مقالات المراسلين الفخريين

قمة الصنوبر، إنهاء الحرب والموافقة على نزع السلاح النووي(المراسل الفخري)

2018.05.01
pinetree_in1.jpg

الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون



بقلم مراسل كوريا.نت الفخري عبد محمود حنفي(أستاذ أكاديمي في العلوم السياسية)


مع عبور "كيم جونغ اون" خط ترسيم الحدود العسكرية باعتباره أول زعيم الكوري الشمالي يقوم بذلك كانت لحظة رمزية للغاية في العلاقات بين الكوريتين .وكانت القمة قمة متميزة من حيث الشكل والمحتوى مقارنة بالقمتين السابقتين، فقد قام الزعيمان بغرس شجرة صنوبر تذكارية وعقدا محادثات عميقة ومباشرة بينهما، اختلف المناخ عن مثيله في عام 2017 الذي تفاقمت فيه التوترات في شبه الجزيرة الكورية. وتابعت بيونغ يانغ التجارب الصاروخية التي يمكن للبعض منها بلوغ الأرض الأمريكية، وكانت تجربتها النووية هي السادسة. وحبس العالم انفاسه مع هواجس بقيام حرب نووية في شبه الجزيرة الكورية وبذا وصل التطور النووي لكوريا الشمالية إلى المرحلة النهائية، ولا يوجد مجال كبير لتأخير حل القضية النووية.وهذا يعني أن كوريا الجنوبية تواجه واقعاً خطيراً يجعل من الصعب تحسين العلاقات بين الكوريتين وتسوية السلام في شبه الجزيرة الكورية دون حل القضية النووية. ومن هنا أهمية تلك القمة التاريخية بين الكوريتين لأنها :

أولاً هذه القمة خطوة أولى نحو السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. فبالمقارنة مع العام الماضي عندما كانت المنطقة في ظل الحرب، يحدث الآن شيء فوق التصور. وقضت القمة على تهديدات الحرب، لذا فإنها في حد ذاتها تشكل تطورا مهما. بعد القمة التاريخية الثالثة الناجحة أنطلقت الكوريتان في رحلة كبرى نحو السلام من خلال مناقشة نزع الأسلحة النووية، وإعلان إنهاء الحرب والاتفاق على مناقشة توقيع معاهدة سلام لأول مرة منذ 73 عاماً منذ الانقسام الوطني. كانت قمة 2018 بين الكوريتين تمهيدا للمصالحة والتعاون الثنائي نحو حل قضايا شبه الجزيرة الكوري فهذا هو مفتاح القمة.

وبموجب الاتفاق الذي تم تحت عنوان " إعلان بانمونجوم" للسلام والازدهار والتوحيد في شبه الجزيرة الكورية الإعلان المشترك بخصوص إنهاء حالة الحرب في شبه الجزيرة الكورية. وأشار البيان إلى أن الطرفين سيتعاونان بشكل نشط من أجل إقامة نظام سلام دائم وراسخ في شبه الجزيرة الكورية تم وصفه بالمهمة التاريخية التي لا تقبل التأجيل. وكجزء من الجهود المبذولة من أجل ذلك تم الاتفاق على تأسيس مكتب اتصال في مجمع كيسونغ في كوريا الشمالية يستقر فيه مسئولون من الجانبين لتسهيل وتنسيق عمليات التشاور الوثيق بينهما، كما أكد الجانبان مجددا على اتفاقية عدم الاعتداء والتي تحظر استعمال القوة من جانب أي طرف ضد الطرف الآخر. واتفقا كذلك على تحويل المناطق المحيطة بخط الشمال الفاصل في بحر الغرب إلى منطقة سلام بحرية لمنع أي اشتباكات أو احتكاكات عسكرية عابرة.

ومن أجل تحقيق ذلك تم الاتفاق على السعي لعقد قمة ثلاثية أو رباعية تضم الكوريتين والولايات المتحدة الأمريكية والصينثانياً، القمة تحمل معنى رمزيا إلى حد كبير لأن هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها زعيم كوري شمالي إلى أرض كورية جنوبية منذ الحرب الكورية. ثالثًا، وهو الأهم، أن القمة اقرت مبدأ موافقة الزعيم الكوري الشمالي على نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية. حيث تضمن الإعلان الختامي للقمة الإشارة إلى أن إخلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية هو هدف مشترك، وإن الرئيس الكوري الجنوبي سيزور الشمال خلال الخريف القادم.

وأصدرت كوريا الشمالية إعلانًا مهمًا. فخلال اجتماع اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في الشمال يوم 20 أبريل، قالت بيونغ يانغ إنها قررت تعليق التجارب النووية وإطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات وتفكيك موقع التجارب النووية. ثم أعلنت كوريا الشمالية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قال خلال القمة بين الكوريتين إنه سيجري إغلاق موقع التجارب النووية في بونغي ري الشهر مايو وانه سيدعو قريبا خبراء وصحفيين من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية للكشف عن العملية للعالم الخارجي. وهذه تعتبر إجراءات مخلصة لنزع السلاح النووي كانت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي قد طلبوها على الدوام.

kyd1991@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.