الشعب

2014.04.02

استيقظت فتاة اسمها "يوجين" ذات مرة في ليلة شتوية ونظرت من النافذة ، ثم عادت إلى فراشها من جديد ، ولكنها نهضت بعد ذلك وبدأت تنظف غرفتها ، ثم وجدت "طفلا رمليا" صغيرا يجلس داخل علبة كبريت أسفل فراشها. كانت هذه هي مقدمة كتاب "طفل الرمال" المصور لجونج يومي الفائزة بجائزة راجاتسي في بولونيا لعام 2014 في فئة "نيو هورايزون" بمعرض بولونيا لكتب الأطفال لعام 2014.

볼로냐 국제아동도서전에서 대상을 수상한 정유미 작가의 ‘먼지아이’의 삽화. (컬쳐 플랫폼 제공)

صورة من "طفل الرمال" ، وهو كتاب للأطفال كتبته جونج يومي الفائزة بجائزة راجاتسي "نيو هورايزونز" الجديدة في بولونيا. (الصورة من كالتشر بلاتفورم).


وفي فئة الآفاق الجديدة "نيو هورايزونز" ، تهتم جائزة راجاتسي في بولونيا بأدب الأطفال المصور والذي يحتوي على تصميمات تحريرية من العالم غير الغربي ، بحيث تكون لها قيمة أدبية عالية.

وكتاب "طفل الرمال" كتاب مصور قائم على فيلم قصير للرسوم المتحركة يحمل الإسم نفسه صنعته جونج في عام 2009.

وتم توجيه الدعوة إلى الفيلم للمشاركة في أمسية المخرجين في مهرجان كان السينمائي الدولي عام 2009.

وأشاد المخرج بارك تشان ووك صاحب "الولد الكبير" عام 2003 بالفيلم القصير بقوله إن عمل "طفل الرمال" عمل مهم رفع مستوى واسم الرسوم المتحركة الكورية.

ولا توجد نصوص في هذا الكتاب ، إذ تستخدم جونج عملها الفني لإظهار الشخصية الرئيسية "يوجين" التي تجد وتقبل وجود طفل الرمال الصغير في منزلها ، فتجده على مائدة الملابس وتحت مائدة العشاء وفي الحمام وحتى داخل كأس الشاي ، وذلك أثناء قيامها بالتنظيف.

وتحاول يوجين التعامل مع هذا المخلوق البشري الصغير جدا ، ولكنه يحتفظ بنفسه بعيدا عنها ، حتى على الرغم من أنه يعرف أنها اكتشفت وجوده بالفعل.

정유미 작가는 주인공이 청소를 하는 동안 화장대, 식탁 밑, 욕실 구석 등 집안 곳곳에서 먼지아이를 발견하는 과정을 흑백의 연필 드로잉으로 섬세하게 표현했다. (컬쳐 플랫폼 제공)

الكتاب يستخدم رسومات بالقلم الرصاص لتصوير كيفية عثور يوجين على طفل الرمال في منزلها ، سواء على مائدة الملابس أو تحت مائدة العشاء أو داخل الحمام. (الصورة من كالتشر بلاتفورم".


‘먼지아이’ 책 표지 (컬쳐 플랫폼 제공)

غلاف كتاب "طفل الرمال" لجونج يومي الفائزة بجائزة راجاتسي نيو هورايزونز في بولونيا لعام 2014 في معرض بولونيا لكتب الأطفال. (الصورة من كالتشر بلاتفورم).



정유미 작가 (컬쳐 플랫폼 제공)

جونج يومي مؤلفة كتاب "طفل الرمال". (الصورة من كالتشر بلاتفورم).


وبعد الانتهاء من التنظيف ، ترتب يوجين المائدة لتأكل ، فتجد طفل الرمال يأكل الأرز داخل الآنية ، وهو ما يجعلها هي الأخرى تمسك بآنية أخرى من الأرز لنفسها لتبادل وجبة مع الطفل الصغير.

وقالت لجنة تحكيم معرض الكتب الدولي : "هذه القصة القوية البصرية الصامتة في صيغة كتاب تعد شكلا من أشكال الأفلام السينمائية للرسوم المتحركة ، فهي تتضمن الصور بالأبيض والأسود التي تروي قصة حياتية تبدو عادية ولكنها مليئة بالتفاصيل المكثفة ، وتضم وصفا للحظات ضيقة من الوقت في الكثير من الصفحات ، وتتباطأ لدرجة التوقف التام ، مع جذب الانتباه إلى أكثر المواد والموضوعات المهمة في حياة كل واحد منا.

