مراسل فخري

2021.03.31

اعرض هذه المقالة بلغة أخرى
  • 한국어
  • English
  • 日本語
  • 中文
  • العربية
  • Español
  • Français
  • Deutsch
  • Pусский
  • Tiếng Việt
  • Indonesian


زيارة عضوات مجموعة الإلف لحديقة المسلة بالقاهرة للإحتفال بذكرى ترسيم الفريق الثالثة عشر عام 2018. (الصورة من المراسلة الشرفية مادونا يوسف)


بقلم المراسلة الفخرية لكوريا.نت المصرية مادونا يوسف


هل سمعت عن كلمة ’فاندوم‘ من قبل؟

كلمة ’فاندوم‘ كلمة إنجليزية تشير إلى مجموعة من الناس تشجع وتدعم شخصية مشهورة. حيث يكون لهم أفكار وعادات مشتركة نابعة من حبهم ودعمهم لهذه الشخصية. ولكن اتسع مفهوم الكلمة ليطلق على مجموعات من الناس تتشارك الاهتمامات والدعم ليس لشخصية مشهورة فقط بل لأفكار معينة أو ثقافة معينة. ومع انتشار موجة الثقافة الكورية ’هاليو‘ ظهر مجموعات فاندوم، تهتم بالثقافة الكورية بشكل عام أو تشجع قائدي هذه الموجة سواء ممثلين أو مغنيين منفردين أو فرق غنائية بشكل خاص. وإحدى مجموعات فاندوم، هي مجموعة ’الإلف‘، والكلمة ’اختصار جملة أصدقاء للأبد بالإنجليزية إيڤير لاستينج فريندز‘. ومجموعة مشجعة ومدعمة للفرقة الكورية المشهورة حول العالم القائدة الأولى لكي-بوب ’سوبر جونير‘ من جميع أنحاء العالم. لذا دعوني أشارك تجربتي معكم كإحدى عضوات مجموعة الإلف المصري منذ عام 2012.

بعد انضمامي للإلف المصري، وجدت أن المجموعة تجمع بين عضوات فتيات ذكيات ذوات طموح وخلق، ولا تكتفي المجموعة بتشجيع مجموعة فتيان مشهورين ومتابعة أحدث الأغاني والتصويت للفريق المفضل أو مناقشة ما يتعلق بالفريق وشراء ألبومات جديدة أو مشاهدة الأغاني المصورة الجديدة على يوتيوب ورفع نسب مشاهدة الفيديوهات القديمة وحسب، بل تعمل مجموعة الإلف على القيام بمشاريع خيرية باسم ’سوبر جونير‘، والدعم المهني والنفسي لعضوات المجموعة وفريق سوبر جونير نفسه.

حيث تقوم مجموعة الإلف بجمع التبرعات لمساعدة الغير بمصر وبالعالم. فمثلاً بنهاية عام 2015 و2016 بمناسبة الذكري العاشرة والحادية عشر لترسيم الفريق، استطاع الإلف بفضل تبرعات المعجبين من 49 دولة بعام 2015 و 44 دولة بعام 2016 من بينهم مصر ببناء مدرستين باسم ’سوبر چونيور‘ بقرية ’تيوجولا‘ بجنوب مالي وقرية ’دومانيا‘ بجنوب غرب مالي غرب أفريقيا. مما يعكس قوة الترابط بين المشجعين حول العالم والعلاقات الطيبة برغم الاختلاف الثقافي.

واحتفالاً بالذكري الثالثة عشر عام 2018 مع مشروع حملة ياقوت، تبرع الإلف المصري والعربي لعلاج أطفال مرضي السرطان بالمعهد القومي الأورام بمبلغ 13.370 جنيها مصريا. كذلك اللعب مع 150 طفلا وتوزيع هدايا، مشروبات ووجبات خفيفة. وبالعام الماضي احتفالاً بعيد ميلاد العضو ’تشوي شيون‘ تحت شعار "مثل شيون كذلك الإلف" تم زيارة جمعية خيرية لرعاية الأيتام في مصر واللعب مع ما يقارب من 50 طفلا وتوزيع هدايا ومشروبات. إضافة إلى التبرع لمؤسسة ’معا لإنقاذ إنسان‘ تم التبرع بمجموعة من الأدوية المتنوعة لعلاج المعدة، الدوار، الكبد، السيولة ومجموعة مسكنات.

وليس هذا فقط بل، تشارك العضوات خبراتها المهنية ويساعدن بعضهن على إجاد الوظائف المناسبة. بالإضافة إلى المشاركة الوجدانية حيث إذا لاحظنا غياب إحدى الصديقات عن نشاطها المعتاد نسأل عنها. وفي حالات الوفاة، واجب العزاء حاضر، والفرحة مضاعفة بالأعراس والخطبات. إذا أنجبت إحدى الصديقات فتحتفل فتيات الإلف ونعتبرها ابنة للكل. الطالبات أثناء المرحلة الثانوية تشاركنا أحلامهن ورغباتهن. والأكبر سناً تشاركن خبرتهن مع هذه الكلية وسوق العمل بعد التخرج مما يسهل المهمة للفتيات. كذلك خطط تسهيل الدراسة تشجع على رفع الروح المعنوية. وإذا لاحظنا شعور أحد أعضاء سوبر چونيور ليس بخير لمواجهته تعليقات سيئة، صحته ليست على ما يرام نحاول قدر المستطاع كتابة تعليقات مشجعة والتواصل معهم من خلال تطبيقات خاصة بالفريق أو وسائل التواصل الاجتماعي. فكما نحصل على أغاني تشجعنا وتفرحنا يجب الاهتمام، واظهار الحب ودعم للفريق.

