علاقات الكوريتين

بذلت جمهورية كوريا جهوداً كثيرة لحل التوترات المحيطة بشبه الجزيرة الكورية وتمهيد الطريق للسلام
ونتيجة لذلك، تم استئناف القمة بين الكوريتين في عام 2018، وهي الأولى منذ 11 عاماً منذ عام 2007، مما وفر موطئ قدم للتطور التاريخي للعلاقات بين الكوريتين وإقامة نظام سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية



لفتت قمة الكوريتين التي عُقدت في ٢٧ أبريل ٢٠١٨ انتباه العالم٬ كونها أول زيارة للجنوب يقوم بها زعيم كوريا الشمالية منذ الانقسام، بالإضافة إلى مكان انعقادها في «بيت السلام» في جنوب «قرية بانمونجوم» والتي تُعتبر رمز الانقسام. أعلن الرئيس مون جاي إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «إعلان بانمونجوم للسلام والازدهار والوحدة في شبه الجزيرة الكورية»، والذي نص على «نزع السلاح النووي الكامل»، وشَكَّل نقطة انطلاق للتطور الدراماتيكي للعلاقات بين الكوريتين وإنشاء نظام سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية.



President Moon Jae-in and Chairman Kim Jong Un walking along a footbridge at the border village of Panmunjeom

الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون يسيران على جسر بانمونجوم



جاءت بنود الاتفاقات الرئيسية لـ«إعلان بانمونجوم» كما يلي:



△ التأكيد على تحقيق النزع الكامل للسلاح النووي وتحويل شبه الجزيرة الكورية لمنطقة خالية من السلاح النووي △ تعزيز المحادثات متعددة الأطراف لإعلان نهاية للحرب خلال عام ٢٠١٨ وإقامة نظام سلام دائم △ زيارة الرئيس مون جاي إن لبيونغ يانغ في خريف عام ٢٠١٨ وعقد اجتماعات منتظمة بين القادة △ إنشاء مكتب الاتصال المشترك بينهما في منطقة «كيسونغ» الحدودية بكوريا الشمالية مع مسؤولين مقيمين فيه من الجانبين △ وقف جميع الأعمال العدائية وجعل المنطقة المنزوعة السلاح منطقة سلام حقيقي △ عقد لقاءات لم شمل الأسر المشتتة بمناسبة يوم التحريرالوطني في ١٥ أغسطس وتفعيل التبادلات في مختلف المجالات △ ربط السكك الحديدية والطرق بين خط «دونغ هاي» وخط «كيونغ وي»



وتم تنفيذ الاتفاقيات الإضافية، وهي إغلاق موقع التجارب النووية في كوريا الشمالية وتوحيد التوقيت القياسي لكوريتين في مايو 2018.



كان أهم محتوى في «إعلان بانمونجوم» إعلان إرادة كوريا الشمالية القوية لنزع السلاح النووي، مما لفت انتباه وسائل الإعلام العالمية على الفور. وقالت شبكة سي إن إن: "سيتم إيقاف الأعمال العدائية التي استمرت لمدة ٦٤ عاماً، ووضع نهاية رسمية للحرب هذا العام"، بينما علقت قناة CCTV قائلةً: "خففت الكوريتان من التوترات العسكرية، ومهدت الطريق لنزع السلاح النووي الكامل في شبه الجزيرة الكورية"، وغيرها من وسائل الإعلام الأجنبية التي تناولت الإعلان في الأخبار الرئيسية في وقت واحد وأعلنت بداية حقبة جديدة.



في ٢٦ مايو ٢٠١٨، عُقدت القمة بين الكوريتين مرة أخرى في «تونغيل غاك» في المنطقة الشمالية من «بانمونجوم». في هذه القمة، تم بحث سبل التعاون من أجل تنفيذ «إعلان بانمونجوم»، وعقد قمة كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية بنجاح، والتأكيد على إمكانية عقد محادثات على مستوى العمل من وقت لآخر، بالتناوب بين الشمال والجنوب، إذا كانت هناك حاجة ملحة لذلك.



في ١٨ سبتمبر ٢٠١٨، عُقدت القمة الثالثة بين الكوريتين في بيونغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية. ووقع الزعيمان «اتفاقية إعلان بيونغ يانغ المشترك سبتمبر ٢٠١٨»، وعقدا مؤتمراً صحفياً مشتركاً بعد التوقيع وأعلنا فيه بنود «إعلان بيونغ يانغ المشترك سبتمبر ٢٠١٨» والتي تضمنت محتوى يتعلق بتقليل التوترات العسكرية مثل نزع السلاح النووي والتخلص من مخاطر الحرب في شبه الجزيرة الكورية، والتعاون الاقتصادي بين الكوريتين مثل بناء الطرق والسكك الحديدية وغيرها.



كانت القمة بين الكوريتين في ٢٠١٨ نقطة تحول في نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وإرساء السلام، وتطوير العلاقات بينهما. تواصلت العلاقة بين الكوريتين مرة أخرى بعد انقطاع دام لفترة طويلة، وبذلك تحول «بانمونجوم» من رمزٍ للانقسام إلى رمزٍ للسلام.



أدت قمة الكوريتين ٢٠١٨ إلى انعقاد أول قمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية في سنغافورة في ١٢ يونيو ٢٠١٨. وفي ٢٧ فبراير ٢٠١٩، عُقدت القمة الثانية بينهما في هانوي بفيتنام. وقد أصبحت مؤتمرات القمة المتعاقبة بين الكوريتين وبين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية بمثابة حدث تاريخي ورئيسي في الحلول السلمية للقضية النووية لكوريا الشمالية واستقرار السلام في شبه الجزيرة الكورية، وهي الأهداف التي يدعمها ويتمناها المجتمع الدولي.




سياسة الرئيس مون جيه-إن في شبه الجزيرة الكورية



إن سياسة الرئيس مون جاي إن في شبه الجزيرة الكورية هي سياسة طويلة الأمد وشاملة تقودها كوريا الجنوبية لتحقيق «التعايش السلمي» و«الازدهار المشترك» مع كوريا الشمالية والدول المجاورة وشمال شرق آسيا والمجتمع الدولي. تهدف هذه السياسة إلى تحقيق الازدهار الذي يشمل شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا، من خلال △ وضع السلام على رأس الأولويات، △ بناء علاقة مُستدامة بين الكوريتين △ وتوسيع نطاق السياسة وفقاً لروح الاحترام المتبادل، وهي أهم الخصائص التي تميزها.