أصبحت قلعة نام هان سان سيونج الجبلية الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب سيول قاب قوسين أو أدنى الآن من دخول قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي.
ففي 25 أبريل ، أوصى المجلس العالمي للآثار والمواقع ICOMOS ، وهو هيئة استشارية في مركز التراث العالمي التابع لليونسكو ، بإدراج القلعة إلى القائمة.
وتعني توصية المجلس في معظم الحالات إضافة الموقع بالفعل إلى قائمة التراث العالمي التي تصدرها اليونسكو.
وسوف يتم الإعلان عن القرار النهائي في الجلسة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي في العاصمة القطرية الدوحة في منتصف يونيو المقبل.
وإذا أضيفت القلعة إلى القائمة ، ستصبح الموقع الكوري الحادي عشر الذي يتم إدراجه في قائمة التراث العالمي.
ووفقا لما ذكرته إدارة التراث الحكومي التابعة للحكومة ، فقد استوفت القلعة معيارين من بين المعايير المطلوبة لدخول قائمة التراث العالمي.
في الأعلى : البوابة الشرقية ، والبوابة الغربية ، وجدار قلعة نام هان سان سيونج. (تصوير : جون هان).
فأولا ، استوفت معيار اليونسكو الذي يقول إنه يتعين على الموقع "أن يعبر عن تبادل مهم بين القيم البشرية على مدى فترة من الزمن أو في إطار منطقة ثقافية من العالم ، وعن تطور مستوى الهندسة المعمارية أو التكنولوجيا أو الفنون الأثرية أو في تخطيط المدن أو التصميمات الفنية للمناظر الطبيعية".
وثانيا ، يجب أن تكون القلعة "نموذجا رائعا يعبر عن نوع من المباني أو المجمعات المعمارية أو التكنولوجية أو المناظر الطبيعية التي تنير الطريق أمام مراحل مهمة من التاريخ الإنساني".
وأشار مجلس ICOMOS أيضا إلى حقيقة أن القلعة تعد موقعا عسكريا مهما ، حيث سبق لها أن شهدت تبادلا مشتركا بين التخطيط الحضري وتكنولوجيا بناء القلاع في شرق آسيا ، كما أن بها تركيزا لتكنولوجيا بناء القلاع والاستراتيجية الدفاعية التي تعبر عن فترات زمنية مختلفة ، فضلا عن كونها قلعة جبلية تحتوي على أودية.
وأشارت اللجنة التابعة لليونسكو أيضا إلى أن المشروعات المعمارية والتطويرية العديدة التي جرت في القلعة تم إجراءها باستخدام مواد أصلية وتقنيات مرتبطة بالقواعد المتبعة في مواقع التراث التابعة للدولة.
وتعد قلعة نام هان سان سيونج في كوانج جو بكيونج كي دو (إقليم كيونج كي) واحدة من القلاع التي كانت تحمي سيول في عصر جوسون (من 1392 إلى 1910) بجانب قلعة بوك هان سان سيونج القابعة في شمال سيول وفي أجزاء من كيونج كي دو.
وتتميز القلعة الممتدة لمسافة بعيدة في الخلف بأنماط وأشكال معمارية وإنشائية متنوعة تعبر عن عصر مملكة سيلا الموحدة من القرن السابع إلى عصر الملك يونج جو (عرشه من 1724 إلى 1776) في القرن الثامن عشر.
والطول المحيط لجدار القلعة يبلغ 11,76 كيلومترات ، كما يوجد قصر مؤقت اسمه "هاينج كونج" كان مخصصا لإقامة الملوك أثناء سفرهم خارج القصر الرسمي.
وتوجد أيضا مبان بنيت لأغراض ملكية وإدارية مختلفة ، ومن بينها سيو جانج داي ، وهو برج يستخدم كموقع للقيادة.
