تظهر الصورة ’دوكبوكي‘ الذي يطبخ بكعك الأرز قي كوريا ويستمتع به الكثير من الكوريين في الشوارع. (الصورة من أي كليك آرت) (يحظر تمامًا أي استخدام غير المصرح به لهذه الصورة بموجب قانون حقوق النشر.)
بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية عائشة عباس
من الصعب مشاهدة الدراما الكورية دون أن يصبح لديك رغبة شديدة بتناول الطعام الكوري الذي يعتمد على الألوان الرئيسية الخمسة التي تمثل العناصر الخمسة للكون وهي الأبيض والأسود والأزرق والأحمر والأصفر، فالطعام بالنسبة للكوريين هو أفضل دواء. لذلك يعتقد الكوريون أن الصحة والمرض يأتيان من الغذاء وكيفية تناوله ولذلك يتم إعداد الأطباق بمكونات علاجية تجعل الطعام صحيًا للغاية وكذلك للحد من الإصابة بالأمراض.
ومع انتشار الموجة الكورية ’هاليو‘ في مختلف أنحاء العالم، زاد اهتمام محبي الدراما الكورية بتجربة تناول الطعام الكوري، مما أدى لزيادة الطلب على المنتجات والأطعمة الكورية وافتتاح العديد من المطاعم الكورية بمختلف أنحاء البلاد وكان على مقدمتها مصر. ولذلك من أجل الاستمتاع بتناول الطعام الكوري في أجواء كورية قررت الذهاب مع أحد أصدقائي الكوريين لمطعم ’هانا‘ وهو واحد من أكثر المطاعم شهرة بالقاهرة لتميزه بالأكلات الشهية المختلفة وكذلك السمعة الحسنة.
لطف وابتسامة صاحبة المطعم منذ لحظة دخولنا وهي تحيينا باللغة الكورية "أنيونغهاسيو" وهي تعني "أهلاً" باللغة العربية وكانت كفيلة لتمحو مشقة السفر إلى القاهرة من ذاكرتي. وبمجرد جلوسنا قدم لنا النادل الأطباق الجانبية المجانية فهي تميز المطبخ الكوري عن غيره ويتم تقديمها مع كل وجبة وهي تتضمن مخلل باذنجان، مخلل خيار، براعم فاصوليا، بيض ملفوف، ’بولغوغي‘ (اللحم المشوي الكوري).
وعلى الرغم من أنها تختلف من مطعم لآخر، إلا أنها لا تخلو من ’كيمتشي‘ فمثلما اعتاد المصريون على تناول الأسماك المملحة والفسيخ في شم النسيم فكذلك حرص الكوريون منذ آلاف السنين على تناول الكيمتشي احتفالاً باستقبال أعياد الربيع. ولذلك يعد الكيمتشي من الأطعمة الأساسية على مائدة الطعام الكوري فلا يوجد وجبة تخلو من الكيمتشي وإذا خلت الوجبة من الكيمتشي قد تكون وجبة طعام غير مكتملة بالنسبة الكوريين. لذلك هو يعد واحد من أقدم الأطعمة وأكثرها شهرة في كوريا لتميزه بالطعم الحار والحامض بعض الشيء، بالإضافة لقيمته الغذائية والصحية بسبب احتوائه على نسبة كبيرة من الألياف ونسبة منخفضة من السعرات الحرارية.
تظهر الصورة ’جامبونغ‘ الكوري وهو طبق نودلز مليء بالمأكولات البحرية. (الصورة من أي كليك آرت) (يحظر تمامًا أي استخدام غير المصرح به لهذه الصورة بموجب قانون حقوق النشر.)
فيما يلي ما تناولته من الأطعمة الكورية. ’دوكبوكي‘: هو طبق كوري مصنوع من كعك الأرز ويعد من أكثر الأطعمة التي تحظى بشعبية كبيرة في شوارع كوريا كوجبة سريعة لمذاقة الحلو والحار، وأيضًا واحد من أشهر الأطباق الكورية المفضلة لدى الكثير من الأشخاص بالبلاد العربية، كل ما عرفته عن الدكبوكي كان مشجعًا لي على تناوله باستمتاع، فالصوص الحار جعلني أتمتع بطعم فريد من نوعه عند مضغة.
’كيمباب‘: هو طبق كوري سهل الهضم لأنه يحتوي على الأرز والأعشاب البحرية كمكونات أساسية مضافًا إليها بعض المكونات الأخرى كالتونة والبيض والجزر والخيار والمخلل واللحم حسب الرغبة، وسمي الكيمباب بذلك الاسم لأن كلمة ’كيم‘ تعني أعشاب بحرية باللغة الكورية وكلمة ’باب‘ تعني أرز باللغة الكورية ولذلك إذا جمعت الكلمتين معًا تصبح كيمباب أي أرز الأعشاب البحرية.
’جامبونغ‘: أو ما يسمي بنودلز المأكولات البحرية الحارة وهذا الطبق يناسب عشاق المأكولات البحرية فهو يكاد يكون واحد من أفضل الأطعمة الكورية لدي على الرغم من أني لست من عشاق المأكولات البحرية ولكن نكهته الحارة جعلتني أذوب عشقًا به. فهو غني بالبروتينات البحرية لاحتوائه على الكثير من مأكولات البحر كالحبار والجمبري والكثير من الخضروات والنودلز بالإضافة للشوربة والصلصة والزيت الخاص، وهناك البعض من يفضل تناوله مع الأرز بدون النودلز ولذلك يسمى ’جامبونغ باب‘ وهو واحد من أحد الأطعمة الشائعة في فصل الشتاء عندما يكون الطقس باردًا بكوريا.
على الرغم من أنها كانت أول مرة أتناول بها طعام كوري، إلا أنها كانت تجربة مميزة وجديدة لتغيير روتين الطعام العربي بطعام لذيذ وصحي، فمعدتي كانت تتضور جوعًا وتتوق لتناول الطعام الكوري منذ اللحظة التي قررنا فيها الذهاب لمطعم كوري. بعد تلذذي للطعام الكوري منذ الوهلة الأولى لم أستطيع التوقف عن تناول الطعام حتى يمكنني التنفس، ومن هنا أصبحت مدمنة به لمذاقه الشهي خاصة الدكبوكي والجامبونغ، وأتمنى تناولهما يوميًا مع عائلتي، فكل طبق كان له نكهة خاصة ومذاق جيد ممزوج بين الطعم الحار والحلو في نفس الوقت، وأحيانًا الحامض بعض الشيء، فمن خلال تجربتي لم أرى فقط أن الأمر كان يقتصر على لذة الطعام بل بالنسبة لي أن الأطباق الكورية تمثل عادات وتقاليد وثقافة شعب بأكمله وتعكس تاريخ وحضارة كوريا. وعلى الرغم من معاناة ومشقة السفر، إلا أنها تجربة تستحق المغامرة بل وتزيد من الإصرار على تجربتها مرة أخرى خاصة عندما يكون مذاق الطعام قادرًا على نقلك آلاف الكيلومترات من القاهرة تحديدًا إلى العاصمة سيئول.
shaadiya1223@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.