بقلم سامي بن محمد السدحان
سفير المملكة العربية السعودية لدى جمهورية كوريا
تأتي زيارة فخامة رئيس جمهورية كوريا الرئيس يون سوك-يول إلى المملكة العربية السعودية التي تستغرق أربعة أيام خلال الفترة من يوم 21 أكتوبر حتى يوم 24 من نفس الشهر، امتدادًا لرغبة حكومتي البلدين لتعزيز العلاقات المتميزة بينهما، وبحث سبل تعزيزها على كافة الأصعدة.
وتأتي هذه الزيارة لترسيخ العلاقات وتقويتها بين البلدين، وإيمانًا من جمهورية كوريا بدور المملكة الإقليمي والدولي الفعال في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية، والثقل التي تمثله المملكة في كافة المجالات على المستوى القاري والدولي، كما تؤمن المملكة بدور كوريا الجنوبية المؤثر على الصعيد العالمي. وتنظر المملكة بعين التقدير والاحترام ما عملته جمهورية كوريا من إصلاحات اقتصادية كبرى وخطط مستقبلية نمت خلالها كوريا لتصبح من أقوى اقتصادات العالم، ومن أكبر الدول نموًا وتطورًا في العالم خلال العقود الماضية، وامتلاكها لأحد أكثر النماذج الملهمة في التطور والرقي بالبلد، مما نتج عن ذلك عضوية البلدين المشتركة في مجموعة العشرين
وتأتي زيارة فخامة الرئيس يون مع الوفد المرافق رفيع المستوى الذي يتضمن عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة بالإضافة إلى وفد اقتصادي يتكون من 130 من رواد الأعمال ورؤساء الشركات الكبرى الكورية، بعدما شهدت الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء لجمهورية كوريا في نوفمبر العام الماضي نجاحًا كبيرًا ساهمت في تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، والتي نتج عنها توقيع أكثر من 26 اتفاقية بقيمة 30 مليار دولار في مجالات اقتصادية وتنموية وثقافية واستثمارية وغيرها.
ولابد أن أشير هنا إلى أن جمهورية كوريا تعتبر شريك استراتيجي للمملكة في ’رؤية 2030‘ بموجب مذكرة التعاون ’الرؤية السعودية الكورية 2030‘ التي تم توقيعها في أكتوبر من عام 2017. ويعد ذلك دليلاً واضحًا على أن المملكة العربية السعودية تعتبر جمهورية كوريا شريك اقتصادي مهم لها لتحقيق ’رؤية 2030‘. ونتج لاحقًا عن مذكرة التعاون تشكيل لجنة من ممثلي الجهات الحكومية والهيئات المعنية في البلدين باسم ’لجنة الرؤية السعودية الكورية 2030‘. وفي الحقيقة هذه الرؤية المشتركة في جوهرها تركز على تعزيز تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال تقوية الروابط التجارية بين القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية وجمهورية كوريا، وباعتبار المجال الاقتصادي والاستثماري من أهم الركائز التي ترتكز عليها العلاقات بين البلدين، حيث تعتبر المملكة هي الشريك الأكبر لكوريا في الشرق الأوسط.
وستساهم زيارة فخامة الرئيس يون إلى المملكة بشكل كبير في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين. وعلى هامش الزيارة، قام فخامة الرئيس الكوري بزيارة منتدى الاستثمار السعودي الكوري، بالإضافة إلى مشاركته في منتدى تكنولوجي حضره علماء وباحثون من البلدين، كما قام بزيارة لجامعة الملك سعود بالرياض.
تولى سعادة السفير سامي بن محمد السدحان منصب سفير المملكة العربية السعودية لدى جمهورية كوريا في يونيو عام 2021.