في الأعلى : القصر المؤقت "هاينج كونج" ويقيم فيه الملك عندما يسافر خارج القصر الرسمي ، وفي الأسفل موقع القيادة في الجدار الغربي ويدعى "سويو جانج داي". (تصوير : جون هان).
ومن المعتقد أن القلعة التي ظهرت مع قلعة جوجانج سيونج بنيت في فترة حكم الملك مون مو ، وهو الملك الثلاثون في دولة سيلا (من 57 قبل الميلاد إلى 935 ميلادية) ، إلا أن الجزء الأكبر من القلعة الموجودة الآن يعود إلى عصر جوسون ، وقد بنيت عندما كانت هناك احتمالية التعرض لغزو من مملكة كينج بعد خلع الملك كوانج هاي كون عام 1623 (عرشه من 1608 إلى 1623) الذي حاول الحفاظ على الحياد بين مملكة مينج القائمة وبين مملكة كينج القادمة.
وبعد خلعه ، تولت السلطة في سيول إدارة دعمت مملكة مينج.
ومعظم القلاع القائمة حتى يومنا هذا بنيت أعلى جدران القلعة الحالية بين 1624 إلى 1626.
وفي عام 1636 ، استضافت القلعة مناورات عسكرية شارك فيها 12 ألفا و700 جندي ، وهي الأولى منذ اكتمال بناء الجدران.
إلا أن كينج غزت جوسون بجيش مكون من مائة ألف جندي في ديسمبر من ذلك العام.
إلى أعلى : مشهد من الجو للجزء الجنوبي من قلعة نام هان سان سيونج ، وفي الأسفل : صورة لقصر هيانج كونج المؤقت. (الصورة من إدارة التراث الثقافي).
وبدون تحضير كاف لهذه الحرب ، انتهى الأمر بتراجع جيش جوسون والملك إينجو (عرشه من 1623 إلى 1649) إلى القلعة بعد هزيمة القوات المساعدة له.
واستسلم جيش جوسون بعد مقاومة استمرت 47 يوما.
وعلى الرغم من أن الحرب انتهت بالهزيمة ، فإن بناء القلعة أفاد جوسون بالخبرة اللازمة المهمة في مجال بناء قلاع جبلية ، وبخاصة قبل أن تواجه حروبا كثيرة ومدمرة متوقعة.
كما تعد القلعة المدينة العسكرية والإدارية الوحيدة التي بنيت على جبل في كوريا ، وهي أيضا واحدة من أفضل القلاع الباقية في المنطقة التي توضح مدى ازدهار تكنولوجيا بناء القلاع في شرق آسيا التي امتدت على مدى فترة طويلة من الزمن.
وقال البروفيسور لي هاي إيون الأستاذ في جامعة دونج كوك وهو الآن عضو في لجنة التراث العالمي التابعة لإدارة التراث الثقافي : "نام هان سان سيونج كانت قصرا مؤقتا ، ولكنها تحظى بأهمية تاريخية خاصة لأنها بنيت بطريقة يمكنها القيام بدور القصر الفعلي".
وأضاف أنه "خلال فترة غزو مانتشو الثاني في عام 1636 ، تم تصميم مبان على شكل قصور من أجل أن تكون مثل ضريح جونج ميو الملكي للطقوس ، ومثل ساجيك ، بحيث يستطيع الملوك الإقامة فيها لفترة طويلة ، وهي حقيقة غير مسبوقة على مستوى العالم".
وللوصول إلى نام هان سان سيونج ، استخدم خط مترو الأنفاق الثامن واخرج من محطة سان سيونج من المخرج رقم 2 ثم استخدم الأوتوبيس رقم 52 أو رقم 9 ، وانزل منه في منطقة روتاري نام هان سان سيونج.
ولمزيد من المعلومات ، يمكن الاتصال بمجلس مبادرات نام هان سان سيونج للثقافة والسياحة على هاتف رقم : 031-777-7500 ، أو زيارة موقعه الإليكتروني : www.ggnhss.or.kr.