افتتح المؤتمر الدولي للرياضيات ICM الذي يعرف عادة باسم "أوليمبياد الرياضيات" في سيول يوم 13 أغسطس بالإعلان عن فوز ثمانية علماء بجوائز المؤتمر.
ويعتبر كل من : الباحث أرتور أفيلا من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي ، والبروفيسور مانجول بهارجافا من جامعة برينستون ، والبروفيسور مارتن هيرر من جامعة وورفيك ، والبروفيسورة مريم ميرزاخاني من جامعة ستانفورد ، هم الذين حصلوا على جوائز فيلدز ميدال ، التي تعد أرقى جوائز الرياضيات في العالم.
وقد حصل البروفيسور سوبهاش خوت من جامعة نيويورك على جائزة نيفانلينا تقديرا لإسهاماته الرائعة في الكثير من الأشكال الرياضية لعلوم المعلومات.
وحصل البروفيسور ستانلي أوشر من جامعة كاليفورنيا على جائزة جوس لتأثيره الكبير على الرياضيات التطبيقية ، بينما حصل فيليب جريفيث المدير السابق لمعهد الدراسات المتقدمة في برينستون على جائزة تشيرن ميدال تقديرا لبحثه الهندسي الذي كان له أثر عظيم في مجال الرياضيات.
وبعد حفل توزيع الجوائز ، عقد الفائزون مؤتمرا صحفيا.
وفيما يلي أبرز التعليقات التي قالها كل من هؤلاء العباقرة بعد حصوله على جائزته :
الباحث أرتور أفيلا من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي :
أفيلا : حصلت على درجة الدكتوراة من البرازيل ، وعلى مدى عقدين ، كان هناك عدد من الرياضيين الرائعين في هذا البلد ، وهذه الجائزة التي حصلت عليها ستزيد من وعي الناس بفكرة أن الرياضيات دراسة مليئة بالحياة ، كما أنها ستكون فرصة للعالم للتعرف على المستويات الرفيعة للرياضيات البرازيلية.
وقد سئلت أيضا خلال المؤتمر عن قدرة بلادي في الرياضيات مقارنة بقدراتها في كرة القدم ، ولكنني لن أجيب على هذا السؤال ، فكوني رياضيا أمر جيد تماما مثل أن أكون لاعب كرة قدم ، وسوف يكون لنا دور عظيم في اللعب في المؤتمر الدولي للرياضيات خلال أربع سنوات.
الأستاذ مانجول بهارجافا من جامعة برينستون :
الفضول الذي يقود إلى تنمية الرياضيات :
بهارجافا : كانت ودودة دائما للغاية عندما أجابت على أسئلتي ، وألهمتني بأن أحافظ على محاولاتي لتحقيق اكتشافات رياضية.
ولكي تقدم نموذجا لفضولي ، أردت أن أتبادل معكم قصة شخصية للغاية من فترة طفولتي.
ففي أحد الأيام ، وعندما كنت في السوبر ماركت ، رأيت البرتقال مرصوصا على شكل هرم ، وسألت نفسي : "لماذا"؟ واشتريت حقيبة من البرتقال ، وفي المنزل ، رتبتها بطرق مختلفة ، بكل الطرق المختلفة التي كنت أعرفها.
فالاهتمام بالأجزاء الأصغر من حياتك هو أفضل طريقة للتعود على الرياضيات ، ومن الممكن أن تكون نقطة البداية لك في هذا الصدد هو السبب الافتراضي.
الأستاذة مريم ميرزاخاني من جامعة ستانفورد :
ميرزاخاني : شاركت في أوليمبياد الرياضيات وهو ما جعلني أفكر في المشكلات الأصعب ، واستمتعت بتحدي قدراتي بمشكلة صعبة ، وفي النهاية نجحت في حلها.
وربما تبدو إجابتي تقليدية بعض الشيء ، ولكن الحقيقة أن الوسيلة الوحيدة للتعود على الرياضيات هي أن تركز كل انتباهك على المنطقة التي تهتم بها ، فهذا أسهل بكثير للوصول إلى دراساتك عندما تطرح تساؤلات لا تنتهي ، وسؤال "لماذا" كثيرا مثل الأطفال.
أول امرأة على الإطلاق تفوز بجائزة فيلدز ميدال :
ميرزاخاني : أشعر بالفخر الكبير ، فالرياضيات مفيدة لتنمية العلوم والتكنولوجيا ، وتوجد العديد من الطالبات اللاتي يدرسن الرياضيات هذه الأيام ، ولكن الأمور كانت مختلفة قبل سنوات قليلة من الآن.
فالفرص المحدودة للنساء لتعلم الرياضيات جعلت الأمر أكثر صعوبة في إفراز فائزات من السيدات.
وأنا متأكدة من أنه ستكون هناك سيدات أكثر في السنوات المقبلة قادرات على الفوز بهذا النوع من الجوائز.
والجزء الأكثر أهمية في تعليم الرياضيات هو تنشئة الثقة في النفس.
فمعظم الناس لديهم مواهب وقدرات إبداعية ، ومن الضروري تدعيم الثقة لدى هؤلاء ، ومنحهم الفرصة للكشف عن مواهبهم.
يجب أن يكون لديك الإيمان بالقدرة على فعل ذلك.
