مقالات المراسلين الفخريين

قمة سنغافورة، خطوة تنتظر خطوات (المراسل الفخري)

2018.06.20
KevinLimSummit22_L1.jpg

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.(الصورة من صحيفة ستريتس تايمز السنغافورية)



بقلم مراسل كوريا.نت الفخري المصري محمد صلاح الدين من مصر



بعد 70 عامًا من الحرب والعداء والتفاوض والانسحاب، يجلس الكوريون الشماليون يتزعمهم كيم جونج أون مع الأمريكيين يترأسهم دونالد ترامب في قمة شهدتها جزيرة سنتوسا السنغافورية ليتصافح زعيما الدولتين لبدء حقبة جديدة تتركز على إنهاء العداء.

الوثيقة التي وقعها كل من ترامب وكيم في نهاية يوم القمة التاريخي أشارت إلى 4 بنود رئيسية، تتحدث الأولى فيها عن فتح صفحة جديدة بين كل من واشنطن وبيونغ يانغ على أساس يقوم على رغبة كلا الشعبين بالسلام والازدهار، والثانية عن بذل الجهود المشتركة من أجل إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية، أما الثالثة فتأتي انطلاقًا من إعلان "بانمونجوم" الموقع بين الكوريتين في 27 أبريل الماضي فأكدت بيونغ يانغ رغبتها في نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، والرابعة فتتحدث عن اتفاق لإعادة رفات من فقدوا في الحرب الكورية 1950- 1953 إلى ذويهم".

وتشكل البنود الأربعة مجرد ضربة البداية في عملية تفاوضية، يعمل كلا الطرفين على ألا تطول، فمنذ البداية قدمت كوريا الشمالية محاولة لإثبات حسن نيتها، فدمرت موقع تجاربها النووية في "يونغ بيون" أمام أعين الصحفيين، بل وتدمير منصات إطلاق الصواريخ الباليستية وفقًا لتصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد أن علاقته بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أصبحت جيدة، وأشارت إدارته إلى رغبة بيونغ يانغ في تفكيك النووي بسرعة.

استتبع هذا الإعلان تحركين غاية في الأهمية، الأول يتعلق برفات الجنود الذين تضمهم أرض الصباح الهادئ عند المنطقة منزوعة السلاح، لتبدأ سيول محادثات عسكرية مع بيونغ يانغ تسكتمل نهاية الشهر حول هذا الأمر إضافة إلى نزع الألغام الموجودة في المنطقة منزوعة السلاح، أما الأمر الآخر فيتعلق بالمناورات المشتركة بين الجنوب والولايات المتحدة حيث أعلن ترامب عن احتمالية وقفها طالما استمرت المفاوضات، وبحث وزير الدفاع الجنوبي "سونغ يونغ مو" مع نظيره الأمريكي جيمس ماتيس التدريبات المشتركة بين جيشي البلدين لا سيما مع اقتراب موعد مناورات أولجي فريدوم جارديان(حارس الحرية)" المرتقبة في أغسطس المقبل، خاصة في ظل أجواء الثقة المتبادلة بين الكوريتين وبداية ذوبان الجليد في العلاقات مع واشنطن.

وهنا ينبغي الإشارة إلى أن إعلان بانمونجوم بين كوريا الجنوبية والشمالية يمثل في بعض بنوده الأساس الذي قامت عليه قمة سنغافورة، لاسيما البند الثالث المتعلق بالتعاون من أجل بناء نظام للسلام في شبه الجزيرة الكورية والذي يتضمن في إحدى نقاطه عقد المحادثات الثلاثية بين الكوريتين والولايات المتحدة الأمريكية أو المحادثات الرباعية بين الكوريتين والولايات المتحدة والصين للإعلان عن إنهاء الحرب في هذا العام الذي يصادف مرور65 عاما على عقد اتفاقية الهدنة، والرابع المتعلق بتحقيق إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية عبر النزع النووي بصورة كاملة.

ومع قمة سنغافورة تتحقق رؤية الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن في الأزمة الكورية حيث أكد مرارًا أهمية توصل كل من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لاتفاق يكون هو أساس بناء نظام سلمي في شبه الجزيرة الكورية، لتنتهي آخر المشكلات التي خلفتها الاختلافات الآيدولوجية والحرب الباردة بين الرأسمالية والشيوعية.

وختامًا ينبغي التأكيد أن القمة التي شهدتها سنغافورة قبل عدة أيام ما هي إلا خطوة يجب أن تعقبها خطوات ومفاوضات قائمة على الثقة والمرونة بين جميع الأطراف من أجل ازدهار – ليس فقط شبه الجزيرة الكورية – لكن منطقة شرق آسيا جميعها.

kyd1991@korea.kr

هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.