مراسل فخري

2020.02.12

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian
Parasite_Asain media

حصل مخرج فيلم "طفيلي" بونغ جون-هو على 4 جوائز الأوسكار منها أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل فيلم عالمي، أفضل سيناريو أصلي في حفل توزيع جوائز الأسوكار. (الصورة من وكالة يونهاب للأنباء)



بقلم مراسل كوريا.نت الفخري المصري خالد الشامى (الصحفي في المصري اليوم) من مصر



لم أتفاجئ بحصول فيلم كوري على جائزة الأوسكار، ولفت أنظار العالم تجاه الدراما الكورية التي وصلت إلي العالمية بحصول فيلم الكوميديا السوداء "طفيلي" علي أول جائزة أوسكار على الإطلاق لكوريا، لكنني كنت متفائل ومندهش بتلك السينما، التي شاهدت لها بعض الأفلام، لكن فيلم 1987 كان له انطباع رائع في ذاكرتي، عندما شاهدته مرتين أثناء رحلتي الأولي للعاصمة سيول علي متن الطائرة، (وفكرة عرض الأفلام علي الطائرات لها ميزة بتعريف المسافر بالحضارة والثقافة الكورية بل والعالمية).

وأعود هنا أتذكر أحداث الفيلم، الذي يقتبس في السيناريو للأحداث الحقيقية والواقعية، التي جسدتها عدسات المصورين بشأن اشتعال انتفاضة يونيو الديموقراطية، التي انطلقت في عام 1987، وأطاحت بالحكم العسكري وأسست للجمهورية السادسة الكورية، وكان من المؤلم تسجيل مشاهد مقتل طالب جامعة سيول، بارك جونغ تشول، الذي لقى مصرعه نتيجة التعذيب بصعق الكهرباء، وهو ما زاد من انتفاضة المجتمع الكوري.

إذن فيلم طفيلي، ليس ببعيد عن 1987 وأفلام كورية أخري، لكن المدهش في الأمر هو حصول الفيلم علي 4 جوائز، منها أفضل فيلم، فضلا عن جوائز السيناريو والإخراج، أفضل فيلم روائي دولي"، حيث قال مخرج الفيلم، بونغ جون-هو، إنه تشرف بنيل "الجائزة "، وأعتقد أن الجائزة شرفت كوريا وجعلتها محل أنظار العالم، فكوريا، التي كان ينظر إليها العالم باعتبارها رائدة في التقدم التكنولوجي، تواكب معها الريادة في الموسيقي والغناء من خلال حفلات فرقة "بي تي اس"، ومن ثم كانت الدراما بتتويجها بجائزة أوسكار، سيجذب رواد السينما إليها.

طفيلي، الفيلم الساخر الذي يتناول الفجوة بين الأغنياء والفقراء، لم تكن اللغة معوقا له، وهذا يعني أن دقة وجودة التمثيل والسيناريو والتصوير والإخراج، هم أساس النجاح وليس اللغة، فعلي سبيل المثال، نجد أن الموسيقى تعتبر لغة تواصل الشعوب، كما أصبح التمثيل الكوري علامة فارقة في التاريخ الحديث، وأري أنه إذا تحسنت العلاقات الجنوبية والشمالية، وقتها ستنتج الدراما الكورية أفضل أفلامها فهناك قصص إنسانية تبكي الحجر والبشر، خاصة فيما يتعلق بروايات الأسر المشتتة.

وفي اعتقادي أن فوز الفيلم بلغة أجنبية غير الإنجليزية، سيزيد من منح اللغة الكورية الحب والشغف للكثير من أبناء الدول المحبة للدراما الكورية، التي تعتبر القوة الناعمة لكوريا، وأري ذلك في عيون الكثير من الشباب والفتيات في مصر والعالم العربي، الذين باتوا متمكنين من التحدث باللغة الكورية، بل والمعرفة والإلمام بتلك الثقافة، التي تعرفوا عليها من خلال الدراما، لذلك أتمني عرض فيلم "طفيلي" في السينما المصرية قريبا، لعل ما تحدث عنه السفير الأمريكي في كوريا الجنوبية، هاري هاريس، على "تويتر": عن الفيلم ومشاهدة حفل الأوسكار مباشرة وهو تناول الجاباجوري"، طبق المكرونة الذي كانت تتناوله العائلة الثرية بالفيلم، له مدلول خاص ومعاني كثيرة.

إذن فيلم طفيلي، هو الأول الذي منح كوريا جائزة الأوسكار، ونقلها من المحلية والآسيوية إلي العالمية، فلن يكون الأخير حيث سيدفع الكثير من الممثلين والمخرجين للتفاني في أعمالهم لتتصدر الدراما الكورية بل وكوريا نفسها كدولة محركات البحث علي شبكة الانترنت، وأعتقد أن العالم سيترقب المنتج القادم، الذي ستقدمه كوريا في أوسكار العام المقبل.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اختيار فيلم بلغة غير إنجليزية للجائزة الكبرى في الأوسكار من قبل أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأمريكية منذ أكثر من 90 عاما من تاريخها.

kyd1991@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.