تعلمنا أيضًا ثقافة تقبل الآخر. فمثلاً بداخل المجموعة لسنا فقط مصريات فتوجد صديقتنا الغالية "دنيا زاد" التي نعتبرها مصرية برغم كونها جزائرية. كذلك توجد فتيات من سوريا والعراق. ومن الأشياء التي أحبها هو احتواء قائدتنا أميرة أو كما ندعوها "ميرا" فدائماً ما تذكرنا أننا واجهة للفريق وتصرفاتنا تعكس ثقافتنا وتربيتنا. لذا يجب الصمود حتى لو واجهنا تنمر أو ردود غير مستحبة من مشجعي الفرق المنافسة. كما تحرص على تذكيرنا بوجود فتيات قاصرات لذا نحرص على المحتوي المنشور وكلامنا.


صورة لبعض المراسلات الفخريات لكوريا.نت مجتمعات في إحدى المعالم السياحية بالقاهرة. (الصورة من المراسلة الشرفية مادونا يوسف)


ومن ناحية الأخرى، استطعنا كسب ثقة أولياء الأمور. فمصر تعتبر دولة محافظة ليست كل الأسر تسمح للفتيات بالسفر أو مقابلة الغرباء. ولكن بعد فترة من الصداقة عبر الإنترنت وافقت الأمهات وعرفن من هن هذا الفتيات. بعام 2018 أقيم مهرجان كي-بوب العالمي في مصر للسنة الخامسة على توالي والذي ينظمه المركز الثقافي الكوري بمحافظة بورسعيد. بالطبع ليس بالهين السفر كل هذا المسافة سواء من العاصمة أو من محافظات أخري لمجرد حضور فعالية. لكن بفضل ثقة الأهالي سافرت الفتيات وحظين بوقت رائع سواء للتشجيع أو لغرض السياحة الداخلية وزيارة المعالم المميزة المدينة وتناول الحلوى البورسعيدية اللذيذة. كذلك أصبحت هناك صداقات بين العائلات وتسافر البنات بالصيف سوياً أو تستضيف إحدى الفتيات صديقاتها بمنزلها لقضاء وقت مميز.

لم تقف ثقافة فاندوم عند هذا الحد، لكن جمعت المصريين المهتمين بكوريا بمختلف المجالات. فمثلاً نجد مجموعات لطلبة كلية الألسن قسم اللغة الكورية بجامعة عين شمس، وطلبة المركز الثقافي الكوري بمصر، دارسي اللغة الكورية والمهتمين بالثقافة بشكل عام، محبي الدراما الكورية، محبي كي-بوب إلخ. المميز في ذلك إن من الممكن ألا نعرف بعض ولم يسبق أن تقابلنا لكن يجمعنا شغف واحد "كوريا". لقد أصبحنا أشبه بمجتمع كامل متعلق بكل جوانب كوريا بداخل مصر. فليس بغريب تلقي رسالة من شخص خارج دائرة أصدقائنا يطلب معونة. فكم من المرات تلقيت رسائل من فتيات تسأل عن شيء أو تشرح لي شيئا سألت عنه ولم يعلم أحد سواهن.

ثقافة فاندوم وجدتها أيضاً في مراسلي كوريا.نت. عند انضمامي لفريق المراسلين سواء القسم العربي أو العالمي تصورت إني سأكون بمفردي أكتب مقالات وفقاً لأجندة، موضوعات جديدة تعجبني أو أغطي فعاليات وانتهى الأمر، بل فقد وجدت عائلة جديدة من مختلف محافظات الجمهورية. نخرج سوياً ونتناقش بمختلف أمور الحياة. حتى أمي -داعمتي الكبري- اعتادت تعاملي مع مجتمع محبي كوريا من المصريين وتسألني مازحة "من أي دائرة من الكوري هذه المرة؟".

اللطيف في الأمر عندما أشارك تجاربي وتكون إجابتي الفضل يعود لكوريا، يكون رد أصدقائي خارج دائرة كوريا: كالمتوقع! حتى صاروا يسجلوا اسمي على المحمول (مادونا كوريا). ولم لا؟ أليس من الممتع أن أكون مصرية الهوية كورية الهوى؟ كل يوم أتعلم الجديد من ثقافة كوريا الجماعية وأحاول نشرها بين المصريين. بالطبع توجد أشياء كثيرة بفضل دخولها لمصر ساهمت بنشر الثقافة الكورية بجانب ثقافة فاندوم. أتمنى بالمستقبل أن تُدَرَس اللغة الكورية بالمدارس المصرية كلغة أجنبية. هذا المقال هو جزء من تجربتي خلال ثمان سنوات ممتلئة بذكريات جميلة وتجارب مختلفة.


sarahoqelee@korea.kr


هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلونا الفخريون هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم

لكوريا وثقافتها.