مقالات المراسلين الفخريين

المراسل الفخري، القمة بين الكوريتين شديدة الأهمية لحاضر ومستقبل الكوريتين

2018.04.18
summit_history_article_03.jpg

يصافح الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن عضو مناوب في المكتب السياسي التابع للجنة المركزية لكوريا الشمالية كيم يو جونغ، بعد أن سلمته رسالة شخصية من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أوون في فبراير.(الصور من البيت الأزرق)



بقلم مراسل كوريا.نت الفخري عبد محمود حنفي(أستاذ أكاديمي في العلوم السياسية)


كانت الألعاب الأولمبية الشتوية ، التى اقيمت فى بيونغ تشانغ الفرصة المثالية لعرض التهدئة، لكن الواقع أن هذه التهدئة نتاج لعملٍ استغرق وقتًا، لكنه أسفر عن نتائج محددة كالتالى: تنشيط الحوار العسكري بين كلتا الدولتين لمناقشة المسائل المُتعلقة بالحدود، وما يساعد على استمرار خط الاتصال العسكري المباشر، الذي يُضاف إلى الخط الدبلوماسي المباشر المفتوح منذ الثاني من شهر يناير الماضي، فضلًا عن أن سيئول أعلنت أنها ستضع في اعتبارها تخفيف بعض العقوبات على موظفي بيونغ يانغ. وأقام الموسيقيون الكوريون الجنوبيون عروضا ناجحة في بيونغ يانغ وأخيرًا، اتفقت الكوريتان على عقد قمة تاريخية بينهما في السابع والعشرين من أبريل، وهي القمة الأولى بين الكوريتين خلال أحد عشر عامًا، وهي القمة الثالثة بشكل عام، بعد القِمَّتين السابقتين في عامي 2000 و2007. ومن الواضح أن التوترات بين الكوريتين قد تراجعت إلى حد كبير وأنه يتم تهيئة بيئة للتعاون الثنائي. فبعد القمة الكورية المشتركة المزمعة، من المقرر أن تعقد كوريا الشمالية والولايات المتحدة قمتهما الأولى على الإطلاق.

summit_history_article_01.jpg

أعلن الرئيس الكوري الجنوبي الأسبق كيم داي جونغ ونظيره السابق الكوري الشمالي كيم جونغ-إل "الإعلان المشترك بين الجنوب والشمال في 15 يونيو" في بيونغ يانغ في 15 يونيو لعام 2000.(الصورة من وزارة الثقافة والرياضة والسياحة)



وذوبان جليد العلاقات الكورية المشتركة يتوقع له أن يسهم في تحسين الاقتصاد الكوري الجنوبي بشكل إيجابي .وأي مظاهر تحسن في شبه الجزيرة الكورية سيكون لها تأثير إيجابي على الأوضاع الجيوسياسية والاستراتيجية في المنطقة وفي تخفيف حدة التوتر فيها وهو ما يمثل عامل جذب للاستثمارات الأجنبية. أسواق المال والأسهم والسندات شهدت فعلا تحركا إيجابيا، فقد بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية في التاسع من يناير أعلى مستوى له منذ عام 2005 بمتوسط زيادة بلغ 330 مليار وون كوري في اليوم الواحد. ومن المؤكد أن هذا بسبب تلك التطورات السياسية المهمة.

ومن المنتظر للقمة القادمة بين الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن تكون حدثًا تاريخيًا في حد ذاتها، بل أنها أكثر من ذلك يمكن أن تكون قمة من شأنها أن تدفع إلى الأمام عملية نزع السلاح النووي. وتطرح هنا رؤية الرئيس الكوري الجنوبي عن "أسلوب نزع الأسلحة النووية على نحو شامل ومرحلي" الذي يسعى إليه مون جيه- إن وهو يختلف عن أسلوب التاسع عشر من سبتمبر. الذي هو عبارة عن أسلوب خاص لنزع الأسلحة النووية في النهاية عبر المراحل المفصلة ويذكر أن البيان المشترك للتاسع عشر من سبتمبر تم تبنيه من خلال اتفاق أطراف المباحثات السداسية في الجولة الرابعة في بكين في عام 2005. ويتمركز البيان على ضمان الأمن وإمدادات الطاقة مقابل تخلي كوريا الشمالية عن الأسلحة النووية. ولكن البيان لم يتحقق نتيجة للخلاف حول أسبقية نزع الأسلحة النووية أو إمدادات الطاقة.

بينما يعني أسلوب مون أنه يعمل على التوافق على المسألة الرئيسية في إطار كبير منذ البداية. بمعنى السعي إلى التوافق حول المسألة الرئيسية منذ البداية. ويظهر أن القمتين الكورية الشمالية والأمريكية تلتقيان منذ البداية من أجل تحقيق التوافق في إطار كبير بشأن المسألة الرئيسية المتمثلة في نزع الأسلحة النووية وضمان الأمن.

ومن المرجح أن تحاول كوريا الشمالية تقسيم مراحل نزع الأسلحة النووية إلى أبعد الحدود من أجل الحصول على التعويضات والضمانات في كل مرحلة.ولن يكون اجتماع مون-كيم مجرد مقدمة لقمة كوريا الشمالية-الولايات المتحدة الأولى على الإطلاق ، ولكنه سيشكل على الأرجح الأساس لأي تقدم في اجتماع ترامب-كيم. وقال الرئيس مون "يتعين علينا عقد قمة بين الجنوب والشمال بنجاح حتى تؤدي أيضا إلى نجاح قمة الشمال والولايات المتحدة."

حقا ان الدبلوماسية البناءة تهزم الحديد والنار

kyd1991@korea.kr



هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.