مراسل فخري

2020.08.18

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian


لدى العرب الكثير من الصور النمطية  إتجاة الكوريين. (الصورة من قناة يوتيوب "جنة كوريا")


بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية الفلسطينية سجود علي حسين


الصور النمطية عن المجتمعات والثقافات الأخرى ظاهرة موجودة في كل مجتمع على مر العصور، فنجد العرب لديهم صورا نمطية عن الآسيويين. والكوريون والآسيويون عموما لديهم صورا نمطية عن العرب، وكليهما صنعها الإعلام بصوره المتكررة الخالية في كثير من الأحيان من الواقعية.


فكمحب عربي لكوريا الجنوبية، عندما تخبر عائلتك وأصدقائك عن اهتمامك بها ورغبتك في تعلم ودراسة اللغة الكورية، ستعتري وجوههم نظرة استغراب وبحوار لن يخلو من المزاح والقهقهة، سيقولون: كوريا، شمالية أم جنوبية؟!، أتقصد الصين، يأكلون الكلاب، اللغة الكورية؟ تعلم لغة أخرى تنفعك، وقد تتفاجئ أن حدة الانطباعات المسبقة تتزايد إذا قلت أنك مهتم بفن الكي بوب.


وعلى الجانب الآخر، تتكرر الصور النمطية عن العرب، مثل أنهم يذهبون إلى أعمالهم راكبين الجمال، وأن الدول العربية عبارة عن صحراء جرداء، والعرب يعيشون في خيام، وأي شخص يرتدي جلباب وعقال ولديه لحية فهو إرهابي، وما إلى ذلك من صور نمطية تكررت على مسامعنا.


هذه الأحكام ليست بدافع الكراهية في كثير من الأحيان وإنما "عدم معرفة" من كلا الطرفين لبعضهم بعض، وحلها بسيط جدا، وهو الاطلاع والمعرفة. عن طريق القراءة أو تصفح سريع لمواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي من محاسنها أنها منحت  لكل شخص حق الدفاع عن نفسه ودحض كل تلك الحواجز المسبقة بالحقائق والتجارب.


وهنا في مقالي هذا سأتكلم على وجه الخصوص عن الصور النمطية لدى العرب عن الكوريين.


سأخذكم برحلة في مواقع التواصل الاجتماعي لتتبع ردود أفعال الكوريين على الصور النمطية التي تواجههم من الأجانب والعرب على وجه الخصوص، لذلك يرصد هذا المقال مقطعي فيديو وتجربة يوتيوبر كورية ناطقة بالعربية، كمراجع أساسية.


عام 2018، نشر موقع ايجان بوس على قناته اليوتيوب التي يتابعها ما يزيد عن مليوني شخص، مقطع فيديو بعنوان" كيف يشعر الكوريون بشأن الصور النمطية ؟"، الفيديو ضم أسئلة جمعها الموقع لأكثر الصور النمطية التي يظنها الأجانب عن الكوريين، وبدوره قام برصد إجاباتهم وهذه بعضها:


يمتلك الكوريون ثلاجة من الكيمتشي: نعم صحيح، طبق كوري تقليدي، المائدة تبدو ناقصة من دونه، والبعض قال: لا ليس لهذه الدرجة.


الكوريون مهووسون بالأيدولز: قد يظن البعض أن كوريا فيها عدد من المتابعين المهووسين ولكن ليس الجميع.


كل الكوريين يجيدون الغناء: أعتقد أن هذا صحيحا وآخر قال: لا هناك الجيد والسيء، أغني عندما أكون مضغوطا.


الكوريون مهووسون بعمليات التجميل ويقدمها الآباء كهدية للتخرج: بعضهم قال: نعم أعتقد هذا ولأن المظهر مهم جدا لزيادة فرص النجاح وتعزيز الثقة بالنفس، وأخرى قالت: بالطبع لا.


الكوريون لا يحبون اليابانيين: بالنسبة لي أحبهم وحقا أريد زيارتها، والبعض ذهب لقول: لا ليس الجميع، تاريخيا سببت لدولتنا الكثير من الألم.


الكوريون عنصريون إتجاه الآسيويين من دول جنوب شرق آسيا: لا يمكن الجزم بأنها غير موجودة ولكن جيلنا الحالي أكثر انفتاحا، وأحدهم قال: ليس بسبب لونهم كما يشاع ولكن ربما تصرفاتهم مختلفة عما اعتدنا عليه.


وفي فيديو نشر عام 2019، عنوانه  "الحقيقة أو الأسطورة : رد فعل الكوريين على الصور النمطية" وجاء في آخره أكثر الصور النمطية التي لا يحب سماعها الكوريون مثل: الأسئلة المتكررة عن كوريا الشمالية وإذا ما كانوا يجيدون الرياضيات وأيضا بعض التعليقات على العيون الصغيرة أو شربهم للكحول بكثرة أو حول معرفتهم  بفرقة  بي تي اس.


