هذه الأيام ، نشاهد معظم الطلاب الذين يستخدمون وسائل المواصلات في الصباح وهم منهمكون في استخدام هواتفهم المحمولة الذكية.

والسبب في ذلك أنهم يقرأون قصصا كوميدية ، أو التي يطلق عليها اسم "ويب تونز" الكوميدية التي يتم تحديثها على الإنترنت لحظة بلحظة.

ويتعين على هؤلاء الانتهاء من قصص اليوم الكوميدية قبل لقاء أصدقائهم ، حتى تكون هذه القصص واحدة من الموضوعات التي سيتحدثون عنها في ذلك اليوم.

وينطبق الأمر كذلك على الكبار ، فمؤخرا ، نالت مجموعة من القصص الكوميدية المصورة عبر الإنترنت شعبية كبيرة بين الموظفين ، مثل "ميساينج" و"جوس إليكتريك" ، فقد مست هذه القصص اهتمام هذه الفئة من الموظفين عبر تصوير مدى الصعوبات والمشكلات التي يواجهها هؤلاء الموظفون الذين يطلق عليهم أصحاب الياقات البيضاء.

وبهذه الشعبية المتفجرة ، أصبحت هناك عادة أيضا بين ملايين من سكان المدن تتمثل في قراءة هذه القصص الكوميدية المصورة وهم في طريقهم من وإلى أماكن أعمالهم.

مجموعة من القصص الكوميدية المصورة على الإنترنت والتي اكتسبت شعبية كبيرة بين الموظفين ، ومن بينها "ميساينج" – إلى اليسار – و"جوس إليكتريك" – إلى اليمين.

واليوم ، يبدي المجتمع الكوري حبا كبيرا للويب تونز.

ويجتذب موقع نافر ، أكبر محرك للبحث في كوريا ، العدد الأكبر من محبي الويب تونز ، إذ يستقطب 6,2 مليون قاريء يوميا و17 مليون قاريء شهريا.

وتقدم نافر ويب تون قصصا كوميدية مصورة عبر الإنترنت منذ عقد كامل ، وتحديدا منذ يونيو 2004.

وعلى مدى سنوات ، شددت من شروطها المسبقة للنشر ، فعلى سبيل المثال ، بدأت تشترط أن يتم تحديث المحتوى في تواريخ محددة كل أسبوع ، وكذلك إتاحة الفرصة أمام القراء الذين يجيدون البرمجة لنشر كارتوناتهم الخاصة.

واليوم ، توجد ما يقرب من 520 قصة كوميدية مصورة منفصلة على الإنترنت تم نشرها في قسم ويب تون بمحرك البحث نافر.

ووراء شعبية ويب تونز الممتدة لعقد كامل ليس فقط العدد الكبير من المواد المنشورة أو القصص الجيدة ، فهناك أيضا سرعة النشر والمزج بين الفن التقليدي والتكنولوجيا في إنتاج القصص الكوميدية ، فكل هذه الأمور لعبت دورا مهما في زيادة شعبيتها وشهرتها.

وتتحدى شركات الإنترنت المحلية الآن نفسها من أجل البحث عن طرق لها في الأسواق العالمية بهذه القصص الكوميدية ذات الشعبية الكبيرة.

وقال كيم تشانج وون الرئيس التنفيذي لشركة تاباس ميديا : "كل من رسامي الكارتون والقراء العالميين معجبون للغاية بسرعة الويب تونز الكورية ، فهم يبدون مندهشين إزاء مشاهدة رسامي كارتون كوريين ينتجون نسخة أسبوعيا ، وفي كل واحدة منها أكثر من 70 لوحا".

وفي حقيقة الأمر ، فالتحديث المستمر هو أحد أكثر العناصر التي يجب الحرص عليها لإرضاء جمهور الكارتون عبر الإنترنت ، وهو ما يمكن ببساطة ترجمته إلى نجاح عالمي للويب تونز الكورية.