الأستاذ سوباش خوت من جامعة نيويورك :
خوت : سنحت لي فرص عديدة للتعرف على العلوم ، وكان لدي الكثير من الأطباء في عائلتي ، وكان عندي أيضا كتب ممتعة عن الفيزياء والكيمياء في منزلي.
وكانت أوليمبياد تورونتو عام 1995 ذات تأثير كبير علي في حياتي ، فكما أتذكر ، كتا أجلس بالقرب من مريم ميرزاخاني كما أنا أجلس الآن.
سحر الرياضيات كما يراها أحد العباقرة :
الأستاذ مارتن هيرر من جامعة وورفيك :
هيرر : أعجبني أن الرياضيات يمكن أن تثبت أشياء يتعامل معها الناس بفضول.
وسيبقى للأبد استخدام النظرية والبيانات والدليل والحل للمشكلات ، وهذا الاستمرار هو ما يجعل الرياضيات تختلف عن غيرها من العلوم الأخرى مثل الفيزياء أو الأحياء.
فالنظرية الرياضية التي تم الكشف عنها قبل ألفي عام لا تزال قائمة حتى يومنا هذا ، فهي فور أن تم إثباتها لا تختفي أبدا.
وإذا انجذبت إلى هذا الجزء من الرياضيات ، سيكون بمقدورك الاشتراك بصورة أعمق مع أبحاثك.
فيليب جريفيث المدير السابق لمعهد الدراسات المتقدمة في برينستون :
جريفيث : أريد أن أؤكد على شيئين إذا كنت تريد أن تفهم الرياضيات ، فأولا ، عليك أن تفهم أنه يوجد نوع من الجمال داخل الرياضيات ، وعليك أن تلقي بعينك عليها باعتبارها فنا ، وثانيا ، عليك أن تعرف كيف تستخدم الرياضيات في الحياة اليومية ، فهي أمر غير مرئي ، ولكنه قائم ، ويحيط بنا، فهي في حياتنا اليومية ، وموجودة في الاقتصاد والتكنولوجيا والرعاية الصحية ، وكذلك في الأزياء والموضة وتصميم السلع.
مثل هذا التفكير سيسهل على الجمهور العادي فهم الرياضيات.
هيرر : من المهم التخلص من الصورة النمطية عن الرياضيات التي تقول إنها صعبة أو معقدة.
ويمكنك التفكير في الكثير من الأفكار والمسائل الرياضية في أي وقت وفي أي مكان.
فعلى سبيل المثال ، يمكنك التعامل مع أسئلة وأنت تستمع إلى الموسيقى أو وأنت تطهو الطعام ، وبعد ذلك تجد إجابة عليها في حياتك اليومية.
وقد كنت مهتما دائما بالأسطح والمساحات ، فمثلا ، أنا دائما أبقي عيني على اتجاه الكرة التي ركلتها ، وأسأل نفسي ما هو المسار الذي ستتخذه ولماذا ، ولذلك بدأت أهتم بالتعرف على كل سطح يمكن للكرة أن تلمسه ، ووجدت أن الأمر مدهش أن ترى أن الكرة التي تلمس زوايا مختلفة يمكن أن تخلق منظورا متعددا من الحركة.
إنجريد دوبيتشيز من IMU :
دوبيتشيز : يمكن مقارنة علماء الرياضيات برياضيي الأوليمبياد ، فالرياضيون يحتاجون إلى بذل الكثير من الجهد الذي يفوق خيالنا ، إلا أنك إذا لم تكن رياضيا في الأوليمبياد يمكنك أن تستمتع بالرياضة ، وبالطريقة نفسها ، فإنك في الرياضيات لست عبقريا ولا مشاركا في البحث المتخصص ، ولكنك مع ذلك ما زلت قادرا على الاستمتاع بالرياضيات.
المؤتمر الدولي للرياضيات في سيول أصبح فرصة للتفكير في التحديات :
بارك هيونج جو رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدولي لعلماء الرياضيات :
بارك : أحد أهم الأسباب وراء إقامة هذا الحدث في سيول هو أن كوريا بعثت برسالة مهمة إلى العالم تقول : "أنتم تستطيعون".
وعندما انضمت كوريا إلى الاتحاد الدولي للرياضيات IMU عام 1981 ، نشرت ما يقرب من ثلاث أطروحات أكاديمية سنويا ، واليوم ارتفع العدد ليصل إلى أكثر من ألف ، لتصبح كوريا في المركز الحادي عشر عالميا في هذا المجال.
إلا أنه ما زال هناك شك في إمكانية أن يكون هذا النمو متزامنا أيضا مع ارتفاع في الجودة أم لا.
ومن أجل هذا التطور ، يجب على الباحثين والدارسين التحلي بالشجاعة من أجل تكريس جهودهم لمزيد من المهام الصعبة ، حتى وإن استغرق هذا الأمر وقتا أطول لانتظار أي نتيجة.
ويجب أيضا تقبل أخطائهم وتأخرهم بشكل لطيف ، وتفهم ذلك.
وبمناسبة عقد المؤتمر الدولي لعلماء الرياضيات ، أتمنى أن أرى باحثين شجعان وأقوياء يستطيعون تحدي أنفسهم في المستويات الأكاديمية الأعلى.
بقلم :
واي تاك هوان ولي سيونج آه
كوريا دوت نت
whan23@korea.kr