تمثال "فتاة السلام" الذي يرمز إلى"نساء المتعة" من المعرض الفني الياباني "آيتشى ترينالى" المقام في محافظة آيتشى اليابانية. (الصورة من وكالة يونهاب للأنباء)
بقلم مراسلة كوريا.نت الفخرية فاطمه نافع من مصر
وسط تصاعد التوترات السياسية والتجارية بين اليابان وكوريا الجنوبية وتراجع في العلاقات الدبلوماسية إلى أدنى مستوياتها منذ تطبيعها عام 1965.
وتم إزالة تمثال "فتاة السلام" الذي يرمز إلى"نساء المتعة" من المعرض الفني الياباني "آيتشى ترينالى" المقام في محافظة آيتشى اليابانية وأغلاق أحد أقسامة التى تضم أعمالاً فنية لكوريا الجنوبية والتى تحمل عنوان "فتاه السلام".
وهو معرض فني دولى يقام كل ثلاث سنوات ، ويهدف المعرض إلى تعزيز حرية التعبير لعرض الأعمال التى خضعت للرقابة فى مكان أخر حيث تم تخصيص هذا الحدث تحت عنوان "بعد حرية التعبير" وقد جاءت تلك الخطوة بعد ثلاثة أيام من أفتتاحة بموجب أمر من الحكومة اليابانية الأمر الذي جعل الفنانون الكوريين الذين تمت دعوتهم إلى المعرض الرئيسى فى ترينالى إلى المقاطعه.
فالتمثال عبارة عن فتاة ترتدي الملابس التلقيدية لكوريا الجنوبية المكونة من السترة البيضاء والتنورة السوداء ذات الشعر المستعار مما يوحى بأنها امرأة شابة غير متزوجة تمسك قبضاتها على حجرها وتجلس على مقعداً ويوجد بجوارها مقعد فارغ تحدق إلى الأمام دون أن تبتسم تحمل على أكتفها طائر صغير قدميها العاريتين تشيران إلى الضعف أو كاشخص يفر من الخطر.
ويشير ظلها الغامض الشكل لإمراة عجوز تحمل فراشة أما المقعد الفارغ يشير إلى الأشخاص المفقودين كما يمكن للزائرين الجلوس بجانبها لألتقاط صورهم ويمثل التمثال وظلة المراحل المختلفه من حياة المرأة الشابة قبل محنتها والمرأة العجوز التى تأبى النسيان بينما الطائر يرمز إلى السلام والهروب أما الفراشة فهى ذات دلالة روحيه ، وقد تزامنت تلك الخطوة مع الوقت التى تصاعدت فيه التوترات بين الدولتين حول القضايا الناجمة عن الحكم الأستعمارى اليابانى لشبه الجزيرة الكورية عام 1910-1945 والتى أمتدت إلى المجال الأقتصادى ، بعد القيود التى فرضتها اليابان الشهر الماضى على الصادرات إلى كوريا الجنوبية من مواد التكنولوجيا الفائقة الرئيسية وأزالت سيؤل من قائمة الدول التجارية المفضلة كشريك تجارى ، والتى ينظر إليها كخطوة إنتقامية رداً على أحكام محكمة كوريا الجنوبية التى أمرت الشركات اليابانية بتعويض ضحايا العمل القسرى إبان الأستعمار الياباني.
ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى تمارس فيها الحكومة اليابانية الضغوطات فقد سبقتها قبل ذلك خطوة أخرى حينما أزال المتحف الألمانى تمثال "لفتاة السلام" التى تمثل ضحايا العبودية الجنسية في حقبة الحرب بعد ضغظ من قبل اليابان، ففي السابق طالبت السفارة اليابانية حكومة ولاية براندنبورغ والقاعة التذكارية بسحب التمثال البرونزي من العرض فقد أستمرت محاولات اليابان لإزعاج المعارض المحليه التي تعرض مثل هذا التمثال لسنوات حتى تم أزالته من المتحف الألمانى.
ويشار مصطلح "نساء المتعة" إلى النساء اللاتى تم أجبارهم على ممارسة الجنس رغما عن إرادتهم للقوات اليابانية أثناء الحرب عندما كانت شبة الجزيرة الكورية مستعمرة يابانية ، ويصل عددهم إلى 200 ألف امرأة معظمهن من الكوريين، بينما الناجين يشار إليهم عادة بأسم "الجدات".
وقد عبر المجتمع الكوري عن أسفها العميق إزاء سحب تمثال"فتاة السلام" معبرة إن تصرفات الحكومة اليابانية تنتهك حرية التعبير حيث قال المتحدث بإسم وزارة الثقافة والرياضة والسياحة "كيم جين-غون" "إنه من المؤسف للغاية إيقاف عرض تمثال "فتاة السلام" وأضاف إلى أنه يجب أحترام حرية التعبير عن الثقافة على أى حال ، ونأمل تطبيع العرض فى أسرع وقت ممكن"
ولأن أكثر القضايا التي تخجل منها الحكومات هى القضايا المتعلقه بالنساء لذلك مانجد دوماً محاولة اليابان التبرأ من الأنتهاكات الجنسية التى قام بها الجنود اليابانيون إبان الأستعمار وطمس كل ماهو متعلق بهذه الأنتهاكات فهى تعتبر بمثابة وصمه عار تلاحق الجيش اليابانى، لذلك أجد أنه قد حان الأوان للتعويض المعنوى عن تلك المعاناه للضحايا التى لا يغنى عنها أى تعويض مادى فكل ما يبغونه هؤلاء الضحايا سوى الحفاظ على كرامتهم واستردادها بالأعتراف عن هذه الجرائم وحصولهم على أعتذار يليق بهم، فالمرأة فى جميع الأحوال أينما وجدت ومهما بلغت من العمر يتشاركن جميعاً فى القدرة على الغفران فكلمة أعتذار صادقه واحدة كفيلة بأن تمحى أثار الماضى، ويبقى هنا السؤال حول ما أذا كان قد حان الوقت لتعويض تلك السيدات أم ربما قد يمرالعمر بهم دون أن يحصلو على أعتذار لائق
kyd1991@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.