المجتمع

2015.11.02

coffee_evolution_Korea_01.jpg

القهوة مصدر بهجة يومية للكثير من الناس هذه الأيام.


   البهجة التي يجدها الناس في القهوة لا يضاهيها شيء آخر.

ووفقا للتقارير التجارية التي أصدرها جهاز الجمارك الكوري يوم 25 أكتوبر الماضي، فإن واردات البلاد من حبوب البن ومنتجات القهوة ستسجل رقما قياسيا هذا العام، وقد سجلت 102 آلاف و500 طن قبل الربع الثالث من العام نفسه.

وكما هو واضح في الإحصائيات، فإن الكثير من الناس باتوا يعشقون تناول هذا المشروب الساخن الداكن، فبدأت متاجر القهوة تنتشر في شتى أنحاء البلاد على مدى السنوات القليلة الماضية.

ونظرا لأن أنواعا كثيرة من ماركات القهوة تتوافر حاليا بأسعار متنوعة، فإن تناول رشفة من الكافايين أصبح جزءا من عشاء كامل بالنسبة لكثيرين.

إلا أنه قبل مائة عام تقريبا، لم تكن القهوة للحشود الكبيرة، فبالعودة إلى ما بعد عام 1890، كان أصحاب المنازل الملكية فقط هم الذين يستمتعون بها، وبخاصة ما يطلق عليه اسم "كي كيوبي" بالكورية، والذي كان يطلق عليه اسم "كابي".

وكان الملك سيجونج (من 1852 إلى 1919) قد استمتع بهذا المشروب، وإذا كان التاريخ مؤشرا على شيء، فإنه يمكن القول إنه عندما لجأ الملك كوجونج إلى السلطات الروسية في عام 1896 وفي عام 1897، ارتشف القهوة للمرة الأولى، وعندما عاد إلى قصره في عام 1897، لم ينس الملك أبدا مذاق القهوة، ومنذ ذلك الحين وهو يستمتع بالقهوة.

coffee_evolution_Korea_04.jpg

ما يسمى بـ"خليط القهوة" أو "كوفي ميكس"، عبارة عن عبوة من البن المخلوط بالسكر ومسحوق الكريمة، ويعشقه هواة القهوة الذين يفضلون تناول القهوة بالسكر والحليب أكثر من القهوة الداكنة.


وكانت القهوة، وهي متعة يستمتع بها أصحاب المزاج فقط، قد بدأت تصل إلى الناس العاديين في أوائل القرن العشرين، وفي ذلك الوقت بدأت محلات القهوة، التي يطلق عليها "دابانجز"، تفتح مشروعات لها في مختلف أنحاء البلاد.

ولكن، بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية من 1939 إلى 1945 في شرق آسيا، اضطرت معظم محلات الدابانج للقهوة إلى إغلاق أبوابها، ومع نهاية الحرب، بدأ الجنود الأمريكيون يستقرون في كوريا، وبدأت القهوة تتحول إلى جزء أساسي من أجزاء التعيينات المخصصة للمجندين، مما ساعد على انتشارها بين الناس العاديين.

وحتى السبعينيات من القرن الماضي، كان يتم تقديم القهوة عادة إلى الضيوف في المنازل، وفي الثمانينيات، غزت الأسواق منتجات القهوة المخلوطة، مثل عبوات القهوة المخلوطة بالسكر ومسحوق الكريمة، والتي يسهل إعدادها في الماء الساخن، وبدأت ماكينات صناعة القهوة تنتشر في الشوارع، وبذلك، زادت عادة احتساء القهوة.

وفي أواخر التسعينيات من القرن الماضي، ظهرت محلات بيع القهوة في أماكن كثيرة بكوريا، وحققت متاجر القهوة الأجنبية ذات الماركات الشهيرة مثل ستارباكس نجاحا في التوغل إلى الأسواق المحلية.

وبعد أكثر من مائة عام من تقديمها للمرة الأولى، أصبحت القهوة تمثل واحدة من المشروبات المفضلة لدى الناس، ولا يستطيع الكثير من العمال تفويت عادة تناول فنجان من القهوة بعد كل وجبة.

ولهذا السبب، بدأت الأحياء التي توجد فيها مقرات شركات ومصانع تمتليء أيضا بمتاجر القهوة.

coffee_evolution_Korea_02.jpg
coffee_evolution_Korea_03.jpg

معدات طحن القهوة يسعى كثير من الناس لاقتنائها سواء في المنازل أو في أماكن العمل، وهواة القهوة يستمتعون باحتسائها بأدوات خاصة، فأولا، يمكن طحن البن باستخدام مطحنة كما تبدو في الأسفل، ثم استخدم فلترا أعلى الفوهة - في الأعلى - واسكب ما يتم طحنه في الماء الساخن ببطء.



ووصت كوريا الآن إلى نقطة أصبحت معها قادرة على ابتكار ماركات منتجات القهوة الخاصة بها، مثل كافي بيني وإيديا كوفي، بل وبدأت أيضا في تصدير هذه الماركات إلى الأسواق العالمية، من بينها الولايات المتحدة وروسيا.

وعلى وجه الخصوص، سجلت مبيعات "فريما"، وهي مسحوق بن بالكريمة والسكر من إنتاج رائد تصنيع القهوة الكورية "دونج سوه"، 53 مليون دولار العام الماضي، أي ما يعادل 62,1 مليار وون كوري.

ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 60 مليون دولار، أي ما يعادل 70 مليار وون كوري، هذا العام.

وسوف تسعى صناعة البن الكورية، التي لم تصل حتى الآن سوى إلى أسواق جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى وروسيا، إلى توسيع أعمالها لتصل إلى أفريقيا والشرق الأوسط قبل نهاية العام الحالي أو أوائل العام الحالي.

وقد بلغت الأعمال التجارية المرتبطة بالقهوة في كوريا مستوى يتم معه استيراد حبوب البن من مختلف أنحاء العالم، وتحميص الحبوب محليا، وبعد ذلك إعادة تصدير الحبوب ذات النكهات إلى عشاق القهوة في شتى أنحاء العالم.

بقلم :

سوهن جي آي

كوريا دوت نت

الصور من : سوهن جي آي ووكالة يونهاب للأنباء ونسكافيه

jiae5853@korea.kr