إعلان بانمونجوم، رؤية الرئيس مون للسلام تفتح الباب للوحدة والازدهار الاقتصادي(المراسل الفخري)
2018.05.01الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون
بقلم مراسل كوريا.نت الفخري المصري
تاريخ كوريا يكتب من جديد فبعد سنوات من الخلاف شاهد العالم زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون تخطو قدماه أرض الجنوب للوصول إلى إعلان تاريخي بالاشتراك مع الرئيس مون جيه-إن ينهي حالة الهدنة لتتحول إلى سلام من القرية التي شهدت اتفاق الهدنةعام 1953 "بانمونجوم" إلى القرية التي تشهد إعلان يمهد للسلام في شبه الجزيرة الكورية.
لكن أكثر ما يلفت الأنظار في الإعلان هو الاتفاق على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وتحويل اتفاق الهدنة إلى اتفاق سلام دائم وشامل وإجراء محادثات ثلاثية بين كوريا الشمالية والجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية أو رباعية بمشاركة الصين، حيث شكك بعض الخبراء في إمكانية توقيع اتفاق للسلام، إلا أن الرغبة الحقيقية من قيادة كوريا في السلام القادم من الشعب نفسه إلى نفسه وبنفسه تغلبت على أي خلاف سياسي فيصبح 80 مليون كوري هم أصحاب القرار في تحديد مصيرهم الذي طالما حاولت بعض القوى الخارجية بعض الأحيان التدخل فيه.
ولتحقيق السلام بدأت بيونج يانغ في تنفيذ وعودها بإغلاق مفاعل نووي في مايو، وتوحيد التوقيت مع سيئول بدءًا من الخامس من مايو لتوضع أولى اللبنات ليس في سلام عادل فحسب بل في وحدة طال انتظارها، وتنطلق شبه الجزيرة الكورية كمنطقة اقتصادية كبرى.
ولكن كل هذا لم يكن ليتحقق لولا جهود الرئيس مون جيه-إن الذي استطاع تكوين رؤية واضحة للوضع في شبه الجزيرة الكورية تفهم طبيعة بيونج يانغ وتعمل على أساسها، هذه الرؤية تتخلص في "التعايش السلمي والازدهار المشترك" لتحقيق 3 أهداف هي حل برنامج كوريا الشمالية النووي وإرساء السالم الدائم تنمية العلاقات المستدامة بين الكوريتين وتؤدي إلى قيام مجموعة اقتصادية جديدة في شبه الجزيرة الكورية.
كل هدف من هذه الأهداف مترتب على بعضه البعض، فإذا صار السلام هو الوضع القائم صار هناك إمكانية لإقامة مزيد من العلاقات الاقتصادية لا سيما مع رفع العقوبات، لتقام مشروعات اقتصادية كبرى تربط مصير الكوريتين ببعضهما البعض، وهنا تتحقق رؤية الرئيس مون بتحقيق الوحدة طبيعيًا دون تدخل أي قوى خارجية عبر قيام المصالح الكبرى المشتركة بين الشمال والجنوب حتى وإن اختلفت الأيدولوجية السياسية.
نتيجة لذلك وجدنا الشركات الكورية الجنوبية تعمل على دراسة الشمال وفرص قيام الاستثمارات فيه استعدادًا لعهد السلام، خاصة مع إبداء الكثير ثقتهم في مصداقية بيونج يانغ هذه المرة في وعودها حيث يشير استطلاع للرأي أجرته وكالة ريال متر على 500 شخص إلى أن قرابة 65% من المبحوثين يثقون في مساعي كوريا الشمالية نحو السلام.
من إعلان بانمونجوم تبدأ كوريا الشمالية في التحول إلى دولة طبيعية تتشارك وجارتها الجنوبية شبه الجزيرة التي يمتد تاريخها إلى العام 2333 قبل الميلاد، بل وتتعاون مع جيرانها في شمال شرق آسيا ليبدأ عصر الازدهار المشترك، وتنفتح على العالم، خاصة إذا ما علمنا أن تركيز كيم جونغ أون حاليًا تحول من السياسة المتوازية "بيونج جين" التي تقوم على تطوير البرنامج النووي إلى جانب الاقتصاد إلى التركيز على الجانب الاقتصادي إضافة إلى وضع المسؤولين الاقتصاديين في مكانة كبرى داخل الحزب الحاكم.
وختامًا إن السلام القادم في الطريق في شبه الجزيرة الكورية سيعود بالخير على العالم أجمع فيسهم في بناء مجتمع دولي تكون فيه الدبلوماسية والسياسة أساسًا لحل المشكلات.
kyd1991@korea.kr
هذه المقالة كتبت بواسطة المراسلين الفخريين. مراسلينا الفخريين هم مجموعة من المراسلين حول العالم يشاركون شغفهم وحبهم لكوريا مع كوريا.نت.