وقالت اللجنة أيضا إن هذا الكتاب "عمل يعكس الطموح الإبداعي الاستثنائي".

وتعتبر جائزة راجاتسي بولونيا التي بدأت منذ عام 1966 ويطلق عليها اسم "جائزة نوبل للكتب المصورة" أعلى جوائز العالم في مجال كتب الأطفال.

وفي كل عام ، تمنح لجنة التحكيم الدولية في معرض الكتاب الجوائز في أربع فئات هي : الخيال العلمي وغير الخيال العلمي والآفاق الجديدة والبريما أوبرا ، وهذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها مؤلفة كورية على جائزة عن الكتابة والرسم معا ، والمرة الثالثة التي يحصل فيها كتاب مصور منشور في كوريا على الجائزة الكبرى.

وفي عام 2011 ، حصل كتاب الأطفال "منزل العقل : ماوم" للمؤلف الكوري كيم هي كيونج الصادر عن دار تشانج بي للنشر على جائزة في فئة غير الخيال العلمي ، وقد كتب هذا الكتاب كيم والصور فيه من إيونا تشميليفيسكا من بولندا.

وفي عام 2013 ، حصلت قصة "عيون" لدار تشانج بي للنشر لإيونا تشميليفيسكا على جائزة في فئة الخيال العلمي.

وأجرى موقع كوريا دوت نت مؤخرا مقابلة عبر البريد الإليكتروني مع جونج التي عادت لتوها من كوريا بعد تلقي جائزة راجاتسي في بولونيا بإيطاليا ، وذلك للحديث عن كتابها وعن خططها المستقبلية.

 سؤال : ماذا كان شعورك عندما حصلت على جائزة راجاتسي في بولونيا ، على الرغم من أنك لم تكوني تعرفين شيئا عن هذه الجائزة عندما ألفت الكتاب؟
لم أكن أتوقع هذا أبدا ، وككاتبة ، أشعر بالسعادة لأن الناس يمكنهم الاستمتاع بعملي ، فهذا هو ما يمنحني الكثير من القوة ، وسأكون سعيدة للغاية إذا نجحت في إنتاج المزيد من الأعمال الفنية وفي لقاء القراء دائما من خلال الفن الذي أقدمه.

سؤال : لماذا ظل طفل الرمال محافظا على وجود مسافة بينه وبين يوجين؟ لمذا كان يتجنبها دائما؟
أعتقد بأنه ربما كانت الشخصية الرئيسية لم تحبه ، فلم تمسحه أثناء التنظيف ، ولهذا ، كان طفل الرمال قادرا على البقاء معها بدلا من الاختفاء في مكان ما ، وفي النهاية ، تناولت يوجين الطعام سويا معه ، وهو ما يعني أن الفتاة قبلت في النهاية التعيش المشترك معه ، ولهذا ، أعتقد بأن طفل الرمال لن يتجنبها في المستقبل.

سؤال : من وجهة نظر الطفل ، ربما يكون هناك فضول لمعرفة السبب وراء ظهور طفل الرمال عاريا على الدوام ، هل يمكنك تفسير السبب؟
أعتقد بأن الملابس تحتوي على الكثير من ملامح الشخص التي يرتديها وكذلك تعبر عنها ، وفي "طفل الرمال" حاولت أن أعبر عن وجود الشخصية الرئيسية بنفسها عبر استثناء بعض العناصر الرمزية.

سؤال : في الصفحات الأخيرة من الكتاب ، تعثر الشخصية الرئيسية على طفل الرمال يأكل الأرز داخل الآنية ، ولذلك أمسكت بآنية أخرى من الأرز لكي يتمكنا من الأكل سويا ، فما الذي كنت تقصدينه من هذا الجزء؟
الناس لديهم جوانب متعددة ، فيمكنهم بسهولة قبول بعض هذه الأشياء ، ولكن ليس كل الملامح الداخلية ، وأعتقد بأننا أيضا نحتاج إلى أن نعرف ونحب كل جانب من أنفسنا ، حتى ولو كان من الصعب قبول أي منهم.

وبهذا المعنى فإن الشخصية الرئيسية وطفل الرمال يأكلان سويا ، وقد حاولت أن أعبر رمزيا بذلك عن الكيفية التي قبلت بها الفتاة في النهاية التعايش المشترك مع جانبها الداخلي حتى وإن كانت قد وجدت صعوبة في معرفته.

