان بالبوذية والاعتماد عليها.

«بانسوري»

نوع من الأوبرا المنفردة التي يؤديها مطرب واحد عبر الجمع بين الغناء «سوري» والسرد «أنيري» والحركات الجسدية «نوروم سيه»، وذلك بصحبة ومساعدة قارع الطبل «كوسو».


«جيجو تشيل موري دانغ يونغ دونغ غوت»



هي نوع من الطقوس التي كانت تُقام في القرى بجزيرة «جيجو» من أجل الدعوة إلى وفرة الصيد والحياة الغنية والرغدة. يُسمى الشهر القمري الثاني في جزيرة «جيجو» شهر «يونغ دونغ». وقد نشأت هذه الطقوس من الاعتقادات الفلكلورية الشعبية السائدة هناك بأن الجدة العجوز «يونغ دونغ»، إلهة الرياح، تدخل إلى مختلف القرى والمنازل في هذه الفترة وتغادرها في اليوم الخامس عشر.



«تيك كيون»



هي نوع من الفنون العسكرية الكورية التقليدية التي أُطلق عليها في السجلات القديمة «تيك كيون»، وكان يُطلق عليها أيضاً «كاك هي» (رياضة الأرجل)، أو «بي كاك سول» (فن الأرجل الطائرة)، وغيرها. وهي تختلف عن رياضة التايكوندو من الناحيتين التاريخية والفنية.



تتميز «تيك كيون» بالمرونة من خلال تطابق حركات الأيادي والأقدام والأجسام مع حركات العضلات، بحيث يمكن تبادل الركلات مع الطرف الآخر على نحو طبيعي. كما تضم الإيقاعات الموسيقية والراقصة لتصبح من الفنون القتالية ذات القيمة الفنية. وهي ترتكز على الدفاع بدلاً من الهجوم وتحريك الأقدام كثيراً.



يمكن الفوز في مبارياتها عن طريق إسقاط الخصم على الأرض، أو توجيه ركلة ضد وجهه باستخدام اليدين والقدمين حيث يضع أحد اللاعبين قدمه في الأمام تجاه الطرف الآخر.



«جول تاغي» (المشي على الحبل)



لعبة يقوم المهرجون فيها بالغناء والرقص ورواية القصص أثناء مشيهم على الحبل. وبينما يؤدي المهرجون على الحبل مختلف المهارات المثيرة، يخلق المهرجون الصغار الموجودون في الأسفل جواً ممتعاً من المرح. في وقت من الأوقات في الماضي كانت تقام في المناسبات الاحتفالية الخاصة للدعوة إلى السلام في رأس السنة الجديدة أو حفلات الترحيب بالمبعوثين الأجانب في القصور الملكية، لكنها تحولت تدريجياً إلى ألعاب شعبية خاصة بالقرى والأسواق. كما تُمارس أيضاً في حفلات عيد الميلاد الستين أو حفلات أعياد الميلاد العادية وغيرها الخاصة بالأغنياء.



وعلى عكس فن المشي على الحبل في الدول الأجنبية، لا يقتصر فن المشي الكوري على الحبل على التحكم في توازن الجسم فحسب، بل أيضاً بتوفير المتعة من خلال التجانس بين الماشي على الحبل والمتفرجين عن طريق إدراج الغناء وسرد القصص الممتعة.



<B>1. Taekkyeon</b> A traditional Korean martial art marked by elegant yet powerful physical movements. <B>2. Jultagi</b> Performance of tightrope walking combined with singing, comedy and acrobatic movements.

«تيك كيون»

من الفنون العسكرية الكورية التقليدية التي يكون فيها الفوز على الخصم باستخدام الحركات الجسدية المرنة والدفاع عن النفس.

«جول تاغي» (المشي على الحبل)

لا يقتصر فن المشي على الحبل في كوريا على التحكم في توازن الجسم فحسب، بل يشمل أيضاً تقديم المتعة من خلال التجانس بين الماشي على الحبل والمتفرجين، عن طريق إدراج الغناء وسرد القصص الممتعة.


الصقارة (الصيد بالصقور)



هو عبارة عن فن تدريب الصقور البرية على صيد طائر التدرج أو الأرنب. وبدأ هذا الفن منذ آلاف السنين في شبه الجزيرة الكورية وكانت أكثر شعبية في عصر مملكة كوريو (٩١٨ - ١٣٩٢)، خاصةً في الشمال على الصعيد المحلي. وكان يُمارس منذ شهر أكتوبر حسب التقويم القمري حتى فصل الشتاء وقبل بدء أعمال الزراعة في الربيع. ويتم ربط كاحل الصقر بشريط جلدي، وتعليق علامة مكتوبة عليها اسم صاحبه، ووضع جرس في ذيله. ويُستخدم الجرس في الكشف عن موقع هبوط الصقر إلى الإرض بعد صيد طائر التدرج. وتم تسجيل هذا الفن بشكل مشترك مع ١١ دولة، بما فيها منغوليا وفرنسا والتشيك وإسبانيا وسوريا وغيرهم في عام ٢٠١٠، ليكون ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي لمنظمة اليونسكو.



