مبخرة عصر بيكجيه من البرونز المذهب تم تصنيفها كنزا وطنيا في عام 1996 وهي تعد من الكنوز الأكثر دقة وتطور مقارنة بغيرها حيث تم صنعها في النصف الأول من القرن السادس وهي تجسد جبل باكسان الذي يقع وسط البحر ويعيش به الخالدون كما جاء في الأساطير القديمة. (الصورة من تشوي جين-وو)

هونغ آن-جي، تشوي جين-وو

مبخرة بيكجيه المصنوعة من البرونز المذهب تحتوي على العديد من الحيوانات والشخصيات الخيالية المختلفة معا. ويوجد في قمة المبخرة طائرا من الطيور الخيالية يرمز للرفاهية والحياة الجيدة. (الصورة من تشوي جين-وو)

يقع في نهاية صالة العرض رقم 2 بمتحف بويو الوطني، كنز وطني يلمع وسط الظلام، يطلق عليه أيضا لقب ’زهرة التراث الثقافي في عصر بيكجيه‘. وهذا الكنز هو ’مبخرة بيكجيه المصنوعة من البرونز المذهب‘.

ويبلغ ارتفاع المبخرة 61.8 سم وهي تكشف خيال غير محدود في التعبير بشكل واقعي وحيوي عن العالم المثالي للناس في عصر بيكجيه. ويجمع تصميم المبخرة بشكل رائع بين زخارف زهرة اللوتس التي ترمز للولادة والحياة الأبدية مع جبل المقدس ’باكسان‘ الذي يرمز للخلود والحياة الأبدية.

وينسجم في تلك الصالة أكثر من 80 قطعة فنية لحيوانات وشخصيات خيالية مختلفة. وتم تصميم حامل المبخرة على شكل تنين يحلق بكل قوته ورأسه مرفوعة لأعلى ويحمل في فمه زهرة لوتس.

ويحتوي جسد المبخرة على ثلاثة طبقات من النقش لأزهار اللوتس المتفتحة بالكامل بالإضافة إلى 25 حيوانا مثل طائر الفينيق والأسماك والغزلان ومعهم أيضا اثنين من الحكماء على جوانب المبخرة بين أزهار اللوتس. ومن بين الحيوانات المنقوشة على جسم المبخرة، يبلغ عدد الطيور فقط 12 نقشة.

أما قمة المبخرة فهي مصنوعة من البرونز المذهب وتجمع بين نقوش الحيوانات التي تعيش في الجبال والطيور التي تعيش في السماء معا مما يمنح المشاهد احساسا بالسكون. ويظهر على تعبيرات طائر الفينيق الموجود في قمة المبخرة أنه غارق في التفكير بأمور العالم.

وأخبرنا أمين متحف بويو الوطني شين مين-تشيول حول التمثال "على الرغم من التعبير عن الكائنات الحية كأنها حية تتنفس مع التلال الجبلية الصلبة في آن واحد إلا أن النتيجة كانت طبيعية جدا لدرجة غريبة ولا تجعل المشاهد يشعر بغرابتها على الإطلاق"، و"ويمكننا أن نرى من خلال هذا العمل صورة العالم الذي تخيله الأسلاف القدماء في ذلك الحين".

وتم العثور على مبخرة بيكجيه المصنوعة من البرونز المذهب في يوم 12 ديسمبر عام 1993 بعد عمليات التنقيب عنها في موقع نينغسان-ري بالوادي الغربي لمقابر بويو الملكية والمعروفة أيضا بمقابر عصر بيكجيه. ولم تخرج المبخرة إلى أي معرض خارج البلاد بعد.

ولنا أمين المتحف شين "أتمنى أن يزورنا الكثير من الناس لرؤية المبخرة بأنفسهم".

الأمين شين من متحف بويو الوطني أخبرنا أن هناك لقب غير معروف لتمثال بوديساتفا من البرونز المذهب وهو ’ملكة جمال بيكجيه‘ وتابع "تم تسمية التمثال بهذا الاسم بسبب ابتسامة التمثال فهي تشبه ابتسامة ملكة جمال كوريا". (الصورة من تشوي جين-وو)

ويوجد في قاعة العرض رقم 3 بالمتحف تمثال صغير لبوديساتفا وهو مصنوع من البرونز المذهب ويتميز بتعابير وجهه اللطيفة المبتسمة. وسبق أن تم تصنيف التمثال ككنز وطني في يوم 2 يوليو من عام 1937.

ويبلغ ارتفاع التمثال 21.1 سم وهو يصور بوذا يمسك طرف الملابس بإبهام وسبابة اليد اليسري ويحمل بلطف خرزة صغيرة بإبهام وسبابة اليد اليمنى. ويتسم التمثال بالبساطة في التعبير.

