مراسل فخري

2020.02.06

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian


محطة براكة للطاقة النووية السلمية في الإمارات. (الصورة من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية)



بقلم مراسل كوريا.نت الفخري عبد العظيم محمود حنفي(الأستاذ في أكاديمي مصري) من مصر

أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية ان المحطة الأولى من مشروع براكة- الذي قامت بإنشائه كوريا الجنوبية - جاهزة لبدء التشغيل. ومشروع براكة هو أول محطة نووية تقوم كوريا بتنفيذها في الخارج. وكانت كوريا قد فازت بصفقة مع دولة الإمارات في عام 2009 لبناء محطة نووية، بما في ذلك بناء 4 مفاعلات نووية بعد منافسة مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال وسيما الشركات اليابانية وأشارت مراكز دراسات إستراتيجية يابانية الى ان الفوز الكوري يعود إلى الإستراتيجية الوطنية الكورية الجنوبية التي دعمت المشروع حاشدة كل طاقات الأمة.

وانه "يبدو أن الشركات اليابانية في الإمارات تفوز بصفقة واحدة مقابل تسع صفقات لصالح الشركات الكورية". علما بان هناك ست دول فقط في العالم ذات قدرات تقنية مؤكدة في مجال توفير وتطوير الطاقة النووية الآمنة وهي الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وكندا وروسيا واليابان وكوريا. ومع تنافس هذه الدول، فإن توفر معيار السلامة النووية هو الفيصل.

وتكمن قوة كوريا في كوادرها البشرية المؤهلة والمدربة. هناك العديد من دول العالم المتطورة في مجال الطاقة النووية، التي لم تتمكن من بناء أي مفاعلات الطاقة النووية خلال الأعوام الثلاثين الماضية بسبب اكتفائها ذاتيا وعدم حاجتها للمزيد من المفاعلات النووية، بينما ظلت كوريا خلال تلك الأعوام الماضية تقوم ببناء وتنفيذ مفاعلات بحثية محلية. يعني ذلك أن كوريا تتمتع الآن بكوادر بشرية مدربة ومواكبة لمجالات التصميم والتنفيذ والتشغيل والصيانة والتنظيم. وهكذا تمكنت كوريا من أن تصبح دولة مصدرة للطاقة النووية بعد بناء أول مفاعل نووي محلي، وهو المفاعل "غوري 1" في عام 1978.

ان بدء التشغيل للمحطة النووية يعنى نجاح "الأسلوب الكوري" الذي يعتمد في بادئ الأمر على توطيد المصداقية في الأسواق الخارجية وقدرته على تحقيق أرباح. كما يعني نجاح المشروع ان العلاقات بين كوريا الجنوبية ودولة الإمارات العربية المتحدة تمضي إلى مزيد من الترابط والخصوصية. منذ الزيارة التي قام بها الرئيس الكوري الجنوبي الراحل رو مو هيون إلى أبو ظبي عام 2006 عندما تم الاتفاق على تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة والموارد الطبيعية وتطوير حقول ومشروعات النفط الخام.

وتوطدت العلاقات بين البلدين بصورة خاصة عندما حصلت كوريا الجنوبية على المناقصة الخاصة ببناء مفاعلات للطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 2009. كان واضحا جدا أن الحكومة الإماراتية متحمسة جدا للعمل مع كوريا ربما بسبب قناعتها بأن لدى كوريا إمكانيات هائلة لم تستغل بعد وتقنيات شديدة التطور خاصة في المجال الإنشائي وفي قطاع السفن والسيارات والإلكترونيات. وتعمقت العلاقات كثيرا خلال السنوات الاخيرة، وجسدت زيارة الرئيس مون جيه-إن الى الإمارات العربية المتحدة في مارس 2018 تطور تلك العلاقات من "شراكة إستراتيجية" والتي وقعت عام 2009 الى "علاقة شراكة إستراتيجية خاصة. واستمرار احتفاظ البلدين بعلاقات تعاون مثالية في مختلف المجالات بما في ذلك الطاقة والبنية التحتية وحتى المجال العسكري والدفاع والصحة والطب، واتفق البلدان على توسيع التعاون الحقيقي في تقنيات جديدة قابلة لتوفير قيمة إضافية وصناعات النمو المستقبلية تماشيا مع عصر الثورة الصناعية الرابعة. وعلى عقد اتفاقية لانتشاء مركز للأبحاث المشتركة الكوري-الإماراتي بين المعهد الكوري لدعم العلوم الأساسية وجامعة خليفة للعلوم بهدف إجراء دراسة مشتركة في مجال صناعة النمو المستقبلية منها الطاقة المتجددة والفضاء والأجهزة غير المأهولة والصحة البيولوجية وغيرها.



kyd1991@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.