<B>Arirang</b> The most widely loved of all Korean folk songs, Arirang features the refrain “Arirang, Arirang, Arariyo.”

أريرانغ

نوتة موسيقية بالإنجليزية لأكثر الأغاني الكورية شهرةً بين الأغاني الشعبية الكورية ومن كلماتها «أريرانغ، أريرانغ، أراريو».


أريرانغ



هي أغنية فلكلورية كان يغنيها الكوريون منذ العصور القديمة. وهناك أنواع متعددة منها بخصائص وإيقاعات متنوعة حسب كل منطقة، ويتم تضمين العبارات المشابهة لـ«أريرانغ» و«أراري» وغيرها. وكان يتم غناؤها من أجل تخفيف العناء الناتج عن الأعمال الزراعية، وبالتالي أُطلق عليها اسم «أغنية العمل»، وكذلك «أغنية الحب» التي تصل القلوب ببعضها، و«أغنية الأمنيات» التي يتم من خلالها التعبير عن التطلع إلى وفرة الحصاد، و«أغنية السعادة» من أجل إثارة المتعة والسرور. ويرجع سبب استمرار شعبية «أريرانغ» لفترات طويلة إلى أنه يمكن لأي شخص تأليف كلمات سهلة باستخدام نفس اللحن لتكون أغنية خاصة به. وكان المواطن الأمريكي "هومر ب. هولبرت" (١٨٦٣-١٩٤٩) هو أول من كتب حول موسيقى أريرانغ وأهميتها. وتم تقديم الأغنية في مقال بعنوان «الموسيقى الصوتية الكورية» في المجلة الشهرية



»»، في عددها الصادر في شهر فبراير من عام ١٨٩٦، كما يلي: "أكثر الأغاني شعبيةً في كوريا هي الأغنية التي تحمل العنوان الجميل «أريرانغ". وتُشبه مكانة «أريرانغ» في مجال الموسيقى بين عامة الكوريين تلك المكانة التي يحتلها الأرز في مجال الطعام. ولا تبلغ الأغاني الأخرى جميعها سوى مرتبة ثانية بعد «أريرانغ»، لدرجة أنه يمكن الاستماع إليها في أي وقت وأي مكان في كوريا. وقد تنوعت وتحولت «أريرانغ» إلى مختلف الكلمات والألحان الارتجالية لنقل الحياة العاطفية والملحمية والتعليمية للكوريين بما فيها الأساطير أو القصص الشعبية أو أغاني التهويد أو شرب الخمر أو الأعمال المنزلية أو الرحلات أو الحب. ويمكن القول بأن كلمات «أريرانغ» تشبه مزيجاً من أغاني الأطفال البريطانية التقليدية وقصائد «بايرون ووردزوورث» وكتاب الأطفال «أغنية العم ريموس وقصته» للكاتب الأمريكي جويل هاريس.



FAK_unesco_18.jpg

ثقافة «كيم جانغ» صنع ومشاركة الكيمتشي في كوريا



هو عبارة عن عملية صنع كمية ضخمة من الـ«كيمتشي» (مخلل الكرنب الكوري) استعداداً لموسم الشتاء. ويعد الـ«كيمتشي» هو أحد الأطباق الكورية الرئيسية، حيث يتم تقديمه كطبق جانبي رئيسي على موائد الكوريين. ولهذا يمكن القول بأن «كيم جانغ» هو أحد أهم الأعمال التي يقوم بها الكوريون استعداداً لقضاء موسم الشتاء. و«كيم جانغ» هي عملية تستغرق سنة كاملة للقيام بتفاصيلها طوال السنة حسب الموسم. ففي الربيع تقوم البيوت الكورية بإعداد بعض المأكولات البحرية المخمرة مثل الروبيان أو الأنشوجة وغيرها. وفي الصيف يتم إعداد الملح البحري المجفف تحت أشعة الشمس، بينما يتم تجفيف الفلفل الأحمر وطحن مسحوقه في أواخر الصيف. وعند حلول موسم صنع الـ«كيم جانغ» الكبير في أواخر الخريف وأوائل الشتاء، يتجمع أفراد الأسر وأهل القرى من أجل صنع الـ«كيمتشيس باستخدام المواد التي تم إعدادها طوال أيام السنة.



FAK_unesco_19.jpg

تعد ثقافة «كيم جانغ» فرصة مهمة لتعزيز التضامن بين أفراد المجتمع حتى في ظل المجتمع الحديث الذي يميل إلى الفردية، حتى لا يفقد الكوريون هويتهم الثقافية، حيث يتجمع أفراد المجتمع معًا لصناعة كميات كبيرة من الكيمتشي. وهي تدل أيضاً على ثقافة المشاركة بين الكوريين التي تم نقلها عبر الأجيال. وتُعد ثقافة الـ«كيم جانغ» ثقافة غذائية فريدة من نوعها تعزز التضامن والمشاركة بين أفراد المجتمع الكوري، وقد تم تسجيلها لتكون ضمن التراث الثقافي غير المادي للبشرية لمنظمة اليونسكو في يوم ٥ ديسمبر عام ٢٠١٣.







World heritage 548 .jpg


Memory of the world 548.jpg


Intangible Cultural Heritage 548 .jpg