لكن في العالم العربي تختلف الصور تماما، بعد زيارتها لعدة دول عربية، عام 2019، نشرت اليوتيورالكورية المتحدثة بالعربية والمعروفة باسم "جنّة" مقطع فيديو بعنوان "لا تقل لي نيهاو مرة ثانية | الفرق بين الكوريين والصينيين" والذي حظي بـ49 ألف إعجاب وأكثر من 900 ألف مشاهدة، شرحت جنّة مفصلا الفرق بين البلدين من ناحية اللغة والطعام والتحية والثقافة بشكل عام، وخلص الفيديو بالقول: أنه إذا رأيت فتاة ترتدي معطفا أسودا طويلا وتشرب الأمريكانو المثلج في الشتاء وتداوم على أكل الكيمتشي، فهي كورية، وهي خلاصة متوقعة لفيديو غلب عليه طابع الفكاهة.


لكن لم ينته الأمر هنا، منذ انتشار فيروس كورونا المعروف إعلاميا بكوفيد 19، اشتكت جنّة تعرضها لمضايقات. ينادونها " كورونا" بسبب ملامحها الآسيوية، تحديدا بعد ارتباط منشأ الفيروس بالصين، بدورها نشرت مقطع فيديو بعنوان "لا تعاملوني هيك"،تحدث فيه عن مواقف تعرضت لها في إحدى الدول العربية، حيث تم معاملتها وكأنها فيروس، في المقابل أعادت تسليط الضوء على معاناتها ومعاناة أصدقائها الكوريين الوافدين من تعرضهم للصور النمطية وأبرزها التحية الصينية " نيهاو" مشيرة أنها اضطرت مرات عدة لتغيير الطريق الذي يتواجد به "الفاعلين" وحتى أن أصدقاءها باتوا يترددون في الخروج من المنزل، وختمت الفيديو الذي غلب عليه طابع الجدية، أنها مع مرور السنوات لاحظت انخفاضا بهذه الظاهرة وهو ما جعلها سعيدة وأكدت أنها أرادت التوعية حتى لا يتعرض أي كوري لحوادث مشابهة مستقبلا.


فحقا ما الذي تغير ومن أين جاءت تلك الصور النمطية؟

كي نفهمَ ما يجعل جملا مثل "شينغ شانغ  شو" ككناية عن صوت يصدر من ألعاب القتال أو يا "بروس لي أو جاكي شان "، تتردد على مسامع أي كوري قرر النزول لأخذ جولة سياحية أو نزهة هنا وهناك في أي دولة عربية، هو أن صورة الآسيوي لدى العرب شكلتها أفلام السينما والتي غالبا صورته كمقتال فقط أو عبقري يرتدي نظارة، ودائما ما كان يتم التركيز على الأسواق الشعبية، والنتيجة أن كل الآسيويين هم صينيون.


لكن اليوم منصات كاليوتيوب والانستغرام أتاحت  للعديد من الكوريين حق الرد على هذه الانطباعات وبالتالي لشخص لم يزر كوريا الجنوبية مثلي، كان كافيا لي بحث صغير على الإنترنت، لأعرف أن ليس كل الكوريين يأكلون لحم الكلاب، وأن غالبية من يأكلونه هم من كبار السن وأن هذه العادة اكتسبوها من الحرب لما تبعها من فقر وندرة الحصول على طعام رخيص، وأن التايكوندو هي واحدة من الفنون القتالية الكورية التقليدية، وهي ليس ما كان يمارسه بروس لي أو جاكيشان، وأن كوريا لها حضارة وثقافة مختلفة عن اليابان والصين وغيرها.


إذا ماذا تنتظر كل شيء يبدأ بـ: "انقر للبحث" وشاركنا بالتعليقات، ماهي الصور النمطية التي كانت عندك عن كوريا الجنوبية وتبدلت فور البحث عنها؟


وأخيرا أؤكد أن هذه الصور النمطية ليست بدافع الكراهية إنما بدافع " عدم معرفة الآخر"، وعلينا كمحبين لكوريا الجنوبية وثقافتها المشاركة الفعالة في محو هذه الصور لكلا الطرفين.


يمكن مشاهدة الفيدوهات التي وردت بالمقالة هنا:


ماذا يشعر الكوريين حيال الصور النمطية عنهم؟


https://www.youtube.com/watch?v=jzNDUX7fMwQ


ما الفرق بين الكوري والصيني؟


https://www.youtube.com/watch?v=s35eb0pJGnk



sarahoqelee@korea.kr


هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.