الشعب

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
"أن تبدو غير قادر على الاستماع ، فإن هذا يجعلك وكأنك متيقظ في أمسية يغط كل من فيها في نوم عميق .. يمكن للأمر أن يبدو متفردا ، بل ربما مخيفا ، ولكني لم أشعر بالاستياء أبدا من كوني صماء .. ولا في أي مرة".

كانت كيم هاي وون البالغة من العمر 20 عاما تعبر عن كل كلمة بلغة الإشارة ، فكانت حركات يديها متتالية ، وكانت عيناها تشعان بالضوء ، وعلى الرغم من أن النظرة البسيطة التي كانت تعبر بها عن عالمها الصامت كانت واقعية ، فإنها لم تفقد أبدا ابتساماتها الدائمة.

كيم هاي وون التي ولدت بمشكلة في السمع جاءت في المركز الخامس في مسابقة ملكة جمال العالم بكوريا 2011. (الصورة من مجلة جونجام الأسبوعية).


وكانت كيم – التي ولدت وهي تعاني من مشكلة في السمع – قد بدأت تجتذب الأنظار إليها منذ عام 2011 عندما حصلت على المركز الخامس في مسابقة ملكة جمال العالم الكورية عام 2011.

والتقت مجلة "جونجام" الأسبوعية مع كيم بمناسبة قبولها مؤخرا في العمل ببرنامج للعروض الفنية في كلية كوريا للفنون ، وهي الكلية التي ستبدأ فيها دراساتها هذا العام.

وتقول كيم وهي تسترجع شريط حياتها : "عندما كنت صغيرة بعض الشيء ، قررت أنني لن أرتكب أبدا خطأ إخفاء نفسي بعيدا عن بقية العالم ، فكنت كلما أشعر بالغربة عن الآخرين وبالانفصال عنهم وكأنني أعيش في الظلام ، كنت أقول لنفسي إنني ولدت من أجل غرض ما ، فكنت أشعر بالإصرار على أن أعثر بنفسي على معنى لحياتي".

وبدأت كيم بعد ذلك تقوم بأعمال تطوعية مختلفة كلما استطاعت القيام بذلك ، سواء باللهو مع الأطفال في كنيستها ، أو المشاركة بجد في العروض السنوية للكريسماس.

وإضافة إلى القيام بزيارات منتظمة إلى دور الأيتام ، قدمت كيم أيضا مساهماتها في حملات متنوعة لجمع التبرعات ، ووظفت مهاراتها في إجادة لغة الإشارة لتعمل كمترجمة.

وبعد ذلك ، وفي مايو 2011 ، حضرت كيم عرضا لصوفي فوزلود ، العارضة الفرنسية والمتحدثة باسم برامج الترويج الثقافي للمعاقين.

وكانت فوزلود – وهي أصمة أيضا – قد اجتذبت الاهتمام العالمي إليها منذ أن فازت بالمركز الثاني في مسابقة ملكة جمال فرنسا عام 2007.

وخلال الجولة الترويجية التي قامت بها مؤخرا لسيرتها الذاتية المنشورة حديثا والتي تتناول انطباعاتها عن كوريا ، قدمت فوزلود عرضا في مدرسة كيم ، وهي مدرسة سيول الوطنية للصم.

ووقعت على رسالة تشجيع للتلاميذ ، وذكرتهم فيها بأنهم يستحقون أن يشعروا بالقيمة والحب كما هو ، وبأنهم قادرون على أن يقدموا أكثر مما يظنون.

كيم هاي وون في صورة فوتوجرافية أثناء مشاركتها في عرض أزياء في الاستوديو ، كما ستحضر كيم برنامجا لعرض الأزياء في كلية كوريا للفنون هذا العام. (الصورة من مجلة جونجام الأسبوعية).


ولا شك في أن بصيرة فوزلود وثقتها في نفسها وعدم شعورها بالخوف ولا شعورها بأن الإعاقة تعطل مسيرتها جعلت كيم تشعر بالدهشة والسعادة.

فبعد أن استرجعت خبراتها كمتسابقة تأهلت إلى نهائي مسابقة ملكة جمال الصم في كوريا ، بدأت كيم في البحث عبر الإنترنت عن فرص جديدة ، واكتشفت في النهاية تنويها يعلن عن إقامة أول مسابقة من نوعها لاختيار ملكة جمال العالم الكورية.

وكانت كيم تريد أن تظهر طبيعية قدر الإمكان ، ولهذا حصلت على الكثير من الدروس المكثفة المتخصصة في الإعداد لخوض مثل هذه المسابقات ، وتعلمت كيفية المشي والتصوير في غرفتها ، وبعد ذلك ، نجحت في تحقيق ما هو أكبر بالفعل من توقعاتها هي نفسها ، حيث تأهلت إلى الدور النهائي للمسابقة ، وجاءت في النهاية في المركز الخامس.

وبعد حصولها على كثير من الثقة بهذا المركز المتقدم ، قررت كيم الالتحاق ببرنامج تنافسي في كلية الفنون الكورية ، على الرغم من أنها التحقت فقط قبل ذلك بمدارس تعليمية خاصة.

وتتذكر كيم قائلة : "كنت مهتمة بأن أكون عارضة ، حيث كنت دائما أشاهد العارضات وهن يمشين في عروضهن عبر التليفزيون ، ولكن بعد لقاء فوزلود والفوز في مسابقة ملكة جمال العالم الكورية ، بدأت أدرك أن أحلامي يمكن تحقيقها".

وبعد فوزها ، ظهرت كيم أيضا في برنامج مشهور يعرض في عطلة نهاية الأسبوع ، حيث روت قصتها ، وأدهشت الجمهور أيضا بمهاراتها في الرقص.
 
وكشفت أيضا عن مرونتها ليس فقط باعتبارها رياضية تستمتع بممارسة السباحة وتسلق الصخور وسباقات الألواح الشراعية والتزلج على الجليد ، ولكن أيضا بوصفها موسيقية تستطيع العزف على العديد من الآلات الإيقاعية عبر الإحساس بالذبذبات والإيقاعات بجسدها.

وتأمل كيم في أت تسهم حياتها المهنية المستقبلية كعارضة أزياء في تحسين الاتجاهات العامة نحو المعاقين في المجتمع الكوري.

وقالت : "في بلدنا ، ليس من السهل دائما أن تعيش وأنت تعاني من أي إعاقة ، بسبب الطريقة التي ينظر بها الناس إلينا ، وبسبب وسائل التمييز الأقل وضوحا التي نشعر بها منهم".

وأضافت : "أريد أن أتخلص من كل هذه الأشكال من الأحكام المسبقة ، أريد أن أكون مثل المعلم الذي يمنح الكثير من الناس سببا للأمل".

ترجمة :

كوون جونج يون

كوريا دوت نت www.korea.net

مقال مقتبس من مجلة "جونجام" الأسبوعية.