مقالات المراسلين الفخريين

قمة تاريخية وعصر جديد لإحلال السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية(المراسل الفخري)

2018.06.18
180612_summit_article_01.jpg

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون



بقلم مراسل كوريا.نت الفخري عبد العظيم محمود حنفي(الأستاذ في أكاديمي مصري) من مصر

كان الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن الذي يتمتع برؤية واضحة لمستقبل شبه الجزيرة الكورية، وينظر إلى تهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية كأمر حاسم لتحقيق رؤيته، وقد كان بلا كلل في السعي إلى ضم ترامب وكيم معاً- محقا وصائبا في قوله في أعقاب القمة التاريخية التي جمعت بين الرئيس ترامب والزعيم الكوري الشمالي كين جونغ أون "إن اتفاق سنتوسا(وثيقة سنغافورة)" الذي توصلت إليه بيونغ يانغ وواشنطن في قمة سنغافورة سيصبح حدثا عالميا يدمر هيكل الحرب الباردة الأخير في العالم وأضاف"إننا سنواجه الصعوبات الكثيرة لكننا لن نرجع إلى الوراء مرة أخرى ولن نتنازل عن الخطوة الجريئة"، وأكد الرئيس مون "أننا سنمشي على الطريق الجديد بناء على الوثيقة بين بيونج يانج وواشنطن وسنتماشى مع بيونغ يانغ عليه وسنكتب تاريخ التعاون والسلام الجديد، بينما نترك الأيام السوداء للحرب والصراعات ورائنا".

إن قمة ترامب –كيم كانت ناجحة بكل المقاييس وفق عدة مؤشرات.

أولا الاتفاق على النزع النووي

تعهد كوريا الشمالية بسعيها لتحقيق النزع النووي في شبه الجزيرة الكورية بدون تراجع مع تأكيدها على بيان بانمونجوم بتاريخ 27 أبريل عام 2018 وضمان الأمن للنظام الحاكم الكوري الشمالي.

ثانيا ذوبان الجليد في شبه الجزيرة الكورية، فقبل أشهر كانت شبه الجزيرة الكورية على شفا حرب كارثية نووية، وتوترات لا تنقطع، تجارب نووية وصواريخ ومناورات تشترك فيها طائرات وسفن تحمل أسلحة نووية، كان الوضع مخيفا وورد في البيان "تتعهد كل من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ببناء علاقة جديدة بين البلدين تماشيا مع تطلعات شعبي البلدين للسلام والازدهار. وورد في البند الثاني "يسعى البلدان معا لبناء السلام المستدام والمستقر في شبه الجزيرة الكورية".

ثالثا تطبيع العلاقات مع تعهد الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بإرسال رفات أسرى الحرب الذين تم التأكد من هوياتهم والتنقيب عن رفات المفقودين أثناء الحرب الكورية.

رابعا لا موجب للتشكيك في مقررات القمة عبر الزعم أن القمة كانت قمة الكاميرات والمصافحة والابتسامات وإن البيان المشترك الذي وقعه الزعيمان في سنغافورة بدا مجرد تكرار باهت لوعود قديمة قطعتها بيونغ يانغ لإدارات أمريكية متعاقبة وخالفتها. فالأمر مختلف هناك الرئيس مون المؤمن بالسلام والساعي إليه ثم الزعيم كيم الذي أعلن إغلاق منشأة لمحركات الصواريخ مع النزع النووي وهو صرح قبيل المحادثات الثنائية مع الرئيس ترامب " كان كاحلنا يتعثر في الماضي وكانت الآراء المنحازة والأعراف الخاطئة تغطي أحيانا أعيننا وأذاننا، غير أننا جئنا إلى هنا بعد التغلب على جميع هذه الأشياء". ويقصد من تصريحاته علاقة المواجهة والخلاف القائمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، غير أنها تترجم بأنه يرغب في أن يفصل نفسه عن الماضي.

وهو يريد أن يخرج من الفقر والعزلة اللذين أورثاهما له جده ووالده باسم الاعتماد الذاتي وسياسة الجيش الأول .وهو يختلف عن جده وأبيه في تصميمه على تحديث كوريا الشمالية. يواجه كيم التحديات التي لم يتحملها أسلافه، أي اختراق المعلومات من العالم الخارجي، وتخفيف سيطرة الدولة على التجارة، وانتشار النزعة الاستهلاكية، وظهور طبقة من المال لا تدين بموقفها المتميز لمصلحة النظام، وشبكات المجتمع من خلال الانتشار المستمر للهواتف الخلوية. ويواجه "كيم" التوقعات المتزايدة من الداخل في الوقت الذي يواجه فيه عقوبات متشددة من الخارج. لذا ، وفقا لهذا المنطق، من أجل تلبية التوقعات الداخلية، سيحتاج إلى خفض الضغط الخارجي، وهذه الديناميكية يمكن أن تدفع كيم إلى طريق نزع السلاح النووي.

ان طريق السلام في شبه الجزيرة الكوية طويل ويحتاج للصبر والمثابرة .

kyd1991@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.