أطفال في رحلة دراسة استكشافية داخل متحف سوديمون لتاريخ الطبيعة. (الصورة من موقع متحف وديمون لتاريخ الطبيعة)
بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية المصرية مارينا جورج ميلاد
من المتاحف ما يُظهر لنا التراث، منها ما يعرض لنا القطع الفنية القيمة، منها ما يُرينا روعة الحضارات، ومنها ما بإمكانه نقلنا إلى حقبة أخرى وكأنه عجلة للزمن. وها أنا أُريكم اليوم متحفاً بإمكانه أن يُرينا لمحات مما لم يسبق لنا رؤيته قبلاً من التاريخ الطبيعي وهو متحف سودايمون لتاريخ الطبيعة.
يقع متحف سودايمون لتاريخ الطبيعة تحديداً في منطقة سودايمون-جو بالعاصمةسيئول. صُممت خطة تشييد المتحف في شهر مارس عام 1997 إلى أن تم افتتاحه في شهر يوليو عام 2003 وتبلغ مساحة مبناه 1998.84 متر مربع.
يتألف المتحف من طابق تحت الأرض و3 طوابق علوية كما يحوي 5 قاعات رئيسية وهم: القاعة المركزية، قاعة الإنسان والطبيعة، قاعة تطور الحياة، قاعة بيئة الأرض، وصالة العرض الخاصة. تمكن المتحف على مدار الـ17 عام المنصرمة من جمع أكثر من 46 ألف عينة بداخله كما يزوره ما يقرب من350 ألف شخص سنوياً مما يُعزز من فهم الأفراد عن العلوم، الطبيعة، والثقافة. وكنتيجة لذلك، غدا متحف سودايمون مُمثلاً للتاريخ الطبيعي في سيئول ومنطقة العاصمة.
يكمن دور المتحف في الحفاظ والبحث عن الحقائق البيولوجية والجيولوجية من البيئة المحلية ومشاركة هذه المعلومات الفريدة والمثيرة للاهتمام مع العامة كما أن لديه مهمة إظهار أن البشر جزء من الطبيعة وبإمكاننا التعايش بتناغم سوياً بالإضافة إلى أنه يهدف إلى توفير فرصة للسكان حتى تزداد معرفتهم عن حيوانات ونباتات حقبات الماضي مما يُساعد الأفراد على حب وتقدير الطبيعة.
من الجدير بالذكر أن المعارض بداخله مُرتبة تسلسلياً حسب الزمان والمكان وفقاً للتدفق التاريخي حتى يسهل فهم وتذكر التاريخ الطبيعي بالإضافة إلى أنها صُممت بشكل شيق ومثير للاهتمام حيث تملك معرضاً للديوراما المُجسمة. لم يبقَ متحف سودايمون ساكناً منذ افتتاحه بل واصل التقدم للأمام حيث انضم إلى المجلس الدولي للمتاحف بالعام التالي لتشييده أي في عام 2004 كما سُجل كمتحف متخصص من النوع الأول بذات العام لكنه لم يتوقف عند هذا الحد بل أكمل المُضي قدماً وغدا متحفاً شاملاً من النوع الأول في عام 2008 تمكن المتحف في غضون 3 أعوام من تشييده أي في عام 2006 من أن يتم اختياره كمؤسسة تعاونية تعليمية مستمرة من قبل مشرف مكتب تعليم العاصمة سيئول كما وصل عدد الزوار الإجمالي للمتحف إلى مليون زائر في ذات العام.
لا يُعد متحف سودايمون لتاريخ الطبيعة مجرد متحف فحسب بل موقعاً لتعليم الطلاب وتنمية ثقافة التاريخ الطبيعي لدى السكان المقيمين بالإضافة إلى كونه موقعاً ترفيهياً للعائلات. تسعى إدارة المتحف دوماً إلى زيادة التواصل مع العامة عبر تطوير البرامج العلمية والتاريخ الطبيعي مما يسمح للزوار بالمشاركة بفاعلية داخله.
ويُذكر أيضاً أنه تم استخدامه كموقع تصوير رئيسي في البرنامج الشهير ’الرجل الراكض‘ في عام 2012 حسبما أرى، يتميز هذا المتحف عن غيره بالكثير ولذلك يسير بخطوات ثابتة للأمام مُطوراً من أساليب عرض محتوياته، مُزيداً من إقبال العامة، ومُحققاً غايته من الرقي بالمستوى الثقافي والبيئي نحو التاريخ الطبيعي حيث يواجه المتحف تحدياً كبيراً لإكمال خطواته للأمام ويأمل التواصل مع المنظمات الأخرى ذات الصلة حتى يُعترف به عالمياً خلال جمع العينات أيضاً من جميع أنحاء العالم.
لمعرفة المزيد من التفاصيل عن متحف سوديمون لتاريخ الطبيعة يمكنك زيارة موقعه الرسمي:
https://namu.sdm.go.kr/site/main/home
sarahoqelee@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا وثقافتها.