الفرقة الموسيقية الكورية الشمالية تقدم عروضا في كوريا الجنوبية في فبراير الماضي.(الصورة من كوريا.نت)

بقلم مراسل كوريا.نت الفخري المصريتين محمد صلاح الدين

لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون هو حدث تاريخي. استطاعت كوريا الجنوبية أن تلعب فيه دورًا مهمًا لإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية، ووقف من خلاله الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن على أبواب التاريخ الذي سيفتح في أبريل بلقائه مع الزعيم الشمالي أيضَا، لتبدأ صفحة جديدة من العلاقات بين الكوريتين بعد توترات منذ أكثر من عامين.

فبعد عام كان الأكثر توترًا في شبه الجزيرة الكورية جاءت الرغبة في الحوار عبر الرياضة ليدخل أبناء الأمة الكورية تحت علم واحد يحمل خريطة شبه الجزيرة الكورية بلون أزرق في الأولمبياد الشتوية في مدينة بيونج تشانج، كطرف خيط لحوار ممتد ينتهي للاتفاق على عقد قمة هي الثالثة في تاريخ الكوريتين، والأولى منذ صعود الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون للحكم، ليس هذا فحسب فقد استطاع الرئيس الكوري الجنوبي لعب دور الوسيط من أجل السلام فأرسل وفدًا سافر في جولات مكوكية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة لتسفر عن رسالة تطلب اللقاء، وتواجه بالموافقة على أن يكون ذلك نهاية مايو المقبل، ثم إلى الصين وروسيا واليابان كفاعلين أساسيين في المجتمع الدولي عامة وقضايا شمال شرق آسيا خاصة.

ولهذا يقف شعب شبه الجزيرة الكورية بشطريها الجنوبي والشمالي أمام فرصة عظيمة للسلام وجمع شمل من تشتتوا بفعل الخلاف الفكري الذي أوجدته الحرب الباردة، فالشعب الكوري يتحدث لغة واحدة ويملك ثقافة وعادات وتقاليد واحدة، ويعود لتاريخ واحد، فتقول الأسطورة إن الملك دان كون مؤسس "كوجوسون" أولى الممالك الكورية عام 2333 قبل الميلاد ولد على جبل بيكدو الموجود في الشمال، وفي حقبة مملكة شيلا كانت سورابول –حاليا مدينة كيونج جو- الواقعة في الجنوب هي العاصمة، وغير هذا الكثير مما لا يمكن إغفاه في تاريخ كوريا الذي يعرفه أي مهتم أو دارس للحضارة، وحينما يجلس الجنوبيون والشماليون يغنون ما يمكن اعتباره نشيدًا وطنيًا بعيدًا عن الأيدولوجيات هي "آريرانغ" القادمة من قديم الأزل.

إننا نقف على أعتاب خطوة جريئة في تحقيقها إنهاء سنوات من الآلام والفرقة، والتشجيع على عالم يسوده الحب بدلا من الكراهية والسلام بدلا من الدمار، فالشعوب دائما هي التي تبقى.