مراسل فخري

2019.12.02

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian


المتحف الوطني عن السجن الإجباري لضحايا الاستعمار الياباني في مدينة بوسان. (الصورة من المتحف الوطني عن السجن الإجباري لضحايا الاستعمار الياباني)




بقلم مراسل كوريا.نت الفخري المصري خالد الشامى (الصحفي في المصري اليوم) من مصر




عمليات التعذيب والقتل والإجبار القسري سواء بالنسبة للعمل أو التمتع بالنساء، من قبل اليابانيين بحق الشعب الكوري، لا تسقط بالتقادم، ولا يكفي اليابان أن تقدم الاعتذار عما حدث في فترة الاستعمار الوحشي، كما لا يكفيها أن تقوم بتعويض الضحايا، الذين لا يزالون علي قيد الحياة أو أسر من توفوا، لأنه ببساطة هذه جريمة " لا تغتفر".

لم تتعامل اليابان مع أبناء شبه الجزيرة الكورية، علي أنهم بشر لهم حقوق وواجبات، حتى لو كانوا تحت الاحتلال أو الاستعمار، بل تعاملوا معهم بمنطق الاستعباد في كل شيء، ووصل الأمر إلى حد "اللاعقل" في التعامل، وهنا أقدر موقف الضحايا، الذين لا يزالون على قيد الحياة ويتذكرون تلك الجرائم، وحسنا أنشأت كوريا متحفا عن السجن الإجباري لضحايا الاستعمار الياباني، يرصد فيه تلك المجازر، سواء كانت شهادات حية لعدد من الضحايا يتحذثون عن ذكراهم الآليمة وهم يبكون ويذرفون الدموع، فملامح الجدود والجدات وهم يرون شهادتهم، تشعر أن الحزن طبع على وجوههم، فتلك المآسي ليست سهلة وروايتها بكل التفاصيل عزيزة على النفس، لكنها تروي ما حدث من مجازر يندي لها الجبين.

زار خالد الشامى المتحف الواقع في مدينة بوسان.(الصورة من خالد الشامى)



المتحف، الذي زرته لأكثر من ساعة، ستظل ملامحه راسخة في عقلي، فالمجسمات وصور ضحايا الاسترقاق الجنسي، بالإضافة إلي الأشخاص، الذين رحلتهم اليابان إليها، ووضعتهم حوائط بشرية، وملامح وجوه الأطفال الذين تيتموا بسب الحرب، وصور الحوامل الذين أجبروا على ممارسة الجنس مع الجنود اليابانيين، كل هذا وأكثر لخير دليل علي العنف، الذي مارسته اليابان في تلك الفترة العصيبة من عمر البشرية.

وأتخيل لو كان هذا الاحتلال في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، ماذا كان حال اليابان، في اعتقادي أن العالم كان سيحتلها بسبب العنف المفرط، فمن خلال الشهادات لسيدات الاسترقاق الجنسي، لم يظهر فيه أن الجنود اليابانيين كانوا يريدون إشباع رغباتهم الجنسية، بل كانوا يظنون أن العنف الجنسي، يعني أنهم قادرين علي احتلال أي دولة، وهذا أيضا صورة ذهنية لحجم التطرف.

وفي رأيي إذا كان أبناء شبه الجزيرة الكورية جنوبا وشمالا، لم ولن ينسوا هذا الجرح العميق ، الذي سببه الاستعمار الياباني، للجدود والجدات، فإن هذا الألم لن يزول إلا بإجراءات من قبل الحكومة اليابانية الحالية أو غيرها في المستقبل، لفتح صفحة جديدة تمحو ذنوب الماضي البغيض، وأهمها ليس فقط تقديم التعويض للضحايا وأسرهم، أو الاعتذار عن تلك الجرائم، فهناك تصور أن تحدد يوما تحت مسمي "حق كوريا" يقوم فيه أبناء الشعب الياباني بتقديم صورة ذهنية حسنة للعالم أنهم يرفضون ما قام به الأجداد تجاه الكوريين، وفي هذا اليوم، تقدم الورود وتطلق فيه حمامات السلام في الهواء، وذلك من خلال الحكومة اليابانية في مقرها، أو في مقار البعثات الدبلوماسية في العالم ، مع سفراء كوريا الجنوبية، إذا حدث هذا وغيره والأفكار كثيره ، وتستطيع كل من كوريا الجنوبية واليابان التفاهم معا حول شكل الاعتذار العلني، بهذا الشكل، فوقتها ستشعر أرواح الضحايا بالطمأنية وسيشعر الأحفاد أن دماء الأجداد لم تذهب هباءا، وفي اعتقادي أيضا سيعشر أبناء اليابان بالسلام النفسي.

صور ضحايا الاسترقاق الجنسي. (الصورة من المتحف الوطني عن السجين الإجباري لضحايا الاستعمار الياباني)




kyd1991@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.