وفي 23 يونيو ، ألقى راديو فرنسا الدولي RFI الضوء على معرض بعنوان "أول ويب تون" الذي استضافته المكتبة الوطنية الكورية من 27 مايو الماضي ويستمر حتى 24 أغسطس المقبل.

وأشارت المحطة الفرنسية إلى أن العنصر الرئيسي وراء نجاح القصص الكوميدية الكورية هو البنية الأساسية الممتازة على الإنترنت لكوريا ، والمعدل العالي لانتشار الهواتف المحمولة الذكية في البلاد.

فانتشار الإنترنت السريع والتكنولوجيا المتقدمة على الإنترنت يسمحان للقراء بتصفح هواتفهم لمشاهدة هذه القصص.

وفي العديد من الأرضيات الأخرى ، يضطر القراء إلى تصفح الصفحة التي تحتوي على كارتون رقمي من اليسار إلى اليمين ، وذلك بسبب بطء سرعات الاتصال ، بينما التصفح إلى أسفل يمكن أن يوفر مزيدا من الفضول والإثارة.

وتتمتع قصص الويب تونز التي لا تحتوي فقط على طرق تصفح رأسية ، بالكثير من مقومات الجذب لمحبي القصص الكوميدية في العالم ، وأبرزها الرسوم المتحركة المضيئة والألوان الجذابة.

نسخة ويب تون من "سيكريتلي جريتلي" تم تحويلها إلى فيلم سينمائي – إلى اليسار – في عام 2003.

وكانت قصص الويب تونز الكورية قد نالت بالفعل اهتماما كبيرا في مختلف أنحاء العالم.

ففي أكتوبر الماضي ، أقامت نافر ويب تون معرضا على هامش معرض فرانكفورت للكتاب في ألمانيا اجتذب أكثر من 20 ألف زائر والعشران من الشركات التي أبدت اهتمامها بالحصول على حقوق النشر لبعض من قصص نافر الكوميدية المصورة.

وفي شهر يوليو الحالي ، أطلق موقع "نافر" خدمة "لاين تون" ، وهي خدمة تمزج بين الويب تونز وبين الدردشة ، عبر استخدام برنامج "لاين" للدردشة عبر نافر ، وهو عبارة عن تطبيق اتصالي يسمح للعملاء بالقيام بمكالمات صوتية مجانية وبإرسال رسائل نصية أيضا.

كما يخطط نافر أيضا للتوغل في أسواق أمريكا الشمالية بالمشاركة مع تاباس ميديا التي يوجد مقرها في الولايات المتحدة.

ولتحقيق ذلك ، يدرس نافر الملامح المتنوعة للميول الثقافية والجماهيرية في كل سوق مستهدفة.

كما تعمل الحكومة الكورية هي الأخرى على الترويج لصناعة الويب تون ، فقد أعلنت مؤخرا عن خطة طويلة المدى للمساعدة في تطوير ودعم مثل هذه الصناعات الإبداعية ، ومن المقرر أن يتم تنفيذها من 2014 إلى 2018.

وإجمالا ، فالويب تونز تعد شيئا يمكنه خلق قيمة تجارية أعلى.

وبالإضافة إلى القصة والحوار في هذا الكارتون ، فإن هناك خطوطا تجارية أخرى يمكن أن تشهد تطويرا مثل صناعة وتصميم النماذج والشخصيات ، والأفلام السينمائية ، والمسلسلات التليفزيونية.

ومثل هذه الممتلكات الثقافية الإبداعية التي يطلق عليها اسم "المصدر الواحد المتعدد الأغراض" تمثل شريان الحياة الرئيسي للعديد من الفنانين والمصممين العاملين في مجال القصص الكوميدية.

فبعد عشر سنوات من العمل القوي والنمو الذي أعقب ظهورها ، أصبح بإمكاننا الآن مشاهدة مدى تأثير انتشار الويب تونز في أنحاء الصناعات الإبداعية الأخرى.

بقلم :

لي جونج روك ولي سيونج آه

كوريا دوت نت

jeongrok@korea.kr