وأشاد أمين المعرض شين بهذه القطعة الفنية قائلا "تعبيرات وجه التمثال واضحة ولطيفة ووضعيته طبيعية والملابس تتدفق بانسيابية والدقة في حركة أصابعه توضح جمال تقنيات النحث في عصر بيكجيه.

ومن ضمن الأشياء التي تجعل هذا التمثال مختلفا ومميزا عن غيره من تماثيل تلك الحقبة، هو أبعاد جسم التمثال التي تحولت من النقش البارز إلى النقش الدقيق. ونجد أن الجزء الخلفي من تمثال بوذا في العصور الأخرى كان عبارة عن رسومات متكتلة ولكن هذا التمثال تم رسم ظهره بدقة وتفاصيل صغيرة.

وربما لنفس السبب أذرع التمثال والجسم منفصلين عن بعضهما البعض مما يدل على تطور تقنيات الصب والنحت في عصر بيكجيه وربما كان من الممكن أيضا أن يتمكنوا من صناعة التأثيرات ثلاثية الأبعاد حينها.

الصورة توضح الحجرية المزخرفة ويبلغ طولها 29 سم وسمكها 4 سم. (الصورة من متحف بويو الوطني)

ويلفت أنظار الزوار عند دخول قاعة العرض الثالثة بالمتحف، قطعة أثرية فريدة من نوعها وهي حجرية طائر الفينيق الجبلي. وتعتبر هذه الحجرية واحدة من ثمانية حجريات مزخرفة يطلق عليها لقب ’أجمل حجريات مزخرفة على مستوى العالم‘.

ويبلغ طول الحجرية 29 سم بينما يبلغ سمكها 4 سم وتم تشكيلها على شكل مربع. وتجسد مناظر طبيعية خلابة مثل السحب المقدسة والجبال ثلاثية القمة والصخور الناعمة والمياه المتدفقة أيضا. وذكرتنا الحجرية بمبخرة بيكجيه التي كان الفينيق يجلس على قمة الجبل في أعلاها هي أيضا.

وأكمل معنا الأمين شين الجولة في القاعة الثالثة، وأخبرنا حول الحجرية قائلا "الحجرية مزخرفة بطائر الفينيق الجبلي وحوله المناظر الطبيعية الخلابة والجمع بينهما يمنح المشاهد شعورا بالاستقرار بفضل التصميم البسيط المتوازن مع تقنيات النحت الناعمة التي تميز بها عصر بيكجيه.

ويحتفظ متحف بويو الوطني بأغلب الحجريات المزخرفة الكورية. وتم بالفعل نقل 8 قطع منها إلى قاعة عرض بيكجيه في المتحف الوطني الكوري بالعاصمة سيئول.

# سبل الاستمتاع بزيارة متحف بويو الوطني

- ما رأيكم في أخذ نظرة على شكل الحياة في عصر بيكجيه ومقتنيات تلك الفترة؟ ينظم متحف بويو الوطنية يوميا فعاليا عرض بالليز في بهو قاعة العرض الدائمة في متحف بويو الوطني، ويشمل العرض شكل العالم المثالي الذي حلم به شعب بيكجيه ونراه من خلال الأنماط التقليدية القادمة من تلك الفترة مثل مبخرة بيكجيه من البرونز المذهب. ويمكن التأكد من المعلومات التفصيلية الخاصة بالعرض عبر موقع المتحف الرسمي*.
*(http://buyeo.museum.go.kr/content.do?key=2302160002)

- يحتوي المتحف على مساحة تسمى ’إدراك بيكجيه‘ وهي مساحة رقمية مجهزة من أجل راحة ورفاهية السياح. وتم تجهيز المساحة بمقاعد على الطراز التقليدي الكوري مع االأجهزة الرقمية أيضا. وتحتوي على شاشة ليد طولها 12 مترا وارتفاعها 2.4 مترا حيث يمكن مشاهدة مقاطع الفيديو التي تشرح عن عصر بيكجيه وتعرض الكنوز الوطنية القادمة من تلك الفترة مثل بوديساتفا من البرونز المذهب ومبخرة بيكجيه من البرونز المذهب وغيرها.

- مشاهدة الآثار المختلفة والفريدة من نوعها المنتشرة في أنحاء المتحف أيضا له متعة خاصة. ومن بين تلك القطع قطعة ’هوجا‘ التي صنعت جلبة على مواقع التواصل الاجتماعي ولفتت انتباه الجميع وهي جرة فخارية محمولة لها تصميم مميز.

shong9412@korea.kr