سؤال : طفل الرمال يبدو متشابها مع الشخصية الرئيسية ، هل تقصدين أن تقولي إنه النفس الأخرى من الفتاة؟ أو منك أنت؟
وضعت شخصية طفل الرمال كرمز بديل للفتاة ، وقد رسمت له شخصيته الداخلية ، وهو ما يجد البعض معه صعوبة في قبوله ، تماما مثل طفل الرمال.

سؤال : من أين جئت بالدفاع الذي أوحى لك بإنتاج "طفل الرمال"؟
جاءت لي الفكرة من خلال كون التنظيف جزءا من حياتي اليومية ، فوجدت أن عملية التنظيف هذه ممتعة كثيرا ، فهو نشاط بدني ، ولكنه يؤثر كثيرا أيضا على نفسية الإنسان ، فالتنظيف نشاط بدني بسيط ولكن هذا النشاط البدني يحدث تغييرا نفسيا بعد القيام به ، ومن خلال هذا الاتجاه ، ومن خلال خبرتي الشخصية ، فكرت في أن التنظيف يمكن أن يكون له معنى كبير لا يمكن تجاهله في حياتي.

سؤال : كل الصور الموجودة في الكتاب مرسومة بالأبيض والأسود بالقلم الرصاص ، فهل يوجد سبب وراء تمسكك بالقلم الرصاص؟
أستمتع أكثر باللون الأسود التفصيلي وبرسومات القلم الرصاص الأبيض ، فرسومات القلم الرصاص تظهر صورا واقعية ، وأعتقد بأن عملية الرسم بالقلم الرصاص أيضا تخلق رقة فريدة ومذاقا فريدا.

سؤال : ما الذي جعلك تدخلين عالم الرسوم المتحركة وأدب الأطفال؟
أحب الكتب المصورة منذ الصغر ، وما زلت أحبها ، ولذلك ، فإنني من الطبيعي أن أنتج كتابا مصورا وأنا أعد "طفل الرمال" بالرسوم المتحركة ، فهذا الكتاب يعد بالنسبة لي مثل مقال مصور أو رواية مصورة ، وأنا سعيدة بلقاء الأطفال ، باعتبار أن هذا الكتاب يعد من أدب الأطفال.

سؤال : ما هي أكثر الأفلام السينمائية للرسوم المتحركة أو كتب الأطفال التي أعجبتك؟
أحببت "وير ذا وايلد ثينجز آر" ، فالطريقة التي تم بها تحويل الكتاب إلى فيلم أعجبتني كذلك ، والكتاب يحتوي على قصة بسيطة ، ولكن عندما تم تحويله إلى فيلم ، أصبح قصة ممتدة بمزيد من الشخصيات ، ووجدت الأمر ممتعا ، إذ كيف تتحول فكرة صغيرة إلى قصة ثرية كهذه.

سؤال : ما الذي تريدين الكتابة عنه في كتابك المقبل؟
أعمل حاليا في كتابة قصة رسوم متحركة قصيرة اسمها "ذا باذر" ، ففي هذا الفيلم ، تلتقي الشخصية الرئيسية مع "داخلها" وتحبها ، وعندما أنتهي من هذه القصة ، أخطط لوضع كتاب مصور لقصة فيلم سينمائي آخر للرسوم المتحركة بعنوان "ديت بلاي" والذي كنت قد كتبته العام الماضي ، كما أخطط أيضا لعدد من الكتب المصورة المتنوعة.

سؤال : ما الذي تريدين أن تفعليه في المستقبل؟
أريد أن أقدم عملا فنيا عن الأسئلة التي يسألها الناس في حياتهم وكيف يجدون إجابات عليها ، وأتمنى أن يتمكن الناس من تبادل شيء ثمين في عملية العثور على هذه الإجابات ، وتبادل ما يكتشفونه مع آخرين.

سؤال : ما الذي يعنيه أدب الأطفال والرسوم المتحركة بالنسبة لك؟
دائما أجد الأمر ممتعا أن أشاهد الأطفال كيف يلعبون ويمثلون ، فعملية التمثيل تستخدم مخيلتهم ، وهو ما يلهم عملي الإبداعي ، ولهذا ، فإن إمكانية التواصل مع الأطفال ستقودني في اتجاه مهم في أعمالي المستقبلية.


بقلم :

يون سوجونج

كوريا دوت نت

arete@korea.kr