مقالات المراسلين الفخريين

المراسل الفخري، على ضفاف المنطقة المنزوعة السلاح الكورية

2018.04.20
JSA_in2.jpg

منطقة أمنية مشتركة في منطقة منزوعة السلاح.(الصورة من المصور لكوريا.نت جون هان hanjeon@korea.kr)



بقلم مراسل كوريا.نت الفخري السعودي ياسر الغامدي(مسؤول التحرير في جريدة الرياض)



كنت كغيري من ملايين المهتمين في العالم. اتابع تطورات الأحداث الأخيرة المفاجئة والمتلاحقة في تاريخ النزاع القائم بين الكوريتين. وسمعت كالجميع ما قاله الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن حول محادثات القمة المرتقبة في مايو المقبل بين بيونغ يانغ وواشنطن.

وتوقفت كثيراً عند وصف الرئيس مون جيه إن للمحادثات بأنها "ستصبح علامة تاريخية لإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية". توقفت وعادت بي الذاكرة إلى ما قبل عامين، عندما حظيت بشرف زيارة كوريا الجنوبية والمشاركة في المنتدى الصحافي من أجل العالمي للسلام. تذكرت تلك الرحلة في الزمن إلى المنطقة منزوعة السلاح (DMZ).

ومع سماعي لتعهد الرئيس مون بأن تغتنم الحكومة الكورية الفرصة التي أتت كمعجزة. قلت في نفسي إن هذه الفرصة التي كان الجنوبيين يصلون من أجلها طوال عقود.
والمنطقة المنزوعة السلاح، هي منطقة غير مأهولة تفصل بين الكوريتين، يبلغ عرضها أربعة كليومترات وطولها 250 كيلومتراً، وتأسست عقب نهاية الحرب الكورية مطلع خمسينيات القرن الماضي.

لم أكن أصدق وجودي في تلك المنطقة الأسخن في العالم، أو كما وصفها الصحافي الكوري الجنوبي العريق كيم هون، بأنها "المنطقة المنزوعة السلاح الأكثر تسليحاً التي رأيتها في حياتي"، في فيلم وثائق مثير نشرته قناة العربية منذ أيام على شاشتها. لكنني على رغم هذا الشعور الخطر بالوقوف على هذه المنطقة القلقة، لاحظت قوة الأمل الخارقة التي تملأ المكان. بعض ملامح المكان سافرت بالزمن إلى المستقبل، وأصبح المكان الحاضر اشبه بذكرى غابرة. أو مزار سياحي لمنطقة تعرف تاريخياً بالمنطقة منزوعة السلاح. يقصدها السياح للتطلع إلى ما كان، لا إلى ما هو كائن.
قوة الأمل هذه في طي صفحة النزاع، والتعامل معه بالتسامح وصيغة الماضي، هي التي مهدت لوصول المعجزة التي يقول الرئيس مون أن كوريا الجنوبية ستغتنمها.

منذ أكثر من ستين عاماً تحدق الكوريتين في بعضها البعض بقلق وترقب، في انتظار بارقة أمل. وها هو اليوم يبزغ الأمل من بين ركام الماضي في هذه المنقطة منزوعة السلاح ، مثل ما بزغت محمية طبيعية وأرض عذراء، من تحت ركام التوتر ورماد الحرب.
وبعين الحلم والأمل نفسها، يرى الصحافي هون، خلال ذلك الوثائقي، الثلوج تمحوا الخطوط الفاصلة في هذه المنطقة، وتوحد الأرض المنقسمة بسلام، قائلاً بثقة "هذا هو مصير الأرض التي يقف عليها".

وربما المصير الوحيد.


kyd1991@korea.kr


هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.